رئيس التحرير
عصام كامل

محمد عبد العظيم.. حكاية موظف "تاجر مع الله" فشيع جنازته الآلاف | فيديو

فيتو
لا يشغل باله بمال ولا ينتظر شيئًا فتجارته رابحة لأنها مع الله ثمنها حسنات ودرجة رفيعة في الجنة.

«محمد عبد العظيم» النازح من الدقهلية إلى الشرقية ليحيا فيها مع الناس بالمعروف متاجرا بذلك مع رب العالمين، اختار طريقه مبكرا أن يسعى لخدمة الأهالي في غسل موتاهم دون مقابل علاوة على مساعدة الأسر غير القادرة في توفيرالأكفان قال: «لا أبحث عن مال وقتي وجهدي وصبري لمهمة حددتها منذ أن وعيت على الحياة أن أهدي الناس إلى كلام الله هذا مقصدي وهذه تجارتي تجارة قال سبحانه وتعالى عنها: تجارة لن تبور».

وجاءت جنازته بعد وفاته لتؤكد أن الله إذا أحب عبدا نشر محبته بين الناس.


قصة مدرس أزهري يتبرع بتغسيل ضحايا كورونا مجانا | فيديو


"محمد عبد العظيم" الذي كان يعمل موظفا منذ مجيئه إلى المدينة الصناعية "العاشر من رمضان" في ثمانينيات القرن الماضي، دائما ما كان يؤكد لأسرته وأصدقائه وزملائه أنه يتاجر مع الله عن طريق مساعدة الناس في غسل موتاهم دون أجر أو الحصول على مقابل نظير ذلك.

وحول هذا المنهج في الحياة يقول الشيخ أحمد أبو المجد، قارئ ومحفظ قرآن كريم، وأحد المقربين من الراحل، أن الشيخ محمد عبد العظيم كما يحب أن يلقبه الناس كان إنسانا ودودا رحيما وكرس حياته وجهده لخدمة الدين والناس.

ويضيف "أبو المجد" أن الفقيد "وهب حياته لتغسيل الموتى لوجه الله في منازلهم دون أن يتقاضي مليما واحدا منهم".

وقص حكاية "عبد العظيم" مع مهنة مغسل الموتى قائلا: البداية كانت من 31 سنة تقريبا وبدأت من المجاورة 1 بالمدينة الصناعية حيث كان يعيش الراحل هناك، ثم ذاع صيته داخل مدينة العاشر من رمضان وأصبح اسمه يتردد على ألسنة الناس ويتنقل لكل أحياء المدينة لغسل الموتى.


ويحكي «الرجل الثلاثينى»:«أن الفقيد قام بتدريب عشرات الشباب على غسل الميت وتكفينه بالطريقة الصحيحة، ويكمل:« برغم الحياة البسيطة التي كان يعيشها إلا أنه لم يتقاضَ قرشًا واحدا في جيبه وكان دائمه يوجه لنا حديثه.. فهذه تجارة مع الله وليس البشر ثمنها الحسنات ومنزلة رفيعة في الجنة.

وكشف الشيخ أبو المجد عن موقف مؤثر عن الفقيد عندما أجهش الشيخ عبد العظيم بالبكاء عندما ختمَ الأذان داخل أحد مساجد العاشر من رمضان بالقول “صلّوا في رحالكم”، أثناء الموجة الأولى من تفشي فيروس كورونا.

وكان آلاف من مدينة العاشر من رمضان بالشرقية شيعوا في الساعات الماضية جثمان محمد عبد العظيم بعد أداء صلاة الجنازة عليه في مشهد يضاهي جنازات عظماء مصر من المشاهير على الرغم من أن الفقيد لم يكن من هؤلاء المشاهير لكنه صنع تاريخ من المحبة بين أهل المدينة ونشرها في ربوع مصروسط تطبيق الإجراءات الاحترازية المشددة خوفا من تفشي فيروس كورونا.


 مدرس سعودي يشرح لتلاميذه غسل وتكفين الميت في مغسلة أموات (صور)


وكانت "فيتو" قد حاورت في وقت سابق عددا من المتطوعين أبرزهم
الشيخ ضياء ربيع فريد، ابن مركز قفط جنوب محافظة قنا، الذي يعمل مغسل للموتى بدون أجر بمستشفى قفط التعليمي للعزل الصحي لمرضى فيروس كورونا المستجد.

وقال الشيخ ضياء، إن عملي الأساسي هو مدرس بمعهد قفط الابتدائي الأزهري، متطوعا لوجه الله أقوم بتغسيل الموتى بمدينة قفط وقراها، وفي بداية العمل قبل جائحة كورونا كان الأمر طبيعي جدا ومعتاد بمساعدة أخوة في الله، إلى أن حلت الجائحة.

وأضاف: هنا كانت البداية عندما تلقيت اتصال تليفوني من مستشفى قفط التعليمي للعزل الصحي لتغسيل أحد ضحايا الجائحة، وكان الدافع الرئيسي في العمل هو مدير المستشفى الدكتور ناصر وهو الذي دعمني معنويا وماديا لتوفير الأدوات اللازمة لتغسيل موتى كورونا.
الجريدة الرسمية