رئيس التحرير
عصام كامل

الرئاسة في أسبوع.. السيسي يتفقد مشروع مستقبل مصر.. يفتتح بطولة العالم لكرة اليد.. ويبحث قضايا فلسطين وليبيا وسد النهضة

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي
شهد الأسبوع الرئاسي نشاطا رئاسيا حافلا  حيث تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي باستصلاح ٥٠٠ ألف فدان على امتداد طريق محور الضبعة بالاتجاه الشمالي الغربي للجمهورية.


وقال السفير بسام راضي  المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن مشروع "مستقبل مصر"، الممتد على مساحة ٥٠٠ ألف فدان، يأتي ضمن استراتيجية الدولة لتعظيم الفرص الإنتاجية الكامنة في مجال استصلاح الأراضي والإنتاج الزراعي ليصبح إضافة جديدة لسلسلة المشروعات القومية التنموية العملاقة التي تنفذها الدولة في كافة المجالات وعلى اتساع الرقعة الجغرافية للبلاد.

ويهدف المشروع لتوفير منتجات زراعية ذات جودة عالية بأسعار مناسبة للمواطنين، ولسد الفجوة في السوق المحلى ما بين الإنتاج والاستيراد ومن ثم توفير العملة الاجنبية لصالح الاقتصاد القومي للدولة، بالإضافة إلى توفير آلاف من فرص العمل المباشرة، ومئات الآلاف أخرى غير مباشرة لكافة فئات المواطنين نظرًا للأنشطة المتنوعة والفرص الاستثمارية العديدة التي يوفرها المشروع باشتراك كبرى الشركات الزراعية المتخصصة من القطاع الخاص.

ويقع المشروع على امتداد طريق محور الضبعة، أحد الطرق الجديدة التي تم تمهيدها ضمن الشبكة القومية للطرق، حيث تم اختيار الموقع لما يوفره من مزايا جغرافية عديدة لقربه من مواني التصدير، والمطارات، والمناطق الصناعية، وعدد من الطرق والمحاور الرئيسية، الأمر الذي يسهل نقل ونفاذ المنتجات الزراعية من أراضي المشروع إلى سائر أنحاء الجمهورية، هو ما كان له أثر ملموس بالفعل خلال العام الماضي لتوفير المنتجات الزراعية للمواطنين من إنتاج المشروع خلال جائحة فيروس كورونا.

وتتضمن البنية الأساسية والإدارية للمشروع منظومة متكاملة للميكنة الزراعية والري، مزودة بأحدث المعدات والتقنيات لإتمام العمليات الزراعية المختلفة بجودة وسرعة عالية، وآلاف من جهاز الري المحوري "بيفوت" وعدد ۲ محطة كهرباء بطاقة ٢٥٠ ميجا وات وشبكة كهرباء داخلية بطول ۲۰۰ کم، وكذلك شبكة طرق رئيسية وفرعية بإجمالي طول ٥٠٠ كم.

وذكر المتحدث الرسمي، أن الرئيس اجتمع في نهاية الجولة التفقدية ببعض من رؤساء الشركات الزراعية المتخصصة المشتركة في المشروع وكذلك بعدد من مسؤولي الإدارة، بمشاركة الفريق محمد عباس قائد القوات الجوية، حيث اطلع الرئيس على تفاصيل وتطورات المراحل الحالية والمستقبلية للمشروع، وقد وجه الرئيس بتعزيز التنسيق والتعاون بين مختلف جهات الاختصاص لتحقيق جدارة تنفيذ مشروع "مستقبل مصر" نظرًا لرقعته الجغرافية الشاسعة، وبهدف تطوير قطاع الإنتاج الزراعي وما يتصل به من صناعات غذائية وزراعية، وليكون قيمة مضافة لمنظومة المشروعات القومية في مجال الزراعة والغذاء وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

وأشار إلى توفير فرص العمل في تخصصات مختلفة بالمشروع الذي يمثل إحدى التوسعات الاقتصادية الكبرى التي من شأنها تحقيق النمو الاقتصادي والتنموي لمصر لصالح الأجيال الحالية والقادمة. كما شدد سيادته على الالتزام بتطبيق أعلى معايير السلامة والصحة المهنية في بيئة العمل لسلامة العمال والموظفين.

بطولة العالم لكرة اليد
وافتتح  الرئيس السيسي بطولة العالم لكرة اليد للرجال السابعة والعشرين بالصالة المغطاة لاستاد القاهرة الدولي في أكبر تجمع رياضي يشهده العالم حاليًا مؤكدًا أن العالم أصبح قادرًا على التعايش في ظل الواقع الجديد الذي فرضته جائحة "كورونا" وأننا جميعًا سنتجاوز تلك المحنة وسنكون أكثر تماسكًا وتكاملًا في مواجهة مختلف التحديات وأكثر تفهمًا لقيمة الحياة والتعايش السلمي بين الشعوب.

تكليفات
كما شهد الأسبوع الرئاسي عددا من التكليفات حيث اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور محمد عفيفي الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، واللواء عبد الحميد مصطفى مدير الشركة الوطنية لخدمات الاتصالات، واللواء طارق الظاهر مدير إدارة الإشارة، واللواء محمد البشاري مساعد مدير إدارة الإشارة.

وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الاجتماع تناول استعراض منظومة شبكة الاتصالات الفضائية الخاصة بالدولة، والاستخدامات المستقبلية للقمر الصناعي "طيبة-١".

- ووجه الرئيس بالاستغلال الأمثل لتطبيقات القمر الصناعي المصري طيبة-١ لصالح قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالدولة، خاصةً ما يتعلق بشبكات التراسل الحكومية الجاري تنفيذها لربط الجهاز الإداري للدولة بالكامل، ارتباطًا لتطبيق النظم الحديثة للعمل الحكومي وتمهيدًا للانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة، وهو الأمر الذي سيعزز كذلك من دعم جهود التنمية الشاملة التي تنفذها الدولة على كل شبر من أرض مصر باستخدام الأساليب العلمية الدقيقة ذات التكنولوجيا المتقدمة.

وتم في هذا الإطار عرض تطورات مشروع الشبكة الحكومية الموحدة لربط الجهاز الإداري للدولة لدعم قدرات تداول البيانات الحكومية على نحو آمن وسريع ومتطور، بما يؤهل الجهاز الإداري للارتقاء بكافة الخدمات الحكومية للمواطنين، وذلك في الإطار العام للمشروع الاستراتيجي لرقمنة الدولة، والاستعدادات الجارية للانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة.

واطلع الرئيس كذلك على أهم الاستخدامات المنتظرة للقمر الصناعي "طيبة-١"، والذي سيعمل بكامل طاقته خلال النصف الثاني من العام، والذي من شأنه أن يدعم جهود أجهزة الدولة في كافة المجالات، خاصةً جهود التنمية ورقمنة الدولة ومكافحة الجريمة والإرهاب، فضلًا عن تحسين خدمة الإنترنت في المناطق النائية، وللأفراد والشركات، بالإضافة إلى المساهمة في تعزيز أداء القطاعات الحكومية، كالبترول والطاقة والثروة المعدنية، والتجارة، والتعليم، والصحة.

كما تطرق الاجتماع إلى نجاح وكالة الفضاء المصرية مؤخرًا في الفوز بالمسابقة الدولية للجنة الأمم المتحدة لشئون الفضاء لتصميم كاميرا فضائية فائقة التكنولوجيا لتثبيتها على محطة الفضاء الدولية، وذلك كأول وكالة فضاء عربية وأفريقية تحقق هذا الإنجاز العلمي، والذي سيتيح لمصر الحصول، بلا مقابل، على الصور الفضائية عالية الدقة التي تستخدم في الأغراض الجيولوجية والاستشعار عن بعد والاستكشافات وغيرها من التطبيقات التي تخدم جهود التنمية بالدولة.

المشروعات القومية
واجتمع الرئيس السيسي مع اللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، واللواء محمد أمين مستشار رئيس الجمهورية للشئون المالية.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الاجتماع تناول متابعة الموقف التنفيذي لعدد من المشروعات القومية المتعلقة بتطوير الأراضي على مستوى الجمهورية، وكذلك شبكة المحاور والطرق الجديدة.

-  ووجه الرئيس في هذا الإطار بالاستمرار في تعزيز نهج الدولة لحوكمة وحسن إدارة ما تملكه من أصول كمبدأ ثابت يحقق الاستغلال الأمثل لمواردها اقتصاديًا وتنمويًا وعمرانيًا.

واطلع الرئيس على أهم محددات ومحاور مخططات التطوير التنموي واستغلال أراضي الدولة المتاحة في عدة محافظات على مستوى الجمهورية، وذلك وفق المراحل والجدول الزمني المقترح، وكذلك الموقف الإنشائي والهندسي لشبكة الطرق والمحاور الجديدة على امتداد الجمهورية وربطها بالمجتمعات العمرانية المحيطة.

الاشتراطات البنائية الجديدة
واجتمع الرئيس السيسي مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والمهندس شريف إسماعيل مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، و محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية.

وضم الاجتماع اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، واللواء محمد شوشة محافظ شمال سيناء، واللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، و محمد شوقي رئيس الجهاز الوطني لتنمية شبه جزيرة سيناء، واللواء أحمد إسماعيل مساعد رئيس الهيئة الهندسية لمشروعات تنمية سيناء، واللواء إيهاب عبيد رئيس وحدة التراخيص بالهيئة الهندسية.

وقال المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية أن الاجتماع تناول متابعة الضوابط والاشتراطات البنائية الجديدة على مستوى الجمهورية، وكذلك الموقف التنفيذي لإقامة التجمعات البدوية في سيناء.

واطلع الرئيس على جهود صياغة المنظومة المتكاملة الجديدة للضوابط والاشتراطات التخطيطية والبنائية، وما سيستتبعها من إجراءات تنظيمية وتنفيذية خاصة بإصدار تراخيص البناء، وما تم في هذا الإطار بهدف حوكمة منظومة البناء في مصر في إطار واضح يتسم بالتخطيط والتنظيم وفق صحيح القانون والأكواد الهندسية.

- ووجه الرئيس بأن تكون تلك المنظومة بمثابة بداية لعهد جديد للامتداد العمراني المنضبط على أسس إنشائية علمية لإعادة تنظيم عملية البناء وإنهاء حالة العشوائية القائمة، مشددًا سيادته على أهمية اشتراك كافة السلطات التنفيذية المختصة لتطبيق المنظومة على أرض الواقع.

وفيما يتعلق باستراتيجية الدولة الخاصة بالتنمية الشاملة لسيناء؛ اطلع الرئيس على الموقف التنفيذي لإنشاء التجمعات البدوية متكاملة الخدمات في شمال وجنوب سيناء، بما في ذلك إجمالي عدد التجمعات ومساحاتها والتوزيع السكاني المقترح وتكلفة البناء والمصادر التمويلية، وتوفير مياه الري للزراعة والأنشطة الإنتاجية المختلفة، حيث تم عرض نتائج الحوار المجتمعي الذي تم في هذا الصدد مع الأهالي والمواطنين في شمال وجنوب سيناء للوقوف على متطلباتهم واحتياجاتهم، بحيث يتم التركيز على الأنشطة التنموية التي تناسب كل تجمع وفقًا للتوزيع الجغرافي والمميزات النسبية التي يتمتع بها.

-  ووجه الرئيس في هذا الإطار بالبدء الفوري في تنفيذ مشروع التجمعات البدوية لدعم أهالي شبه جزيرة سيناء من كافة الجوانب، عن طريق تقديم أفضل الخدمات المجتمعية، وتوفير البنية الأساسية اللازمة والموارد المائية والمباني الإدارية متكاملة الخدمات، وكذا تعيين هيكل إداري مسئول في كل تجمع، إلى جانب صياغة المنظومة الإنتاجية لكل تجمع بدوي حسب نتائج استقصاء الآراء وفقًا لاحتياجات السكان الفعلية، وذلك في إطار استراتيجية الدولة للتنمية الشاملة لسيناء.

واتصالًا بالتنمية الشاملة لسيناء؛ اطلع الرئيس أيضًا على سير العمل في أعمال تغذية المياه للتجمعات التنموية في وسط وشمال سيناء، وزراعة حوالي ٥٠٠ ألف فدان من خلال نقل المياه من مصرف بحر البقر إلى الأراضي المستهدف زراعتها، حيث تابع الرئيس الخطوات التنفيذية من قبل كافة الجهات المعنية

- ووجه الرئيس بضمان أن تكون تلك التجمعات مكتملة الأركان والخدمات، مع تزويدها بكيانات إدارية خاصة بالجهات الحكومية الخدمية لتسهيل التعامل مع المواطنين.

مدينة الجلود في الروبيكي
واجتمع الرئيس السيسي مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، واللواء أشرف العربي رئيس المكتب الاستشاري بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الاجتماع تناول استعراض الموقف التنفيذي الخاص باستكمال عدد من مكونات البنية الأساسية بمدينة الجلود في الروبيكي، خاصةً الهناجر والورش والمحلات التجارية والمعارض.

- ووجه الرئيس في هذا الإطار بأن يتم تنفيذ كافة الإنشاءات للمشروعات المكملة لمدينة الروبيكي وفق أرقى المعايير الهندسية، وتزويدها بأحدث الآلات والمعدات لضمان جودة المنتج النهائي، ولتصبح نموذجًا للمناطق الصناعية المتخصصة، ولتساهم بفعالية في جهود الارتقاء بقطاع الصناعة الوطنية وتعميقها محليًا، وذلك في إطار جهود الدولة ذات الصلة.

-  كما وجه الرئيس في ذات السياق بتوفير الموارد المالية اللازمة لتلبية أية متطلبات إنشائية أو تجهيزية إضافية قد تحتاجها مدينة الروبيكي، وكذلك إيلاء أهمية لتعزيز التعاون مع الخبرات الأجنبية العريقة في هذا المجال لرفع القدرات الإنتاجية التنافسية للمدينة وتوطين التكنولوجيا.

واجتمع الرئيس السيسي مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية المحلية، والدكتور محمد معيط وزير المالية، ومحمود شعراوي وزير التنمية المحلية، والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ونيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، واللواء محمد أمين مستشار رئيس الجمهورية للشئون المالية، واللواء مهندس أشرف حسني مساعد رئيس الهيئة الهندسية لتطوير مشروع ١٥٠٠ قرية.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الاجتماع تناول متابعة "المخطط التنفيذي للمشروع القومي لتطوير قرى الريف المصري على مستوى الجمهورية في إطار مبادرة حياة كريمة".

-  ووجه الرئيس بالتواصل المباشر مع الأهالي والمواطنين من سكان المرحلة الأولى للمشروع، والتي تضم ١٥٠٠ قرية على مستوى لجمهورية، وذلك بهدف تدقيق الموقف على أرض الواقع من حيث احتياجات ومتطلبات المواطنين الفعلية وآرائهم تجاه تطوير مناطقهم، وهو الأمر الذي سيوحد جهود أجهزة الدولة ويجعلها أكثر فعاليةً وتركيزًا.

- كما وجه الرئيس بأن يشمل المشروع تنظيم التوزيع الإداري للخدمات الحكومية داخل المراكز والقرى المستهدفة على نحو حديث ومجمع تسهيلًا على المواطنين، مع ربطها إلكترونيًا بالوزارات المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك لاستفادة تلك القرى من أحدث ما سيتم تطبيقه من ميكنة ورقمنة وتحديث بالجهاز الحكومي للدولة.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الاجتماع شهد استعراض تفاصيل الخطوات التنفيذية للمرحلة الأولى للمشروع القومي لرفع كفاءة ١٥٠٠ قرية موزعة على مستوى الجمهورية، وذلك من خلال المحاور التي تستهدف النهوض بجميع مكونات البنية الأساسية من مياه وكهرباء وصرف صحي وتبطين الترع والطرق وغيرها، إلى جانب المحور الخدمي الذي سيشمل الصحة والتعليم والبرامج الاجتماعية وغيرها، مع توضيح دور ومسئولية كافة الأجهزة المعنية المشتركة في تنفيذ خطوات المشروع، والإطار الزمني التنفيذي المحدد.

نشاط السيسي الخارجي
كما شهد الأسبوع الرئاسي نشاط خارجي حافل حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي  جان إيف لودريان، وزير خارجية الجمهورية الفرنسية، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وكذلك السفير الفرنسي بالقاهرة.

وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء شهد متابعة عدد من الموضوعات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، والتي شهدت تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، خاصةً على الصعيد الاقتصادي والتجاري والعسكري والأمني، وكذلك تبادل الرؤى ووجهات النظر في إطار التنسيق المنتظم بين مصر وفرنسا تجاه القضايا الإقليمية في شرق المتوسط والقارة الأفريقية.

ونقل وزير خارجية فرنسا إلى الرئيس تحيات الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، مؤكدًا اعتزاز بلاده بالعلاقات الوطيدة والمتميزة التي تربطها بمصر، والتي اكتسبت مزيدًا من قوة الدفع خلال زيارة الدولة المتميزة التي قام بها الرئيس مؤخرًا إلى باريس.

ومن جانبه؛ طلب الرئيس نقل تحياته إلى الرئيس الفرنسي ماكرون، معربًا عن التقدير لحفاوة الاستقبال خلال زيارة الدولة الأخيرة لباريس والتي عكست الطابع الاستراتيجي للعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، ومؤكدًا ما توليه مصر من أهمية خاصة لتعزيز التعاون مع فرنسا في مختلف المجالات.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية؛ أعرب الرئيس عن التطلع لنقل الخبرات والتكنولوجيا الفرنسية العريقة في كافة المجالات التنموية إلى مصر، لا سيما في مشروعات السكك الحديدية والمشروع القومي لتطوير قرى الريف المصري.

كما أوضح الرئيس أن هناك اطارًا واعدًا للتعاون الثقافي بين البلدين في ضوء قرب افتتاح مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة وما تحتويه من صروح ثقافية ضخمة وفريدة، وكذلك المتحف المصري الكبير، الذى يعد الأكبر في العالم.

وفيما يتعلق بالقضايا السياسية؛ أضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق إلى مناقشة التطورات المتعلقة بعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً في منطقة شرق المتوسط، حيث تم الاتفاق على مواصلة التنسيق المنتظم بين مصر وفرنسا في هذا الصدد، لا سيما في ضوء التوافق بين المصالح السياسية والاقتصادية للبلدين.

كما تم التطرق إلى مستجدات الأوضاع في ليبيا، حيث أعرب "لودريان" عن تثمين بلاده للجهود المصرية بقيادة الرئيس لتثبيت الأوضاع الميدانية في ليبيا خلال الفترة الماضية، وهي الجهود التي بات محل تقدير من قبل المجتمع الدولي بأسره.

وتم التوافق حول تضافر الجهود المشتركة بين الجانبين لترسيخ المسار السياسي على نحو شامل يتناول كافة جوانب الأزمة الليبية، ويسهم في القضاء على الإرهاب، ويحافظ على موارد الدولة ومؤسساتها الوطنية، ويحد من التدخلات الخارجية.

وتم التباحث أيضًا بشأن سبل تعظيم التعاون بين مصر وفرنسا في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، خاصةً في منطقة الساحل الأفريقي، ودعم جهود دول تلك المنطقة في مواجهة خطر تمدد الجماعات الإرهابية وتزايد نشاطها هناك خاصة بعد دحرها في منطقة المشرق العربي وشمال أفريقيا.

القضية الفلسطينية
كما استقبل الرئيس السيسي وزراء خارجية الرباعية الدولية "مجموعة ميونيخ"، المعنية بدعم مسار عملية السلام في الشرق الأوسط والتي تضم كلًا من أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية، جان إيف لودريان وزير خارجية الجمهورية الفرنسية، وهايكو ماس وزير خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية.

وقال المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس اطلع خلال اللقاء على مستجدات جهود مجموعة ميونخ الوزارية لإعادة تنشيط المسار التفاوضي للقضية الفلسطينية في ضوء انعقاد اجتماعها الحالي بالقاهرة.

ورحب الرئيس بالمجموعة الوزارية في القاهرة؛ مشيدًا سيادته بالتنسيق الرباعي المصري/ الأردني/ الفرنسي/ الألماني الذي يهدف لكسر الجمود الحالي في مفاوضات عملية السلام، حيث أكد أهمية التحرك في الوقت الراهن لإعادة طرح ملف عملية السلام على الساحة السياسية الدولية، مع مراعاة آخر التطورات السياسية على المستويين الدولي والإقليمي وأخذًا في الاعتبار عضوية المجموعة التي تضم الدولتين العربيتين الأقرب إلى القضية الفلسطينية إلى جانب كبرى دول الاتحاد الأوروبي.

كما أكد الرئيس استمرار مصر في جهودها الدؤوبة تجاه القضية الفلسطينية، باعتبارها إحدى ثوابت السياسة المصرية وجوهر قضايا الشرق الأوسط، وذلك سعيًا لاستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وفق مرجعيات الشرعية الدولية.

وشدد الرئيس على أن تسوية القضية الفلسطينية سيغير من واقع وحال المنطقة بأسرها إلى الأفضل، من خلال فتح مسارات وآفاق جديدة للتعاون الإقليمي بين الحكومات والشعوب ومشيرًا سيادته إلى أن هذا التقدير ينبع من الواقع الذي عايشته مصر خلال تجربتها الرائدة بالمنطقة باختيار مسار السلام وممارسته فعليًا على مدار أكثر من أربعة عقود.

من جانبهم؛ أعرب وزراء خارجية الأردن وفرنسا وألمانيا عن التقدير لجهود مصر الحثيثة ومساعيها المقدرة في دعم القضية الفلسطينية، مع الإشادة بدور مصر التاريخي في هذا الصدد وما يتميز به من ثبات واستمرارية بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، فضلًا عن الجهود المصرية لتثبيت الهدوء في قطاع غزة وتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية والاقتصادية بالقطاع، إلى جانب جهودها لإتمام عملية المصالحة وتحقيق التوافق السياسي بين جميع القوى والفصائل الفلسطينية، مؤكدين على أهمية الحفاظ على دورية انعقاد اجتماعات "مجموعة ميونيخ" بهدف العمل على تحريك جهود السلام في المنطقة، وحلحلة الجمود الحالي الذي تشهده القضية الفلسطينية من خلال حث الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على التفاوض وصولًا إلى تسوية سياسية عادلة وشاملة.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس طالب في نهاية اللقاء بنقل تحياته إلى كلٍ من الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، والرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، والمستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل".

شركة "سيمنز"
كما استقبل الرئيس السيسي جو كايسر، الرئيس والمدير العام التنفيذي لشركة "سيمنز"، والدكتور رولاند بوش نائب الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة الشركة، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والفريق كامل الوزير وزير النقل.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الاجتماع تناول استعراض الاتفاق النهائي لقيام شركة "سيمنز" العالمية بإنشاء منظومة متكاملة للقطار الكهربائي السريع في مصر بإجمالي أطوال حوالي ١٠٠٠ كم على مستوى الجمهورية، وبتكلفة إجمالية قدرها ٣٦٠ مليار جنيه، وذلك بدءًا بالتنفيذ الفوري لمشروع الخط الذي سيربط مدينة العين السخنة بمدينة العلمين الجديدة مرورًا بالعاصمة الإدارية الجديدة وعدد ١٥ محطة، بطول ٤٦٠ كم، حيث يستغرق تنفيذه مدة زمنية قدرها سنتين.

ونقل "كايسر" إلى الرئيس تحيات المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، معربًا عن اعتزازه وشركة "سيمنز" العالمية بالتعاون المثمر مع مصر في المجالات التنموية، وذلك امتدادًا لمشروعات الشركة الناجحة في مصر على مدار الأعوام الماضية، خاصةً في مجال الطاقة ومحطات الكهرباء، والتي ساهمت في دفع عجلة التنمية الرائدة بقيادة السيد الرئيس لخدمة الشعب المصري، وهي المشروعات التي صنعت تاريخًا مشرفًا للشركة في المنطقة والعالم.

وطلب الرئيس نقل تحياته إلى المستشارة الألمانية "ميركل"، معربًا عن التقدير البالغ لمسيرة التعاون بين مصر وشركة "سيمنز" والخبرة الألمانية في مجال الصناعة بوجهٍ عام لما تتسم به من جودة ودقة وانضباط، ومؤكدًا أن خط القطار الكهربائي الجديد سيمثل إضافة كبيرة لمنظومة شبكة النقل في مصر سواء لحركة الأفراد أو تسهيل التجارة، نظرًا لأنه سيربط ساحلي البحر الأحمر والمتوسط مرورًا بالعاصمة الإدارية الجديدة وعدد آخر من المدن الرئيسية، الأمر الذي سيعزز من جهود التنمية في مصر ويفتح آفاقًا مستقبلية واعدة لتطوير التعاون مع "سيمنز" في نظم النقل الحديثة.

شركة لورسن الألمانية
كما استقبل الرئيس السيسي اليوم بيتر لورسن مالك و رئيس مجلس إدارة شركة لورسن الألمانية العالمية في مجال صناعة السفن والفرقاطات والمدمرات، وذلك بحضور الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية، اللواء محمد أمين مستشار رئيس الجمهورية للشئون المالية، واللواء أحمد الشاذلي رئيس هيئة الشئون المالية للقوات المسلحة، واللواء بحري حسام الدين قطب مساعد قائد القوات البحرية للشئون الفنية، واللواء بحري محمد إبراهيم رئيس شعبة التسليح البحري.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الاجتماع شهد التباحث حول أطر التعاون بين الجانب المصري والشركة الألمانية التي تمتلك خبرات عميقة في مجال بناء السفن بمختلف الطرازات، خاصةً ما يتعلق بنقل تكنولوجيا بناء السفن بالتعاون مع ترسانات القوات البحرية وشركات جهاز الصناعات البحرية، إلى جانب تدريب العمالة الفنية ورفع قدرات الكوادر المصرية في تلك المجالات طبقًا للمواصفات القياسية العالمية ومتطلبات الجودة، بما يعود بالنفع بوجه عام على البحرية المصرية بالتعاون مع إحدى أكبر قلاع السفن على مستوى العالم.

وثمن الرئيس التعاون مع الشركة الألمانية بالنظر إلى السمعة المهنية العالمية التي تتمتع بها في مجال بناء السفن، بينما أشاد رئيس مجلس إدارة شركة لورسن بالفرص الواعدة للاستثمار المباشر في مصر، خاصةً مع جهود تطوير البنية التحتية التي قامت بها الحكومة المصرية، وتحسن مناخ الأعمال.

السودان
كما استقبل  الرئيس السيسي الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، عضو مجلس السيادة الانتقالي السوداني، وذلك على رأس وفد ضم كلًا من فيصل محمد صالح وزير الثقافة والإعلام، والفريق أول ركن جمال عبد المجيد مدير المخابرات العامة، والفريق ركن محمد الغالي أمين عام رئاسة الجمهورية، والسفير محمد إلياس الحاج السفير السوداني بالقاهرة، وبحضور سامح شكري وزير الخارجية، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء تناول التباحث حول مسيرة العلاقات الثنائية بين الجانبين وسبل دفعها في كافة المجالات، وكذلك القضايا الإقليمية الراهنة محل الاهتمام المتبادل.

 ورحب الرئيس بالفريق أول ركن شمس الدين كباشي بالقاهرة، طالبًا نقل تحياته إلى أخيه الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، ومعربًا عن التطلع لمواصلة التعاون والتنسيق مع السودان الشقيق في كافة الملفات محل الاهتمام المتبادل، وذلك تعزيزًا للروابط الأزلية بين مصر والسودان، ووحدة المصير والمصلحة المشتركة.

كما أكد الرئيس أن موقف مصر تجاه السودان الشقيق ينبع من الترابط التاريخي الذي يجمع شعبي وادي النيل، وهو الموقف الذي لم ولن يتغير تحت أي ظرف، وطالما مثل نهجًا ثابتًا للسياسة المصرية على مدار الزمن.

من جانبه؛ نقل الفريق أول ركن شمس الدين كباشي إلى الرئيس تحيات أخيه الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وجميع أعضاء مجلس السيادة السوداني، مؤكدًا على الخصوصية الشديدة التي تتميز بها العلاقات المصرية السودانية، واعتزاز شعب وحكومة السودان بأواصر الروابط التاريخية مع مصر التي تعد مركز ثقل المنطقة العربية والقارة الأفريقية، ومحور صون الأمن الإقليمي بأسره، مشيدًا في هذا السياق بالمواقف المصرية الصادقة للحفاظ على استقرار السودان خلال المرحلة الانتقالية الراهنة.

وشهد اللقاء التباحث حول مجمل القضايا الإقليمية في منطقتي القرن الأفريقي وحوض النيل، حيث اطلع الرئيس من الفريق أول ركن شمس الدين كباشي على آخر مستجدات التوترات الحالية على الحدود السودانية الإثيوبية، كما تم استعراض آخر التطورات فيما يتعلق بقضية سد النهضة، حيث تم التوافق على أهمية استمرار التنسيق المتبادل والتشاور المشترك المكثف لما فيه صالح البلدين والشعبين الشقيقين والمنطقة بأسرها.
الجريدة الرسمية