نزار قباني يناجى عبد الناصر.. ويكتب: "إليه في يوم ميلاده"
"إليه في يوم ميلاده".. قصيدة كتبها الشاعر الراحل نزار قبانى، ونشرت فى الذكرى الأولى لميلاد الرئيس جمال عبد الناصر بعد رحيله، في عدد خاص من مجلة "الهلال" عن ذكرى ميلاد الزعيم جمال عبد الناصر.
ويقول نزار قبانى فى مقدمة القصيدة: "مازالت فى أذنى ترن نغمات اللحن الحزين.. ياجمال يا حبيب الملايين، ثورتك ثورة كفاح عشناها طول السنين، تركتنا يا جمال ورايح فين ؟!".
ونزار قبانى هو الذى احب عبد الناصر فى البداية، ثم انقلب عليه بعد النكسة وكتب قصيدته: "هوامش على دفتر النكسة"، يهاجم فيها عبدالناصر ويقول: "أنعى لكم نهاية الفكر الذى قاد الى الهزيمة"، لكن عندما رحل الزعيم لم يتخيل نزار الوجود بدون عبد الناصر الذى اعتبره جزءا من الوجود والتاريخ، فكتب فى أول ذكرى ميلاد بعد الرحيل قصيدته التى يقول فيها:
نزار قباني يهاجم توفيق الحكيم دفاعا عن عبد الناصر
"زمانك بستان وعصرك أخضر .. وذكراك عصفور من القلب ينقر
ملأنا الاقداح يامن نحبه .. سكرنا كما الصوفى يسكر
دخلت على تاريخنا ذات ليلة .. فرائحة التاريخ مسك وعنبر
وكنت فكانت في الحقول سنابل .. وكنتَ عصافير، وكان صنوبر
لمست أمانينا فصارت جداولا.. وأمطرتنا حبا ولا زلت تمطر
تأخرت عن وعد الهوى يا حبيبنا .. وما كنت عن وعد الهوى تتأخر
سهدنا وفكرنا وجفت دموعنا .. وشابت ليالينا وما كنت تحضر
تعاودنى ذكراك كل عشية .. ويورق فكرى حين فيك أفكر
وتابى جراحى أن تضم شفاهها .. كأن جراح الحب لا تتخثر
وأحبك لا تفسير عندى لصبوتي .. أفسر هذا والهوى لا يفسر
تأخرت يا أغلى الرجال فليلنا .. طويل وأضواء القنابل تسهر
تأخرت فالساعات تأكل نفسها .. وأيامنا فى بعضها تتعثر
أتسأل عن أعمارنا؟ أنت عمرنا .. وأنت لنا المهدى أنت المحرر
وأنت يا أبو الثورات، أنت وقودها .. وأنت انبعاث الأرض أنت التغير
تضيق قبور الميتين بمن فيها .. وفى كل يوم أنت فى القبر تكبر
تأخرت عنا فالحياة حزينة .. وسيفك من أشواقه كاد يكفر
حصانك في سيناء يشرب دمعه .. ويا لعذاب الخيل إذ تتذكر
وراياتك الخضراء تمضغ دربها .. وفوقك آلاف الأكاليل تضفر
نساء فلسطين تكحلن بالأسى .. وفى بيت لحم قاصرات، وقصر
وليمون يافا يابس فى حقوله .. وهل شجر فى قبضة الظلم يزدهر
رفيق صلاح الدين هل لك عودة .. فإن جيوش الروم تنهى وتأمر
رفاقك فى الأغوار شدوا سروجهم .. وجندك فى حطين صلوا وكبروا
تغنى بك الدنيا كأنك طارق .. على بركات الله يرسو ويبحر
تناديك من شوق مآذن مكة .. وتبكيك بدر يا حبيبى وخيبر".
