رئيس التحرير
عصام كامل

قصة أقدم صانع أختام في السوق العمري بقنا.. تعلم المهنة في العاشرة من عمره.. ويؤكد: النساء الأكثر طلبا | صور

أقدم صانع أختام بقنا
أقدم صانع أختام بقنا
قارب على منتصف الستينيات، يجلس على مقعده الخشبي بسوق العمري، يأتي إليه أرباب المهن الحرفية وكبار السن الذين لم يتسن لهم الحصول على شهادة أو معرفة القراءة والكتابة ليصنع لهم أختاما نحاسية باسمهم لقضاء مصالحهم وأوراقهم في الدوائر الحكومية.


الحرفة
"تعلمت الحرفة منذ كان عمري 10 سنوات" بتلك الجملة بدأ العم عبد الفضيل محمد توفيق الذي أنهى معاشه منذ ما يقرب من 4 سنوات، وأجلس بجوار المسجد العمري في السوق منذ ذلك الحين، ويأتي إليَّ جميع البسطاء من غير المتعلمين وأصحاب الحرف لصنع أختام نحاسية وحديدية بحسب ما يحتاج كل مواطن".

وأكد العم عبد الفضيل أن المهنة توارثها عن الآباء والأجداد، والجميع هنا يصنع الأختام لدينا منذ سنوات طويلة قاربت الـ100 عام تقريبا، وعندما تم إحالتي على المعاش في منطقة البريد بقوص جنوب محافظة قنا، ما زلت  حريص على العمل .

وأشار إلى أنه يبدأ عمله منذ الساعة الثامنة صباحا حتي الساعة الواحدة ظهرا، والتوافد بشكل كبير، رغم انتشار مكاتب تعليم الكبار ومحو الأميه فهناك الذين لا يستطيعون التحكم في الاعصاب للتوقيع واخرون لا يجيدون الكتابة ولكن يجيد القراءة وكثير على هذه الشاكله.

الاسعار

"اختلفت كثيرا" حيث نوه العم عبدالفضيل الي أن في السنوات الماضية كان الختم يصل ثمنه الي خمسة قروش  ووصل السعر حاليا الي 20 او30 جنيها بحسب الزبون الموجود امامي وكان الختم ولا يزال هو العامل الاساسي لدي الكثير من كبار العائلات والقبائل وليس الانسان البسيط او الفقير .

النساء
"هن الاكثر حضورا" ولفت العم "عبدالفضيل" الي أن النساء في الصعيد هن الاكثر حضورا في صناعة الاختام لدينا فقديما لم تخرج المرأه للتعليم و هناك الكثير من القري والنجوع حريصة على هذا الامر ولذا يفضلن عمل الاختام باسمهن للتوقيع على عمليات البيع والشراء، واستخراج الاوراق من المصالح الحكومية .

التصنيع

وعن هذه المواد المستخدمه ،يقول العم "عبدالفضيل" أنها صناعة قديمة اشتهرت في مصر ومختلف البلدان العربية، وكانت تستخدم في الدوائر الحكومية وتصنع من النحاس او الحديد بحسب ولكن نسبة النحاس في الصناعة بشكل كبير .

وأستطرد، أنني استخدم في التصنيع قلم خشبي بسن مدبب نقوم بتصنيعه على ايدينا او نشتريه من القاهرة والاختام تأتي الينا جاهزة وملزمة يتم تصنيعها من الخشب للضغط على فورمه الختم بالاسم المطلوب للزبون، وهذا العمل لا يستغرق وقتا كبيرا بالنسبة لي هو ما يقرب من 5 دقائق فقط قائلا :" الزبون وهو واقف بيأخذ الختم بتاعه عشان يخلص مصالحه ".

الانقراض

"مهنتنا اوشكت على الانقراض رغم الاقبال عليها" وهذا الامر يشير اليه العم عبدالفضيل قائلا :" أن هذه المهنة لا يمكن الاستغناء عنها فهمها كانت درجة التعليم هناك متعلمون للاسف يتخرجوا من التعليم و لا يجيد كتابة اسمائهم "ويأتون لصناعة الختم، ولكن العاملون بهذه المهنة اوشكوا على الانقراض ومعدودين على اصابع اليد الواحدة ولذا نأمل أن يأتي من يتعلم المهنة حتي لا تنقرض المهنة ولا يجيدون من يصنع الاختام خاصة أن هناك فئات كثيرة تستخدم الختم وخاصة كما ذكرت كبار السن والسيدات .

سعر النحاس

وأستكمل، اختلف كثيرا عن السابق وهو السبب في رفع سعر الختم الي اضعاف السابق، ولا يمكن استخدام ختم قديم في التوقيع فبعد مضي وقت يبدأ الاسم في التخفي ويأتي البعض لتجديده وهذا الامر بالطبع غير صحيح

قائلا :" بعض الابناء يأتون لاستعادة الاسم بعد تخفيه نتيجة مرور السنين وكنا نعتقد في البداية  هذا الامر ولكن اكتشفت البعض يأتي لسحب ما يملك والديه من اراضي واملاك ولذا احرص على أن يكون موجود صاحب الختم نفسه امامي ويأخذه بنفسه حفاظا على حقوق كبار السن من طمع بعض الابناء فيهم " .









الجريدة الرسمية