رئيس التحرير
عصام كامل

علي حمدي الجمال يكتب: الحرية والديمقراطية ليست فوضى

الصحفى علي حمدي الجمال
الصحفى علي حمدي الجمال
رغم مرور 44 عاما ما زالت أحداث 18 و19 يناير 1977 تمثل نقطة تحول في تاريخ مصر الحديث وكما أجمع المحللون السياسيون أن هذه الانتفاضة هي المسئولة عن التطورات السياسية التي شهدتها البلاد فيما بعد. 


ونظرا للغوغائية التي صدرت من المتظاهرين في تلك الأحداث كانت الخسائر من الحرق والتدمير في طول البلاد وعرضها كبيرة مما دعا الصحف إلى اتخاذ موقفا بالهجوم على ثوار الانتفاضة التي وصفها الرئيس السادات بانتفاضة الحرامية واتهم بعضهم الحركة الشيوعية بالتسبب فيما وقع من أحداث.

كتب الصحفي علي حمدي الجمال رئيس تحرير الأهرام مقالا قال فيه: من حق الشعب أن يقول رأيه فيما تصدره الأجهزة التنفيذية من قرارات لكنه بالقطع ليس من حقه أن يلجأ إلى التعبير عن رأيه بالأسلوب الغوغائي الهمجي الذي يؤكد أن ما يحدث في شوارع القاهرة وغيرها ليس إلا مؤامرة على سلامة مصر وأمنها.

إن الحكومة وأية حكومة لا تقدم على اتخاذ قرارات لزيادة الأسعار إلا إذا كانت مضطرة إلى ذلك وعندما اتخذت الحكومة قراراتها برفع الأسعار إنما كانت تستهدف منع الاقتصاد المصري من الوصول إلى حد المرض الذي لا يجدي معه أي علاج.

على حمدي الجمال: الصحة تاج على رءوس الأصحاء

وأضاف الجمال: علينا أن نضع في اعتبارنا أن الحالة السيئة التي وصل إليها الاقتصاد وهي ليست وليدة هذا العام بل هي تراكمات سنوات طويلة مضت، ولعل كل الذين حاولوا من قبل علاج المشكلة تحاشوا بقدر الإمكان الإقدام على مثل هذه القرارات التي أصدرها الدكتور القيسوني يوم 18 يناير، حاولوا من قبل أن يعالجوا المشكلات بمسكنات وقتية أفادت ظاهريا لفترة بسيطة وفي نفس الوقت زادت من سوء الحالة على المدى الطويل.

وعندما تجئ حكومة لديها من الشجاعة أن تتحمل مسئولية تلك القرارات وتأخذ على عاتقها عملية إصلاح الاقتصاد المصري حرصا على مستقبل ومصالح جماهير الشعب تواجه بمثل هذه الجرائم التي ترتكب لا في حق واحد بل في حق مستقبل مصر.

أن الحرية ليست فوضى والديمقراطية مناخ للعمل الجاد المخلص الذي يسعى لمصلحة الوطن ومصلحة الوطن لا يمكن أن تصان بالفوضى التي تنم عن الفقدان الكامل للإدراك السليم.

الجريدة الرسمية