رئيس التحرير
عصام كامل

كيف حافظ مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي» على نجاحه لـ 25 عاما.. ومن هو بطل العمل الحقيقي؟

مشهد من مسلسل لن
مشهد من مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"

لقرابة ربع قرن من الزمن، لا يزال مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، محافظًا على نجاحه، متصدرا نسب المشاهدة العالية منذ العرض الأول له في 1996، واليوم وبعد مرور 25 عامًا تقريبًا، ما يزال يحظى بنسبة مشاهدة كبيرة، رغم أنه من أكثر المسلسلات عرضا على القنوات المختلفة.






تصدر مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، اهتمامات محرك البحث على جوجل، وتحول لـ تريند على "السوشيال ميديا"، بعد لقاء الإعلامية إسعاد يونس، بمجموعة من أبطال خلال حلقة برنامج صاحبة السعادة المذاع على قناة DMC، وتناولت الحلقة الكثير من الكواليس التي حدثت خلف الكاميرات، وكذلك أجور الفنانين في العمل.




الكثير من الكواليس والخفايا كانت محيطة بالعمل الدرامي المحافظ على نجاحه لقرابة الـ 25 عامًا، بداية من القصة التي لم تكن كما عرضت على الشاشة الفضية في البداية، فقصة المسلسل مأخوذة عن رواية للكاتب الراحل إحسان عبدالقدوس، المكتوبة في بضع صفحات، والبطولة كانت لشخصية "عبدالوهاب" الذي لعبها الفنان محمد رياض، مرورا بالأبطال الذين لعبوا الأدوار في العمل، من بينهم الفنان محمود عبد العزيز الذي كان المرشح الأول لدور "عبدالغفور البرعي"، وكذلك الفنانة يسرا في دور فاطمة كشري، ولكن مؤلف العمل مصطفى محرم، أصر على الاستعانة بالفنان "نور الشريف" والفنانة "عبلة كامل"، رغم أن نور الشريف لم يكن متحمسًا للمسلسل في البداية خاصة ان الرواية المأخوذ منها المسلسل لا تتضمن رحلة صعود "عبدالغفور"، لكن مصطفى محرم أقنعه حينما قام بتسليمه الحلقات الأولى للمسلسل.




فكان المخرج أحمد توفيق هو صاحب فكرة ترشيح الفنانة عبلة كاملة لدور"فاطمة"، ودور "إبراهيم سردينة" كان مقررا أن يلعبه الفنان الراحل حسن حسني، لولا الاختلاف على الأجر، فذهب الدور للفنان عبد الرحمن أبو زهرة، وتم ترشيح فتوح أحمد للعب دور "سيد كشري"، لكنه اعتذر فذهب الدور للفنان الراحل مخلص البحيري، حتى أن شخصية عبدالوهاب تم ترشيح لها اكثر من اسم منهم: خالد النبوي ومحمد نجاتي إلا أنه في النهاية تم الاستقرار علي محمد رياض.




تلك التركيبة والعوامل الغريبة متجمعة في عمل فني واحد كان لابد لها وأن تنعكس بشكل إيجابي محققة النجاح، ورغم أن قصة المسلسل مأخوذة عن رواية للأديب الراحل إحسان عبد القدوس، إلا أنه تم التعديل عليها، ويصبح بطل قصة المسلسل، هو عبد الغفور البرعي، وقد يكون ذلك أحد أهم العوامل، خاصة أنه في حقبة التسعينات، كانت الـ "التيمة" التي يجتمع عليها المشاهدون هو أن يكون البطل رب المنزل، وهو ما تحقق في المسلسل، كذلك تشابه أحداثه مع أكثر من شخصية حقيقية، ففي البداية قيل إنها قصة حياة أحد كبار تجار "وكالة البلح"، والمسلسل يسرد تفاصيل حياته، وظهرت تلك الروايات على صفحات السوشيال ميديا مما أثر على جذب الجمهور مرة أخرى لمشاهدة العمل والتركيز في كل تفاصيله.



شخصية حقيقية أخرى نالت حظها من تصادف الأحداث بين قصة المسلسل وقصة حياته، وهو الراحل الحاج نادى السباعى، شيخ الحدادين بمحافظة الغربية، والتي انتشر منذ فترة أنها الشخصية الحقيقية لـ"عبد الغفور البرعي"، الذى جسد قصته الفنان الراحل نور الشريف، وبمجرد تداول تلك المعلومات تهافت المشاهدون على استعادة مشاهدة المسلسل مرة أخرى لمعرفة قصته، وهل هي فعلا تجسيد لسيرة الحاج نادي السباعي أم لا ؟




ولكن الحقيقة الأهم، وقد يكون السر الحقيقي في نجاح المسلسل، هو أن العمل بالفعل سرد لقصة حقيقية، ولكن ليست لشخص بعينه، وفق ما رواه المخرج الأكاديمي الشاب، خالد مدكور، لـ «فيتو»، أن المسلسل كان ولايزال تشريحًا للمجتمع المصري بشكل عام، من خلال المفارقات بين عائلات كل من: (عبد الغفور البرعي، عائلة الوزير، عائلة سيد كشري، وعائلة حسين صديق عبد الوهاب بمن فيهم الدكتور خيرية)، فكل عائلة منهم كانت تعبر عن شريحة بأكلمها من شرائح المجتمع، أما على المستوى الخاص فكان المسلسل تجسيدًا لحال كل أسرة أو على الأقل يوجد فرد من كل أسرة يرى أنه واحد من المشاركين في العمل، بداية من البطل الرئيسي (عبد الغفور البرعي)، الرجل العصامي الذي حاربه الجميع واستطاع أن ينجح بمفرده معتمدًا على دعم الحاج إبراهيم سردينة، ونجله عبد الوهاب (محمد رياض)، فكان دوره مرآة لكل شاب محبط لا يعلم وجهته ولا أي طريق يريد أن يسلكه، كذلك شقيقاته الفتيات (نظيرة، سنية، بهيرة، نفيسة)، رغم أن جميعهن في بيت واحد وتربيتهن واحدة ولكن لكل منهن طريقتها في التفكير ومشاكلها الخاصة، كذلك دور فاطمة كشري الذي أدته الفنانة عبلة كامل، جسدت دور الأم في بيت كل أسرة مصرية بسيطة.

الجريدة الرسمية