صحيفة أمريكية تطالب "مرسي" بتقديم تنازلات للمعارضة
طالبت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الرئيس محمد مرسي، بمحاولة الوصول لحل وسط مع المعارضة، لتجنيب البلاد الدخول في النفق المظلم - حسب تعبيرها - خاصة أن المظاهرات لن تكون في صالح أول نظام إسلامي، أو المعارضة العلمانية، لكنها تدمر آمال مصر لتوطيد دولة ديمقراطية مستقرة، أو معالجة مشاكلها الاقتصادية العميقة.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الجمعة، التي جاءت بعنوان "تسعى للتعاون وليس للفوضى في مصر"، إنه "بعد عام من سوء الحكم من قبل أول حكومة منتخبة ديمقراطيا، مصر تندفع نحو صراع سياسي ذو نتائج كارثية، فالمواجهة التي من غير المرجح أن يستفيد منها النظام أو المعارضة، يمكنها تدمير آمال مصر لتوطيد دولة ديمقراطية مستقرة، أو معالجة مشاكلها الاقتصادية العميقة".
وأضافت أن حركة تمرد دعت المصريين للنزول إلى الشوارع يوم الاحد المقبل، في الذكرى السنوية الأولى لوصول مرسي لسدة الحكم، لإجباره على التنحي، مشيرة إلى أنها جمعت أكثر من 15 مليون توقيع على عريضة تدعو لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لكن المشكلة تكمن في عدم وجود آلية قانونية أو دستورية لتنفيذ آمال قادة تمرد، إلا بثورة جديدة أو ربما انقلاب عسكري.
وتابعت، "إن حكومة الرئيس مرسي قامت بالعديد من الافعال التي أوصلت البلاد إلى هذا المفترق، وخالفت وعودها بالتوصل إلى توافق مع القوى العلمانية والمعارضة، وسعت من خلال دستور جديد، إلى فرض سيطرتها على السلطة القضائية، وجماعات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، واستحداث لقوانين من شأنها ضمان نتائج الانتخابات المقبلة".
وأوضحت الصحيفة أن أكثر ما يثير المخاوف هو "أنه إذا نجحت الاحتجاجات الحاشدة في إسقاط النظام، فما الذي يضمن ألا يتعرض أي نظام قادم لنفس التكتيكات، وبالتالي لن يكون قادرا على معالجة الخلل الاقتصادي في مصر، والذي يتطلب تدابير إصلاح مؤلمة".
وأشارت إلى أن الطريق العملي الوحيد لإنقاذ البلاد، هو صفقة يقدم من خلالها الرئيس مرسي بعض التنازلات الرئيسية للمعارضة، بما في ذلك إصلاحات دستورية، وسحب التشريعات التي تضر بالسلطة القضائية والمنظمات غير الحكومية، ووضع حد لملاحقة المعارضين، وفي المقابل، يتعين على زعماء المعارضة التوقف عن محاولة قلب نظام الحكم، وبدء العمل للفوز في الانتخابات المقبلة.