أستاذ الجيل يكتب عن الثقافة والعلم فى حياة الشعوب
مبدأه فى الحياة ودرسا لتلامذته ان الجواد الذى تركبه الشعوب لقطع الشوط فى سبيل الحرية هو معركة الثقافة والعلم ، وفهم الاسباب والعلل .ففى كتابه "قصة حياتى " كتب استاذ الجيل احمد لطفى السيد ـ ولد
فى مثل هذا اليوم 15 يناير 1872 ، رحل عام 1963 ـ بعضا من ذكرياته واحداث
بداياته التى اعادت نشرها مجلة الهلال عام 1959 فى ذكرى مولده فكتب يقول :
عشت حياة الترف فى مدرسة الخديوية التى تقع فى سراى مصطفى باشا بدرب الجماميز، وكانت المدرسة داخلية يدرس بها الطلبة ولا يخرجون منها الا آخر الاسبوع .
وكان فى كل حارة فى ذلك الوقت عصابة على رأسها فتوة وكثيرا ما كانت تحدث معارك فى الحارات ومنها درب الجماميز ، وتحدث فى المدرسة ايضا بين الطلبة ، حتى انه ظهر بيننا فتوة من الطلبة اسمه منصور كان يعلم الطلبة التحطيب خارج المدرسة ولذلك ومن خوفى من ذلك كنت افضل البقاء فى المدرسة حتى فى العطلةالاسبوعية خوفا من الفتوة .لكنى قرأت من المكتبة فى كل شئ من المعلقات والاشعار والكتب العلمية .
وكانت المدرسة تجرى اختبارا للطلبة كل شهر ورغبنا فى البكالوريا ان نعفى من الاختبارات الشهرية للاستعداد لامتحان آخر العام ، ورشحنى الطلبة لمقابلة وزير المعارف لطلب الاعفاء ،وذهبت الى الوزير وكان يضع سبورة فى حجرته لاختبار كل من له طلب عنده فى المسائل الرياضية والعلمية حتى يجيبه الى طلبه وكلب برهان النظرية الهندسية التى حاصلها ان مربع وتر المثلث القائم الزاوية يساوى مجموع مربعى الضلعين الاخرين ، ,اثبتها امامه ، وأجاب الوزير طلبى فقد كان ابا للتلاميذ ومحبا وعطوفا عليهم ولا يغلق بابه امامهم .
نصحنى اساتذتى دخول المهند سخانة لتفوقى فى الرياضيات وكنت لا احبها لانها تقبل ساقطى البكالوريا وكرامتى لا تسمح بذلك ونصحنى ابى بكلية الحقوق وكانت مواد دراستها متعددة ومدة الدراسة خمس سنوات وكان وكيل الكلية عمر لطفى بك يدرس لنا قانون العقوبات .
«الهلال» تكشف غراميات أحمد لطفي السيد
وفى المدرسة عرفنى الشيخ محمد عبده وحدث ان كتب لنا سؤالا فى اللغة العربية عن ضرورة معاقبة الحكومة للجانى . واجبت بانه ليس من حق الحكومة معاقبة الجانى لان كل حكومة نشأت بالقوة والقوة لا تعطى الحق وانما العقد بين الامة والحكومة هو الذى يعطى الحق ولا يوجد عندنا هذا العقد.
واعطانى الشيخ محمد عبده الدرجة النهائية وقال (اعطيناك اعلى الدرجات ليس على تمردك على الحكومات ولكن على اسلوبك فى الانشاء وقد جاءك هذا الاسلوب الجميل من قراءاتك واطلاعك المستمر والمتنوع ) .
ومن هنا كنت مغرما بالثقافة وهويت الكتابة فى الصحف فى كافة المجالات فعاونت فى جريدة المؤيد بترجمة التلغرافات الخارجية .لكنى آمنت بأن الثقافة ليست كما نظن تحصيل علوم ومعارف وانما الثقافة هى استعمال المعرفة فى بناء الحضارة مجتمعا وسلوكا وحضارة تبنى الفرد الحر .
عشت حياة الترف فى مدرسة الخديوية التى تقع فى سراى مصطفى باشا بدرب الجماميز، وكانت المدرسة داخلية يدرس بها الطلبة ولا يخرجون منها الا آخر الاسبوع .
وكان فى كل حارة فى ذلك الوقت عصابة على رأسها فتوة وكثيرا ما كانت تحدث معارك فى الحارات ومنها درب الجماميز ، وتحدث فى المدرسة ايضا بين الطلبة ، حتى انه ظهر بيننا فتوة من الطلبة اسمه منصور كان يعلم الطلبة التحطيب خارج المدرسة ولذلك ومن خوفى من ذلك كنت افضل البقاء فى المدرسة حتى فى العطلةالاسبوعية خوفا من الفتوة .لكنى قرأت من المكتبة فى كل شئ من المعلقات والاشعار والكتب العلمية .
وكانت المدرسة تجرى اختبارا للطلبة كل شهر ورغبنا فى البكالوريا ان نعفى من الاختبارات الشهرية للاستعداد لامتحان آخر العام ، ورشحنى الطلبة لمقابلة وزير المعارف لطلب الاعفاء ،وذهبت الى الوزير وكان يضع سبورة فى حجرته لاختبار كل من له طلب عنده فى المسائل الرياضية والعلمية حتى يجيبه الى طلبه وكلب برهان النظرية الهندسية التى حاصلها ان مربع وتر المثلث القائم الزاوية يساوى مجموع مربعى الضلعين الاخرين ، ,اثبتها امامه ، وأجاب الوزير طلبى فقد كان ابا للتلاميذ ومحبا وعطوفا عليهم ولا يغلق بابه امامهم .
نصحنى اساتذتى دخول المهند سخانة لتفوقى فى الرياضيات وكنت لا احبها لانها تقبل ساقطى البكالوريا وكرامتى لا تسمح بذلك ونصحنى ابى بكلية الحقوق وكانت مواد دراستها متعددة ومدة الدراسة خمس سنوات وكان وكيل الكلية عمر لطفى بك يدرس لنا قانون العقوبات .
«الهلال» تكشف غراميات أحمد لطفي السيد
وفى المدرسة عرفنى الشيخ محمد عبده وحدث ان كتب لنا سؤالا فى اللغة العربية عن ضرورة معاقبة الحكومة للجانى . واجبت بانه ليس من حق الحكومة معاقبة الجانى لان كل حكومة نشأت بالقوة والقوة لا تعطى الحق وانما العقد بين الامة والحكومة هو الذى يعطى الحق ولا يوجد عندنا هذا العقد.
واعطانى الشيخ محمد عبده الدرجة النهائية وقال (اعطيناك اعلى الدرجات ليس على تمردك على الحكومات ولكن على اسلوبك فى الانشاء وقد جاءك هذا الاسلوب الجميل من قراءاتك واطلاعك المستمر والمتنوع ) .
ومن هنا كنت مغرما بالثقافة وهويت الكتابة فى الصحف فى كافة المجالات فعاونت فى جريدة المؤيد بترجمة التلغرافات الخارجية .لكنى آمنت بأن الثقافة ليست كما نظن تحصيل علوم ومعارف وانما الثقافة هى استعمال المعرفة فى بناء الحضارة مجتمعا وسلوكا وحضارة تبنى الفرد الحر .