ما المقصود بالحديث القدسى "اللهم أجرنى من حر جهنم"
فى الحديث القدسى الشريف :عن ابى سعيد الخدرى عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :"إذا كان يوم حار فقال الرجل :لا إله إلا الله ، ما أشد حر هذا اليوم ، اللهم اجرنى من حر جهنم ، قال الله عز وجل :إن عبدا من عبادى استجار بى من حرك ، وإنى أشهدك أنى قد أجرته .
وإن كان يوما شديد البرد فإذا قال العبد "لا اله الا الله ، ما أشد برد هذا اليوم ، اللهم أجرنى من زمهرير جهنم ، قال الله عز وجل لجهنم :إن عبدا من عبادى قد استجار بى من زمهريرك وإنى أشهدك أنى قد أجرته ، قالوا : وما زمهرير جهنم ؟قال : بيت يلقى فيه الكافر قيتميز من شدة بردها بعضه من بعض " فما المقصود بالحديث الشريف ؟
حقيقة الموت
يجيب فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى بقوله : يقول تعالى "كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز .. " آل عمران .
هى آية جامعة تتحدث عن حقائق لا تقبل الشك بدأها الحق سبحانه بالامر المشاهد من كل انسان وهى حقيقة الموت ، وأن كل نفس لابد ذائقة ، وأيضا فإن توفية الاجور وإثابة المحسن وعقاب المسئ حقيقة ايضا فكل انسان سيأخذ حقه يوم القيامة .
النار محاطة بالشهوات
ويبقى الأمل فى ان يزحزح عن النار وكأن للنار جاذبية تجذب الانسان اليها ، فالنار محاطة بالشهوات فنحتاج الى فضل الله وكرمه علينا بان يبعدنا ويزحزحنا عن النار ويدخلنا الجنة وليس مهما اى مكان فى الجنة فدخولها هو فوز عظيم .
الشيخ الشعراوى يكتب: مفتريات ضد الإسلام
ومن هنا كان دعاء المؤمنين : (ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما ) الفرقان ، كانهم هنا يتصورون ان جهنم ستسعى اليهم وأن بينها وبينهم لدى ..أى خصومة بدليل أن جهنم تقول :" هل من مزيد "سورة ق ،
ويقول تعالى فى سورة البقرة عن أهل النار (أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) وأصحاب النار دليلا على عشق النار لهم لانها تعاقب الذين كفروا بآيات الله ومنهجه .
الإخلاص فى العبادة
وكذلك الجنة ، فإنها تحب مصاحبة كل من آمن بالله وأخلص له العبادة يقول الحق سبحانه (الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) هود .
وحين نسمع أصحاب النار تتزلزل النفوس رهبة من تلك الصحبة التى نبرأ منها فالصحبة تدل على التلازم وتكون الجحيم فى اشتياق لأصحابها .
وجهنم اسم من أسماء النار وسميت جهنم لبعد قعرها ، والعذاب فيها دائم الى الأبد فلا يخفف ويقول تعالى ( إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جنودا غيرها ليذوقوا العذاب ان الله كان عزيزا حكيما )النساء
ان المجرمين يتصايحون في النار بعد ان ادركوا انه لا مفر ولا نجاة بل انهم يطلبون الهلاك السريع ، ويستغيثون من ألم العذاب ، ان مجرد الزحزحة عن النار فوز عظيم .أما عباد الله المتقين فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون
