سيد الحمري يكتب: متى بدأ التنمر؟!
طرح معلم الصف ذات مرة سؤالا علي طلابه، لم يكن السؤال الذي طرحه يختص منهجًا دراسيًّا أو مسألة معقدة يصعب حلُّها، وإنما كان السؤال: من منكم لديه هاتف أرضي في منزله؟
قديما من كان في بيته هاتف كان يُعدُّ من الطبقة الأكثر رفاهية خاصة في مجتمعنا الريفي!
ثم رفع معظم الحضور من التلاميذ أيديهم للأعلى باستثناء اثنين، ثم سرعان ما تحولت نظرات الحضور إلى هذين الولدين وصحبتها الدهشة من المعلم الذي تعجب أيضا بسخرية ولسان حاله يقول: كيف هذا؟! كان بإمكان الولدين أن يرفعا أيديهما أيضا ويعالجا الأمر، ولكن ثمة فتى بدين تغلب عليه غطرسة الثراء ويمتلك نزعة سيكوباتية؛ مما جعله معتاد التهكم على رفقائة ويعلم جيدا أنهما يكذبان فخافا أن يشي بهما عند المعلم فيصبحا مادة للسخرية طيلة العمر.
استسلما لمصيرهما بعد أن أظهر زميلهما المتغطرس نظرات صفراء قد فسروها بـ"إياكم والكذب"، يجب أن تتحملا عواقب فقركما، فما كان منهما إلا أن يواجها توبيخا من المعلم السفيه، كما نعتهما بالمتأخرين عن التطور، لا أدري أي تطور يقصد! ثم تعالت الضحكات داخل الفصل، فما كان من الولدين إلا أن شاركوهما في موجة السخرية من أنفسم وفي داخلهم مأساة الشعور بالخجل.
وما بين معلم يملك من النقص الأخلاقي والأدبي وبين طالب متغطرس قد ضيعوا وعبثوا بقيم الإنسان وحولوها إلي مادة رخيصة للسخرية.
الكذب هنا كان من الممكن أن ينقذ الموقف ولكن كم من متربص بحقيقة يمكن أن تصنع جرحًا للآخرين.
لا يختلف اثنان على تجريم التنمر وأنه سلوك بذيء وغير إنساني، يحتاج علاجه إلى تهذيب النفس البشرية وسد الهوة والفارق الأخلاقي الذي توسع وتفشى سريعا كالوباء.
هناك الكثير من المتنمرين من حولنا وربما أنا منهم، أذكر عندما سخرت من أحدهم بعدما وقع على الأرض ذات مرة، وفور نهوضه من الأرض ابتسم وغدا في طريقه.
ربما نحتاج جميعا إلى معالجة أنفسنا حتى لا نصبح فريسة للسخرية لاحقًا.
قديما من كان في بيته هاتف كان يُعدُّ من الطبقة الأكثر رفاهية خاصة في مجتمعنا الريفي!
ثم رفع معظم الحضور من التلاميذ أيديهم للأعلى باستثناء اثنين، ثم سرعان ما تحولت نظرات الحضور إلى هذين الولدين وصحبتها الدهشة من المعلم الذي تعجب أيضا بسخرية ولسان حاله يقول: كيف هذا؟! كان بإمكان الولدين أن يرفعا أيديهما أيضا ويعالجا الأمر، ولكن ثمة فتى بدين تغلب عليه غطرسة الثراء ويمتلك نزعة سيكوباتية؛ مما جعله معتاد التهكم على رفقائة ويعلم جيدا أنهما يكذبان فخافا أن يشي بهما عند المعلم فيصبحا مادة للسخرية طيلة العمر.
استسلما لمصيرهما بعد أن أظهر زميلهما المتغطرس نظرات صفراء قد فسروها بـ"إياكم والكذب"، يجب أن تتحملا عواقب فقركما، فما كان منهما إلا أن يواجها توبيخا من المعلم السفيه، كما نعتهما بالمتأخرين عن التطور، لا أدري أي تطور يقصد! ثم تعالت الضحكات داخل الفصل، فما كان من الولدين إلا أن شاركوهما في موجة السخرية من أنفسم وفي داخلهم مأساة الشعور بالخجل.
وما بين معلم يملك من النقص الأخلاقي والأدبي وبين طالب متغطرس قد ضيعوا وعبثوا بقيم الإنسان وحولوها إلي مادة رخيصة للسخرية.
الكذب هنا كان من الممكن أن ينقذ الموقف ولكن كم من متربص بحقيقة يمكن أن تصنع جرحًا للآخرين.
لا يختلف اثنان على تجريم التنمر وأنه سلوك بذيء وغير إنساني، يحتاج علاجه إلى تهذيب النفس البشرية وسد الهوة والفارق الأخلاقي الذي توسع وتفشى سريعا كالوباء.
هناك الكثير من المتنمرين من حولنا وربما أنا منهم، أذكر عندما سخرت من أحدهم بعدما وقع على الأرض ذات مرة، وفور نهوضه من الأرض ابتسم وغدا في طريقه.
ربما نحتاج جميعا إلى معالجة أنفسنا حتى لا نصبح فريسة للسخرية لاحقًا.