لماذا يتوجس البعض من إدراج "حسم" على قوائم الإرهاب في أمريكا ؟
رغم تفاؤل الكثيرين بإدراج الولايات المتحدة الامريكية، الذراع العسكري لجماعة الإخوان الإرهابية ـ حركة حسم ـ على قائمة الإرهاب، إلا أن هناك العديد من الأسئلة التي أثارها خبراء، بسبب عدم تحرك واشنطن لإدراج الإخوان نفسها على لائحة الإرهاب، ولاسيما إنها كانت أحد الوعود الانتخابية للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
في صالح الجماعة
يتوجس بعض الخبراء من الخطوة الأمريكية الجديدة، بل ويعتبرونها في صالح الجماعة وليس ضدها.
ويعني اختصاص أحد أجنحة الإخوان فقط دون غيرها، أن التنظيم في عمومه لا يؤمن بالعنف، ولا يقدم عليه، ما يحفز الإدارة الجديدة ـ الأكتر اعتدالا من إدارة ترامب ـ على محاولة الحوار مع التنظيم، والاستجابة لجماعات الضغط التي بدأت تتشكل حديثا في واشنطن من أجل تقريب وجهات النظر مع إدارة بايدن.
يقول عمرو فاروق، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية: إن إدراج الخارجية الأميركية حركة حسم الإخوانية، وتنظيم أنصار بيت المقدس ـ ولاية سيناء ـ رسمياً على قوائم التنظيمات الإرهابية، يوحي ظاهريًا فقط بمحاربة الإرهاب ودعم مساعي الدولة المصرية في مواجهة الجماعات المتطرفة.
يوضح الباحث أن قراءة واقع متغيرات السياسية الدولية يؤكد أن قرار الخارجية الأميركية لا علاقة له تماماً بمكافحة الإرهاب أو مواجهة الجماعات التكفيرية المسلحة، مردفا:
هو قرار سياسي يخدم مصالح الإدارة الأميركية في المقام الأول في ظل المتغيرات السياسية التي تشهدها المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط".
ورقة ضغط
يرى فاروق أن ما حدث سيتم توظيفه كورقة ضغط، يتم التلويح بها لفرض عقوبات على تركيا، من أجل فض شراكتها مع إيران التي يتم عزلها ومحاصرتها تمهيداً لإخضاعها لشروط الجانب الأميركي في ما يخص تقليص برنامجها النووي".
لكن القرار الأمريكي يمنح "الإخوان" وبشكل غير مباشر سلطة البقاء، والتمدد الفكري والتنظيمي في المنطقة العربية وفي العمق الأوروبي، بعد أن فصل فكرياً وتنظيمياً وعملياً بين جماعة الإخوان وجناحها المسلح، المتمثل في حركة "حسم"، وحركة "لواء الثورة"، يقول فاروق ويستكمل:
القرار بهذه الصيغة يبرئ الإخوان من المنهجية التكفيرية المسلحة، وكأنها رمز للإسلام الوسطي المعتدل.
خدمة جليلة
أوضح الباحث أن قرار الخارجية الأميركية جاء مدفوعاً بالحفاظ على المصالح الإخوانية ومشروعها التوسعي في الشرق الأوسط، وليس العكس كما يظن البعض، كون الجماعة حليفاً وشريكاً استراتيجياً ينفذ توجهات الأجندة الأميركية وإدارتها.
أشار إلى أن القرار يقدم للجماعة والقائمين عليها خدمة جليلة تتمثل في غسل سمعتها، والهروب من وصمة الإرهاب والتكفير وجرائم العمل المسلح التي لحقت بها على مدار السنوات الماضية".
ولفت الباحث إلى أن هناك ثمة أسئلة مهمة حول قرار الخارجية الأميركية في ما يتعلق بمواجهة الإرهاب، مضيفا: لماذا تأخر قرارها تصنيف جماعة أنصار بيت المقدس على قوائم الإرهاب 10 سنوات كاملة، مع أنها تأسست عام 2011، ثم بايعت تنظيم "داعش" في نوفمبر 2014، لتتحول إلى تنظيم ولاية سيناء، التي نفذت المئات من العمليات المسلحة ضد قوات الجيش والشرطة والمدنيين، سواء في الداخل السيناوي أم في العمق القاهري.
واختتم: "أمريكا اختارت هذا التوقيت بعد نجاح الأمن المصري في تفكيك البينة التنظيمية لتلك الجماعة وخلاياها، وتجفيف تمويلاتها ووقف دعمها لوجستياً، والقضاء عليها بنسبة لا تقل عن 95% تقريباً داخل القطر المصري".