..وعبد العال إذ ذهبَ مُغاضبًا
لو بقى الرئيس
السابق لمجلس النواب الدكتور على عبد العال إلى نهاية الجلسة الافتتاحية للنسخة
الجديدة من المجلس أمس، وطلب الكلمة، وقدم التهنئة للرئيس الجديد المستشار حنفى
جبالى، وتمنى له التوفيق والسداد فى مهمته، لاكتسب احترام وتقدير الحضور
والمتابعين، ورأوا فى تصرفه سلوكًا راقيًا متحضرًا، ولكن "عبد العال" لم
يفعل وترك المجلس، وذهب مغاضبًا، وكأنه يبعث رسالة للجميع مفادها: "إما أن
أكون رئيسًا أو لا"!
خلال السنوات الخمس الماضية.. كان عبد "العال" بأدائه وطريقة إدارته للجلسات مثار نقد وجدل كبير لدى الرأي العام، وصل فى بعض الأحيان إلى الاستخفاف وعدم الاقتناع به.. أكثر المراقبين تأدبًا وتهذيبًا كانوا يشفقون على الرجل من التورط فى هذه المهمة التى بدت مستحيلة وفضفاضة عليه ولا تناسب قدراته. كلٌّ ميسرٌ لما خُلق له، والمهمة بتفاصيلها المعقدة والمتعددة كانت عسيرة على أستاذ القانون الكبير!
على أية حال.. غادر "عبد العال" غاضبًا حزينًا بعدما كان يتطلع إلى احتكار مقعد رئيس البرلمان خمس سنوات أخرى، إنها ثقافة المصريين، لا فرق بين أمين مخزن ورئيس برلمان!
ظل "عبد العال" يتطاول على منتقديه ويتهمهم بعدم الوطنية، وعندما تبين له أنه لن يحتفظ بمنصبه والسيارة المصفحة والمزايا الأخرى التى لا تعلمونها، الله يعلمها، لم ينتظر حتى انتهاء الجلسة، ولم يحافظ على الشكل العام وعلى "برستيجه"، ولم يهنئ الرئيس الجديد، فأىُّ وطنية كنتَ تحدثنا عنها إذن؟ الوطنية الحقيقية هى أن تخدم وطنك أيًا كان منصبك، فى العُسر قبل اليسر، أما ما فعلته -يا عزيزى- فإنه ينطبق عليه قولُ الشاعر معروف الرصافى: لا يخدعنك هتافُ القوم بالوطن، فالقومُ في السر غيرُ القوم في العلن، وهو ما فعلته حرفيًا بمسلكك الغريب!
كان أمام "عبد العال" فرصة ذهبية لتقديم نفسه للرأى العام بشكل مختلف؛ من أجل تغييرالصورة الذهنية التى رسخت واستقرت عنه خلال السنوات الماضية. أدعو "عبدالعال"، بعد أن يذهب عنه غضبه، أو يذهب هو عن غضبه، إلى أن يستعين بصديق؛ ليُطلعه على ما امتلأ به الفضاء الإلكترونى عنه خلال الأربع والعشرين ساعة المنقضية فقط؛ ويرصد عبارات السخرية التى طالته وانتقدته على تصرفه الأخير أو مُجمل أدائه عندما كان رئيسًا للبرلمان، لو فعل "عبد العال" ذلك بتدبر وعقلانية، فسوف يحمد الله على اختيار غيره والخروج بأدنى الخسائر.
ربما كان "عبد العال" أكاديميًا كبيرًا أو معروفًا، ولكن المؤكد أنه لم يكن الرجل المناسب فى المكان المناسب طوال الفترة المنقضية. لعل القصور الأكثر ظهورًا فى أدائه أنه لم يكن قادرًا بأي حال على ضبط لغته العربية، وكأنها ليست لغته الأصلية، أو تعلمها على كبر، ما كان يراكم عليه الانتقاد وراء الانتقاد، فى الوقت الذى أثنى فيه الكثيرون على سلامة لغة الرئيس الجديد للبرلمان والشكل العام لإدارته الجلسة الافتتاحية.
معظم المصريين لا يعوِّل على برلمان 2021 فى شىء، فقد علموا كيف تُدار الأمور، وكيف تتم صياغة القوانين وإقرارها، ولكن على الأقل يجب أن يكون الشكل العام أفضل للمجلس الذى يحمل على عاتقه تاريخًا مجيدًا، يمتد إلى أكثر من 150 عامًا، وينبغى أن يكون رئيس البرلمان قادرًا على إنجاز مهمته بشكل جيد، وأن يكون الأعضاء على مستوى مقبول من المشاركة والطرح والتفاعل، ولا يكونوا على غرار النائب الذى أقسم أمس فى يمينه الدستورية على: "استغلال الوطن" وليس استقلاله، أو مثل النائب الذى طلب الكلمة فى ختام الجلسة الافتتاحية لرثاء أحد زملائه النواب الذى غيَّبه الموتُ مؤخرًا، فقال فى تأثر مفتعل: لا أجد ما أرثى به زميلى سوى القول المأثور.."إنا لله وإنا إليه راجعون"؛ لأنه لو استمرت الأمور هكذا، فلن يكون على عموم المصريين إلا أن يقفوا ساعة حدادًا على الحياة البرلمانية فى مصر، ويرددوا فى نَفَس واحد قولَ الله عز وجل: "إنا لله وإنا إليه راجعون".
خلال السنوات الخمس الماضية.. كان عبد "العال" بأدائه وطريقة إدارته للجلسات مثار نقد وجدل كبير لدى الرأي العام، وصل فى بعض الأحيان إلى الاستخفاف وعدم الاقتناع به.. أكثر المراقبين تأدبًا وتهذيبًا كانوا يشفقون على الرجل من التورط فى هذه المهمة التى بدت مستحيلة وفضفاضة عليه ولا تناسب قدراته. كلٌّ ميسرٌ لما خُلق له، والمهمة بتفاصيلها المعقدة والمتعددة كانت عسيرة على أستاذ القانون الكبير!
على أية حال.. غادر "عبد العال" غاضبًا حزينًا بعدما كان يتطلع إلى احتكار مقعد رئيس البرلمان خمس سنوات أخرى، إنها ثقافة المصريين، لا فرق بين أمين مخزن ورئيس برلمان!
ظل "عبد العال" يتطاول على منتقديه ويتهمهم بعدم الوطنية، وعندما تبين له أنه لن يحتفظ بمنصبه والسيارة المصفحة والمزايا الأخرى التى لا تعلمونها، الله يعلمها، لم ينتظر حتى انتهاء الجلسة، ولم يحافظ على الشكل العام وعلى "برستيجه"، ولم يهنئ الرئيس الجديد، فأىُّ وطنية كنتَ تحدثنا عنها إذن؟ الوطنية الحقيقية هى أن تخدم وطنك أيًا كان منصبك، فى العُسر قبل اليسر، أما ما فعلته -يا عزيزى- فإنه ينطبق عليه قولُ الشاعر معروف الرصافى: لا يخدعنك هتافُ القوم بالوطن، فالقومُ في السر غيرُ القوم في العلن، وهو ما فعلته حرفيًا بمسلكك الغريب!
كان أمام "عبد العال" فرصة ذهبية لتقديم نفسه للرأى العام بشكل مختلف؛ من أجل تغييرالصورة الذهنية التى رسخت واستقرت عنه خلال السنوات الماضية. أدعو "عبدالعال"، بعد أن يذهب عنه غضبه، أو يذهب هو عن غضبه، إلى أن يستعين بصديق؛ ليُطلعه على ما امتلأ به الفضاء الإلكترونى عنه خلال الأربع والعشرين ساعة المنقضية فقط؛ ويرصد عبارات السخرية التى طالته وانتقدته على تصرفه الأخير أو مُجمل أدائه عندما كان رئيسًا للبرلمان، لو فعل "عبد العال" ذلك بتدبر وعقلانية، فسوف يحمد الله على اختيار غيره والخروج بأدنى الخسائر.
ربما كان "عبد العال" أكاديميًا كبيرًا أو معروفًا، ولكن المؤكد أنه لم يكن الرجل المناسب فى المكان المناسب طوال الفترة المنقضية. لعل القصور الأكثر ظهورًا فى أدائه أنه لم يكن قادرًا بأي حال على ضبط لغته العربية، وكأنها ليست لغته الأصلية، أو تعلمها على كبر، ما كان يراكم عليه الانتقاد وراء الانتقاد، فى الوقت الذى أثنى فيه الكثيرون على سلامة لغة الرئيس الجديد للبرلمان والشكل العام لإدارته الجلسة الافتتاحية.
معظم المصريين لا يعوِّل على برلمان 2021 فى شىء، فقد علموا كيف تُدار الأمور، وكيف تتم صياغة القوانين وإقرارها، ولكن على الأقل يجب أن يكون الشكل العام أفضل للمجلس الذى يحمل على عاتقه تاريخًا مجيدًا، يمتد إلى أكثر من 150 عامًا، وينبغى أن يكون رئيس البرلمان قادرًا على إنجاز مهمته بشكل جيد، وأن يكون الأعضاء على مستوى مقبول من المشاركة والطرح والتفاعل، ولا يكونوا على غرار النائب الذى أقسم أمس فى يمينه الدستورية على: "استغلال الوطن" وليس استقلاله، أو مثل النائب الذى طلب الكلمة فى ختام الجلسة الافتتاحية لرثاء أحد زملائه النواب الذى غيَّبه الموتُ مؤخرًا، فقال فى تأثر مفتعل: لا أجد ما أرثى به زميلى سوى القول المأثور.."إنا لله وإنا إليه راجعون"؛ لأنه لو استمرت الأمور هكذا، فلن يكون على عموم المصريين إلا أن يقفوا ساعة حدادًا على الحياة البرلمانية فى مصر، ويرددوا فى نَفَس واحد قولَ الله عز وجل: "إنا لله وإنا إليه راجعون".