هل ساهمت حرائق الغابات في ظهور فيروس كورونا؟ | صور
بعد مرور أكثر من نحو عام على تفشي فيروس كورونا المستجد، واستفاضة العلماء في دراسة الجائحة التي أدت إلى مقتل أكثر من 2 مليون شخص على مستوى العالم، تحدثت تقارير طبية عدة عن إمكانية تورط حرائق الغابات في نشر البكتيريا والفيروسات.
وبحسب دراسة نشرها موقع «Science Daily»، من المرجح أن تصبح الفيروسات التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر، مثل فيروس كورونا، أكثر شيوعًا مع استمرار الناس في تدمير الغابات وإحراقها.
حرائق الغابات
كشفت دراسة جديدة لجامعة ستانفورد، نُشرت في مجلة «Landscape Ecology»، كيف أن فقدان الغابات الاستوائية في أوغندا يعرض الناس لخطر التفاعل الجسدي مع الحيوانات البرية والفيروسات التي يحملونها.
وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود آثار على ظهور وانتشار الأمراض المعدية من الحيوانات إلى الإنسان في أجزاء أخرى من العالم.
وقالت لورا بلومفيلد، مؤلفة الدراسة الرئيسية: "في الوقت الذي يتسبب فيه COVID-19 في مستوى غير مسبوق من الدمار الاقتصادي والاجتماعي والصحي، من الضروري أن نفكر بشكل نقدي حول كيفية زيادة تفاعل البشر مع الحيوانات المصابة بالأمراض".
تفاعل البشر مع الحيوانات
وبحسب الدراسة، فأن تدمير وحرق الغابات يعني أن الحيوانات البرية والبشر سيتشاركون بشكل متزايد في نفس المساحات ويتنافسون على نفس الطعام.
وأضافت الدراسة: "عندما يغامر الناس بدخول مناطق الغابات بحثًا عن الموارد وعندما تغامر الحيوانات بالخروج من غاباتها لتغزو المحاصيل، تزداد فرص انتقال الأمراض الحيوانية المنشأ - أو من الحيوانات إلى الإنسان.
وبدأ الباحثون في الدراسة بجمع بيانات مسح استخدام الأراضي من صغار المزارعين الذين يعيشون بالقرب من أجزاء من الغابات، ثم قاموا بدمج هذه المعلومات مع صور عالية الدقة للأقمار الصناعية من نفس الفترة الزمنية.
ووجد الباحثون أن أقوى العوامل التي تنبئ بالاتصال بين الإنسان والحيوانات البرية كانت طول حدود الغابة حول منازل الناس، بالإضافة إلي زيادة توافد السكان داخل الغابات لجمع الأشجار الصغيرة.
واختتم المؤلف المشارك في الدراسة تايلر ماكنتوش، وهو طالب دراسات عليا سابق في برنامج Stanford Earth Systems: "في نهاية اليوم، الحفاظ على الأراضي وتقليل حرق وتدمير الغابات.. هو أفضل رهان لنا لتقليل التفاعلات بين الإنسان والحيوانات البرية".
أدخنة الحرائق
وحذر علماء من أن الأدخنة الناجمة عن حرائق الغابات قد تشكل حاضنة غير متوقعة لناقلات العدوى، مؤكدين قدرة الميكروبات والفطريات المعدية على البقاء على قيد الحياة بأعداد ضخمة وسط سحب الدخان.
ويرى العلماء المشاركون في دراسة حديثة حول تأثير حرائق الغابات، أن الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في التربة وفي النباتات يمكن أن تتحور في حاضنة الأدخنة ثم تقوم بنقل الأمراض.
تنشيط البكتيريا
وأشارت دراسة نُشرت في يناير 2019 على "bioRxiv" إلى أن العديد من أنواع البكتيريا والفطريات، زاد عددها بعد نشوب حرائق هائلة في الغابات الشمالية بالأقاليم الشمالية الغربية وألبرتا في كندا.
ودرسَ الباحثون آثار حرائق الغابات على المجتمعات البكتيرية والفطرية في الغابات الشمالية في مقاطعتين كنديتين، وجمعوا عيناتٍ من التربة من 62 موقعًا بعد مرور نحو عام على تدمير 50 موقعًا منها بسبب الحرائق التي اندلعت عام 2014.
وتوصل الباحثون إلى أن العديد من أنواع البكتيريا من أجناس المرسيليات "Massilia" والفصلاء "Arthrobacter"، وبعض الفطريات في أجناس البنسيليوم "Penicillium" والباقوع "Fusicladium" قد كثُرت وزاد عددها بعد حرائق الغابات عن ذي قبل، لا سيما في المواقع التي كانت الحرائق فيها أشد ضراوة.
وتقول ثيا ويتمان، الباحثة المشارِكة في الدراسة، وهي عالمة بيئية في مجال التربة بجامعة ويسكونسن -ماديسون: "لقد بدأنا في تحليل العوامل البيئية التي تُشكل استجابة هذه البكتيريا للحرائق".
وتعتقد ويتمان أن السبب في بقاء البكتيريا والفطريات بعد خمود الحرائق، هو قدرتها على التكاثر بسرعة، واستفادتها من العناصر الغذائية المتاحة، وصمودها في درجات الحرارة المرتفعة، فبعض الميكروبات مُهيَّأة أكثر من غيرها لتحليل المادة العضوية التي أدت الحرائق إلى تغيير خصائصها الكيميائية، وبعضها الآخر قد يستفيد من الأنظمة البيئية الجديدة.
احتراق 12 مليون هكتار وفيروس كورونا
وبحسب صحيفة «News Mongabay» قام فريق بقيادة مات هانسن من جامعة ماريلاند بتحديث مجموعة البيانات السنوية الخاصة بفقدان الغطاء الشجري وإضافة مجموعة بيانات جديدة حول فقدان الغابات الأولية، وهو تطور مذهل لرصد الغابات العالمية.
وفقًا للبيانات، فقدت المناطق المدارية حوالي 12 مليون هكتار من الغطاء الشجري العام الماضي، منها 3.64 مليون هكتار كانت غابات أولية، وهي أكثر أنواع الغابات تنوعًا بيولوجيًا وكثافة في الكربون.
وكانت قد تراجعت خسارة الغطاء الشجري في 2018 بنسبة 30٪ تقريبًا عن أعلى مستوياتها في عام 2016، لكن 2019 قد تحطم هذا الرقم القياسي نظرًا لمدى انتشار حرائق الغابات في منطقة الأمازون وإندونيسيا وأفريقيا هذا العام.
ويرى عدد من المحللين أن حرائق الغابات تعرقل جهود مكافحة فيروس كورونا المستجد، فبجانب مساعدتها في نشر الفيروسات والأمراض المعدية، فإنها تنتهك الحكومات وتكبدها خسائر هي في غنى عنها خاصةً خلال هذا التوقيت.
وكشف عدد من الباحثين أن أكثر من 17 ألف متطوع واجهوا حرائق الغابات منذ أشهر قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا بسبب "الدخان".
وأشار الباحثون إلى أن المدخنين والأشخاص الذين يعانون مشكلات في الرئة مثل أولئك الذين استنشقوا هواء رديئا لعدة أشهر بسبب الدخان، قد يواجهون خطرا متزايدا للإصابة بالفيروس القاتل.
وبحسب دراسة نشرها موقع «Science Daily»، من المرجح أن تصبح الفيروسات التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر، مثل فيروس كورونا، أكثر شيوعًا مع استمرار الناس في تدمير الغابات وإحراقها.
حرائق الغابات
كشفت دراسة جديدة لجامعة ستانفورد، نُشرت في مجلة «Landscape Ecology»، كيف أن فقدان الغابات الاستوائية في أوغندا يعرض الناس لخطر التفاعل الجسدي مع الحيوانات البرية والفيروسات التي يحملونها.
وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود آثار على ظهور وانتشار الأمراض المعدية من الحيوانات إلى الإنسان في أجزاء أخرى من العالم.
وقالت لورا بلومفيلد، مؤلفة الدراسة الرئيسية: "في الوقت الذي يتسبب فيه COVID-19 في مستوى غير مسبوق من الدمار الاقتصادي والاجتماعي والصحي، من الضروري أن نفكر بشكل نقدي حول كيفية زيادة تفاعل البشر مع الحيوانات المصابة بالأمراض".
تفاعل البشر مع الحيوانات
وبحسب الدراسة، فأن تدمير وحرق الغابات يعني أن الحيوانات البرية والبشر سيتشاركون بشكل متزايد في نفس المساحات ويتنافسون على نفس الطعام.
وأضافت الدراسة: "عندما يغامر الناس بدخول مناطق الغابات بحثًا عن الموارد وعندما تغامر الحيوانات بالخروج من غاباتها لتغزو المحاصيل، تزداد فرص انتقال الأمراض الحيوانية المنشأ - أو من الحيوانات إلى الإنسان.
وبدأ الباحثون في الدراسة بجمع بيانات مسح استخدام الأراضي من صغار المزارعين الذين يعيشون بالقرب من أجزاء من الغابات، ثم قاموا بدمج هذه المعلومات مع صور عالية الدقة للأقمار الصناعية من نفس الفترة الزمنية.
ووجد الباحثون أن أقوى العوامل التي تنبئ بالاتصال بين الإنسان والحيوانات البرية كانت طول حدود الغابة حول منازل الناس، بالإضافة إلي زيادة توافد السكان داخل الغابات لجمع الأشجار الصغيرة.
واختتم المؤلف المشارك في الدراسة تايلر ماكنتوش، وهو طالب دراسات عليا سابق في برنامج Stanford Earth Systems: "في نهاية اليوم، الحفاظ على الأراضي وتقليل حرق وتدمير الغابات.. هو أفضل رهان لنا لتقليل التفاعلات بين الإنسان والحيوانات البرية".
أدخنة الحرائق
وحذر علماء من أن الأدخنة الناجمة عن حرائق الغابات قد تشكل حاضنة غير متوقعة لناقلات العدوى، مؤكدين قدرة الميكروبات والفطريات المعدية على البقاء على قيد الحياة بأعداد ضخمة وسط سحب الدخان.
ويرى العلماء المشاركون في دراسة حديثة حول تأثير حرائق الغابات، أن الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في التربة وفي النباتات يمكن أن تتحور في حاضنة الأدخنة ثم تقوم بنقل الأمراض.
تنشيط البكتيريا
وأشارت دراسة نُشرت في يناير 2019 على "bioRxiv" إلى أن العديد من أنواع البكتيريا والفطريات، زاد عددها بعد نشوب حرائق هائلة في الغابات الشمالية بالأقاليم الشمالية الغربية وألبرتا في كندا.
ودرسَ الباحثون آثار حرائق الغابات على المجتمعات البكتيرية والفطرية في الغابات الشمالية في مقاطعتين كنديتين، وجمعوا عيناتٍ من التربة من 62 موقعًا بعد مرور نحو عام على تدمير 50 موقعًا منها بسبب الحرائق التي اندلعت عام 2014.
وتوصل الباحثون إلى أن العديد من أنواع البكتيريا من أجناس المرسيليات "Massilia" والفصلاء "Arthrobacter"، وبعض الفطريات في أجناس البنسيليوم "Penicillium" والباقوع "Fusicladium" قد كثُرت وزاد عددها بعد حرائق الغابات عن ذي قبل، لا سيما في المواقع التي كانت الحرائق فيها أشد ضراوة.
وتقول ثيا ويتمان، الباحثة المشارِكة في الدراسة، وهي عالمة بيئية في مجال التربة بجامعة ويسكونسن -ماديسون: "لقد بدأنا في تحليل العوامل البيئية التي تُشكل استجابة هذه البكتيريا للحرائق".
وتعتقد ويتمان أن السبب في بقاء البكتيريا والفطريات بعد خمود الحرائق، هو قدرتها على التكاثر بسرعة، واستفادتها من العناصر الغذائية المتاحة، وصمودها في درجات الحرارة المرتفعة، فبعض الميكروبات مُهيَّأة أكثر من غيرها لتحليل المادة العضوية التي أدت الحرائق إلى تغيير خصائصها الكيميائية، وبعضها الآخر قد يستفيد من الأنظمة البيئية الجديدة.
احتراق 12 مليون هكتار وفيروس كورونا
وبحسب صحيفة «News Mongabay» قام فريق بقيادة مات هانسن من جامعة ماريلاند بتحديث مجموعة البيانات السنوية الخاصة بفقدان الغطاء الشجري وإضافة مجموعة بيانات جديدة حول فقدان الغابات الأولية، وهو تطور مذهل لرصد الغابات العالمية.
وفقًا للبيانات، فقدت المناطق المدارية حوالي 12 مليون هكتار من الغطاء الشجري العام الماضي، منها 3.64 مليون هكتار كانت غابات أولية، وهي أكثر أنواع الغابات تنوعًا بيولوجيًا وكثافة في الكربون.
وكانت قد تراجعت خسارة الغطاء الشجري في 2018 بنسبة 30٪ تقريبًا عن أعلى مستوياتها في عام 2016، لكن 2019 قد تحطم هذا الرقم القياسي نظرًا لمدى انتشار حرائق الغابات في منطقة الأمازون وإندونيسيا وأفريقيا هذا العام.
ويرى عدد من المحللين أن حرائق الغابات تعرقل جهود مكافحة فيروس كورونا المستجد، فبجانب مساعدتها في نشر الفيروسات والأمراض المعدية، فإنها تنتهك الحكومات وتكبدها خسائر هي في غنى عنها خاصةً خلال هذا التوقيت.
وكشف عدد من الباحثين أن أكثر من 17 ألف متطوع واجهوا حرائق الغابات منذ أشهر قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا بسبب "الدخان".
وأشار الباحثون إلى أن المدخنين والأشخاص الذين يعانون مشكلات في الرئة مثل أولئك الذين استنشقوا هواء رديئا لعدة أشهر بسبب الدخان، قد يواجهون خطرا متزايدا للإصابة بالفيروس القاتل.