تعرف على قصة الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن الكريم
ذكر الله -تعالى- في القرآن الصحابي زيد بن حارثة -رضي الله عنه- باسمه، حيث كان النبي -عليه الصلاة والسلام- قد تبنّاه قبل تحريم التبنيّ، كما تزوّج من زينب بنت جحش ابنة عمّة الرسول عليه الصلاة والسلام، ثمّ تزوّجت من الرسول بغاية إبطال عادة التبني، حيث قال الله سبحانه: (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ).
من هو زيد بن حارثة
زيد بن حارثة هو زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي، يكنّى بأبي أسامة، آخى الرسول -عليه السلام- بينه وبين حمزة بن عبد المطلب، توفي بعد عمر خمسةٍ وخمسين سنةً.
وكانت وفاته استشهاداً في معركة مؤتة، بعد أن أمّره الرسول -عليه الصلاة والسلام- على المسلمين أولاً وجعل خليفته في الأمارة جعفر، ثمّ عبد الله بن رواحة، إلّا أنّهم استشهدوا، فكانت الأمارة بعدهم لخالد بن الوليد، ووقعت غزوة مؤتة في جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة.
شاهد.. قصة أول صحابي جمع المسلمين لصلاة الجمعة
إسلام زيد بن حارثة
كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يحبّ زيد بن حارثة -رضي الله عنه- حبّاً شديداً ملاحظاً من قبل الصحابة رضي الله عنهم، وكان ذلك الحب بعد أن كان سبياً بسبب غارة خيل بن القين بن جسر على بني معن قوم أمه، ثمّ أُتي به إلى سوق عكاظ واشتراه حكيم بن حزام لعمّته خديجة بنت خويلد، فأهدته خديجة الرسول -عليه الصلاة والسلام- قبل نبوته في مكة المكرمة، وبعد النبوّة صدّق الرسول بما أُوحي إليه، وكان عمره حينها ثلاثين أو أربعةٍ وثلاثين سنةً، وكان يعرف صدق الرسول وأمانته ومعاونته للناس وبُعده عن الفواحش والمنكرات فترة شبابه، وكان أول من أسلم من الموالي حين كان عمره في العشرينيات
زوجات زيد بن حارثة
زوّج الرسول عليه السلام زيد بن حارثة من ابنة عمه زينب بنت جحش التي طلّقها فيما بعد وتزوجها الرسول عليه السلام لحكمةٍ معيّنة، ثم تزوّج بعدها بركة الحبشيّة حاضنة الرسول عليه السلام وولدت له ابنه أسامة.
زينب بنت جحش
هي إحدى أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأكرمهنّ وهي ابنة عمة الرسول أميمة عليه السلام وأخوها الصحابي عبد الله بن جحش، أسلمت وهاجرت إلى المدينة المنورة وتزوّجها الرسول عليه السلام بعد أن أجاز الإسلام زواج الناس من أدعيائهم، وكان لها مكان عالية عند الرسول عليه السلام منافسةً لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وقد شاركت في العديد من الغزوات مثل غزوة الطائف وخيبر، توفيت سنة 20 للهجرة عن عمر 53 سنة لتكون أوّل زوجة من زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم لحاقاً به، وقد صلى عليها عمر بن الخطاب ودفنت في البقيع.
بركة الحبشيّة:
هي حاضنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومربيته، كانت مولاة لعبد الله بن عبد المطلب قبل أن يتوفى، وحين ولدت السيدة آمنة بنت وهب الرسول عليه السلام اتخذتها مربية له ثم ورثها الرسول عليه السلام عن أمّه وأعتقها عندما تزوّج من السيدة خديجة بنت خويلد وبقيت ملازمة له طيلة حياته، أسلمت في بداية الدعوة الإسلامية بعد السيدة خديجة، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، تزوّج أولاً من عبيد بن الحارث الخزرجي في مكّة المكرمة وأنجبت منه ابنها أيمن الذي قتل في غزوة حنين، ثمّ هاجرت مع المسلمين إلى الحبشة وزوّجها النبي محمد عليه السلام من زيد بن حارثة، وبعدها هاجرت إلى المدينة المنورة.
شهدت بركة مع المسلمين غزوة أحد وكانت تدافع عن النبي حين هرب الرجال من حوله، كما شهدت غزوتي خيبر وحنين، وروت العديد من الأحاديث عن الرسول عليه السلام، وقد اختلفت روايات وفاتها فبعض الروايات تقول أنّها توفيت بعد الرسول عليه السلام بخمسة أشهر وأخرى قالت أنّها توفيت بعده بستة أشهر، وبعضها قال أنّها بقيت بعد استشهاد عمر بن الخطاب وتوفيت في بداية خلافة عثمان بن عفان.