ليلة قطع الأوتار.. سائق الإسماعيلية يحكي مأساته بعد إصابته بعاهة على يد بلطجية.. ويطالب المسؤوليين بتوفير عمل له لسداد ديونه
مثل أي رب أسرة يخرج يوميًا سعيًا منه لطلب الرزق، يفتح باب سياراته قاصدًا عمله، يقبل على الحياة بكل نشاط وهمة طالبا قوت بناته الثلاثة، دون أي كسل أو تقصير ولكن في الحياة دائما أمورا تحدث على غير توقع تغير مصير الإنسان.
أحداث مأساوية في ليلة سوداء يسردها لمراسلة "فيتو" شاب من شباب الإسماعيلية لينضم إلى قائمة ضحايا البلطجة.
جندي من جنود الحياة
يسرد الشاب قصته فيقول: اسمي محمد فوزي محمد على، أبلغ من العمر 38 عاما، من سكان منطقة أبو عطوة بمحافظة الإسماعيلية، حاصل على معهد سياحة وفنادق، وحصلت على العديد من الدورات التدريبية الأخرى في اللغات والكمبيوتر، إلا أن الفرصة لم تسمح لي بممارسة العمل الفندقي بسبب قلة الفرص داخل الإسماعيلية ولارتباطي بأهلي لأني العائل الوحيد لهم.
ويكمل قائلا: رغم ذلك لم استسلم أو أيأس حيث عملت بعض الوظائف المؤقته، خاصة وأنني مثل أي شاب تزوجت وقمت بتأسيس أسرة، ولدي من الأطفال 3 فتيات، وأسكن بالإيجار دفعتني ظروف الحياة إلى العمل ومع الوقت قمت بشراء مكروباص بنظام القسط للعمل به على خط "أبو عطوة" حيث أقوم بنقل الركاب من أبو عطوة إلى موقف "عبد الحكيم عامر" بالإسماعيلية، والذي تم نقله مؤخرا إلى شارع " شل" بمنشية الشهداء.
تفاصيل الليلة السوداء
ويكمل "محمد" قائلا: في مساء يوم 7 من شهر يناير الجارى كنت في "الموقف" منتظرا دوري في تحميل السيارة، وخلال تلك الفترة توافد علينا عدد من الشباب، كان يبدوا عليهم أنهم ليسوا في وعيهم، حدثت بيني وبينهم مشادة كلامية بسبب أسلوبهم الوضيع والمستفز في الحديث، ثم حدثت بيني وبينهم وبين أخى مشاجرة وخلال تلك المشاجرة قام أحدهم بضربي بآلة حادة على إثرها تمت إصابتي بجرح قاطع في كف اليد أدى إلى قطع عدد من الأوتار، حيث نقلي إلى المستشفى وهناك تم إسعافي بعد أن فقدت كمية كبيرة من الدم، وعقب ذلك خضعت لعملية جراحية لمحاولة ربط الأوتار التي تم قطعها خلال المشاجرة بالإضافة إلى خياطة الجرح، أما الجناة فقد قامت المباحث بالقاء القبض عليهم والتحقيق معهم وتحويلهم إلى النيابة وتحول الأمر إلى قضية.
ما بعد الحاث
يكمل السائق حديثه متأثرًا فيقول: يدي الأن عاجزة عن القيام بأى عمل ورغم أن الطبيب أخبرني أن العملية قد نجحت، ولكن يلزمني راحة تامة لعدة أشهر حتى يتم شفائى.. ويتنفس بعمق قائلا.. ولكن ماذا أفعل في المسؤليات التي تقع على عاتقي حيث أننى مرتبط بسداد أقساط السيارة، وجمعيات، بالإضافة إلى إيجار المسكن، ومصاريف المنزل والأطفال، بالإضافة إلى أن زوجتي لا تعمل في ربة منزل.
مطلب إنساني
ويطالب المسئولين بالتدخل لمساعدته وإجاد وظيفة ومنزل له، أو مساعدته بأي شكل وبخاصة وأن الديون تحاصره من كل اتجاه بعد إصابته بعاهة مستديمة جراء أعمال البلطجة.
