ورحل "كاتم الأسرار".. صفوت الشريف.. صندوق "نظام مبارك" الأسود
"الأمين العام للحزب الوطني".. المقعد
السياسي الأخير الذي جلس عليه وزير الإعلام الراحل صفوت الشريف، قبل أن يتسلم
قرارًا بتوقيع رئيس الجمهورية – وقتها – محمد حسني مبارك، بإعفائه من المنصب
وإعلان تولي الدكتور حسام بدراوي، أمانة الحزب الوطني، ليكون الأمين الأخير
لـ«الوطني» قبل أن يصبح "منحلًا" بحكم المحكمة.
"الشريف".. الذي رحل قبل أن يكمل عقده التاسع، حيث وافته المنية وهو في الـ 88 من العمر، كان واحدًا من أبرز رموز "نظام مبارك"، بل يمكن القول إنه واحد من "الصقور" التي استطاعت الحفاظ على مكانها ومكانتها داخل أروقة "البيت الرئاسي" متنقلًا بين أكثر من منصب، للدرجة التي جعلت البعض يصفه بـ"كاتم أسرار نظام مبارك وصندوقه الأسود"، حيث استمر وزير للإعلام ما يقرب من 22 عامًا، وعندما غادر منصبه الوزاري، جرى اختياره رئيسًا لمجلس الشوري، وكان قد سبق وأن تولى إبان حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات رئاسة الهيئة العامة للاستعلامات، وهي الفترة التي يمكن القول إنها كانت بمثابة "قفزة الزانة" التي قفزها "الشريف" داخل الملعب السياسي، ولم يخرج منه إلا بعد إقالته من منصبه، وسقوط نظام "مبارك".
لسنوات طويلة ظل "الشريف" واحدًا من أبرز رموز نظام مبارك، واستمر هذا الأمر حتى مطلع الألفية الثالثة، وتحديدًا بعدما بدأت تلوح في الأفق السياسي مصطلحات جديدة من نوعية "الحرس الجديد" و"الحرس القديم"، و"رجال الرئيس ورجال جمال"، و"النيوليبرالية" وما إلى ذلك من مصطلحات يمكن الإشارة إلى أنها كانت بمثابة "بداية النهاية" لأيام "الشريف" في غرف "القيادة المغلقة"، فما أن حل العام 2005 حتى بدأ يتضح أن مصر أصبحت تحت حكم رئيسين، "مبارك الأب والابن"، ولكل منهما رجاله الذين يطمحون في كسب مزيد من الأمتار داخل القصر الرئاسي، ومزيد من المقاعد في الحكومة والحزب وكل ما له صلة بـ"حكم المحروسة"، وشيئا فشيئا بدأت قبضة "مبارك" ترتخي، بحكم السن وأشياء أخرى، وفي المقابل أصبحت "قبضة جمال" أكثر قوة وبطشًا، والأمر ذاته بالنسبة لرجاله الذين بدأوا في "قصقصة ريش الحرس القديم"، "الشريف" ورفاقه، وبدأت تظهر في العلن خلافاتهم، وأصبحت هناك أكثر من جبهة، وأكثر من فضيحة، فـ"الكل كان عدوا للكل"، والجميع على استعداد لـ"التضيحة" بالجميع.. وقد كان.
ولا يزال الجميع يذكر تفاصيل واقعة الإطاحة بـ"الشريف" من وزارة الإعلام، حيث استغل الحرس الجديد، مرض "الرجل الكبير" وسفره لتلقي العلاج في ألمانيا، لتنفيذ خطة "الانقلاب الناعم على الحرس القديم"، فما أن سافر مبارك لإجراء جراحة فى ألمانيا حتى أقيل "الشريف" من منصب وزير الإعلام، وهو القرار الذي وصف – وقتها – بـ"نزع الظفر الأول من أظافر الشريف الطويلة"، غير إن "مبارك الأب" سرعان ما حاول السيطرة على الأمور، والحفاظ على ماء رجله الأهم، فاختاره رئيسًا لمجلس الشورى.. ولكنه لم يتمتع بكافة صلاحيات المنصب الجديد.. فاختيار رؤساء تحرير الصحف الجدد جرى من وراء ظهره رغم رئاسته للمجلس الأعلى للصحافة بحكم منصبه الأخير، وتولى - وقتها – الدكتور زكريا عزمى، إبلاغ الذين وقع عليهم الاختيار بنفسه.
"الشريف".. الذي رحل قبل أن يكمل عقده التاسع، حيث وافته المنية وهو في الـ 88 من العمر، كان واحدًا من أبرز رموز "نظام مبارك"، بل يمكن القول إنه واحد من "الصقور" التي استطاعت الحفاظ على مكانها ومكانتها داخل أروقة "البيت الرئاسي" متنقلًا بين أكثر من منصب، للدرجة التي جعلت البعض يصفه بـ"كاتم أسرار نظام مبارك وصندوقه الأسود"، حيث استمر وزير للإعلام ما يقرب من 22 عامًا، وعندما غادر منصبه الوزاري، جرى اختياره رئيسًا لمجلس الشوري، وكان قد سبق وأن تولى إبان حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات رئاسة الهيئة العامة للاستعلامات، وهي الفترة التي يمكن القول إنها كانت بمثابة "قفزة الزانة" التي قفزها "الشريف" داخل الملعب السياسي، ولم يخرج منه إلا بعد إقالته من منصبه، وسقوط نظام "مبارك".
لسنوات طويلة ظل "الشريف" واحدًا من أبرز رموز نظام مبارك، واستمر هذا الأمر حتى مطلع الألفية الثالثة، وتحديدًا بعدما بدأت تلوح في الأفق السياسي مصطلحات جديدة من نوعية "الحرس الجديد" و"الحرس القديم"، و"رجال الرئيس ورجال جمال"، و"النيوليبرالية" وما إلى ذلك من مصطلحات يمكن الإشارة إلى أنها كانت بمثابة "بداية النهاية" لأيام "الشريف" في غرف "القيادة المغلقة"، فما أن حل العام 2005 حتى بدأ يتضح أن مصر أصبحت تحت حكم رئيسين، "مبارك الأب والابن"، ولكل منهما رجاله الذين يطمحون في كسب مزيد من الأمتار داخل القصر الرئاسي، ومزيد من المقاعد في الحكومة والحزب وكل ما له صلة بـ"حكم المحروسة"، وشيئا فشيئا بدأت قبضة "مبارك" ترتخي، بحكم السن وأشياء أخرى، وفي المقابل أصبحت "قبضة جمال" أكثر قوة وبطشًا، والأمر ذاته بالنسبة لرجاله الذين بدأوا في "قصقصة ريش الحرس القديم"، "الشريف" ورفاقه، وبدأت تظهر في العلن خلافاتهم، وأصبحت هناك أكثر من جبهة، وأكثر من فضيحة، فـ"الكل كان عدوا للكل"، والجميع على استعداد لـ"التضيحة" بالجميع.. وقد كان.
ولا يزال الجميع يذكر تفاصيل واقعة الإطاحة بـ"الشريف" من وزارة الإعلام، حيث استغل الحرس الجديد، مرض "الرجل الكبير" وسفره لتلقي العلاج في ألمانيا، لتنفيذ خطة "الانقلاب الناعم على الحرس القديم"، فما أن سافر مبارك لإجراء جراحة فى ألمانيا حتى أقيل "الشريف" من منصب وزير الإعلام، وهو القرار الذي وصف – وقتها – بـ"نزع الظفر الأول من أظافر الشريف الطويلة"، غير إن "مبارك الأب" سرعان ما حاول السيطرة على الأمور، والحفاظ على ماء رجله الأهم، فاختاره رئيسًا لمجلس الشورى.. ولكنه لم يتمتع بكافة صلاحيات المنصب الجديد.. فاختيار رؤساء تحرير الصحف الجدد جرى من وراء ظهره رغم رئاسته للمجلس الأعلى للصحافة بحكم منصبه الأخير، وتولى - وقتها – الدكتور زكريا عزمى، إبلاغ الذين وقع عليهم الاختيار بنفسه.