رئيس التحرير
عصام كامل

"لو عندك ابن معاق ازاي تتعامل معاه".. التمييز المعتدل بينه وبين إخوته.. الدمج المجتمعي يساعده على التعامل بسلوكيات صحيحة.. وتوعية الأسرة "الأهم"

ارشيفية
ارشيفية
القطة اللي أكلت عيالها.. مثل شعبي ينطبق على طريقة تعامل الأهالي مع ذويهم من الأطفال والشباب المعاقين، إذ أن خوفهم الشديد عليهم من الممكن أن يكون مصدر ضرر لهم، بسبب جهلهم للطرق المثلى للتعامل مع تلك الفئة، وهو ما أثبتته صور انتشرت لشاب معاق ذهنيا موثق في الشجرة في مركز فاقوس بمحافظة الشرقية. 


أكدت والدة الشاب المعاق أنها تقوم بتوثيقه فى شجرة بسبب إعاقته الذهنية، خوفا عليه خاصة أن والده قام بتطليقها عقب علمه أن نجله معاق، وقالت إنها قامت بالإنفاق على نجلها المعاق وذهبت لأكثر من طبيب لعلاجه، لكن دون فائدة، مضيفة أنها تحب ابنها وهو نور عينيها، مؤكدة أنه عقب القبض عليها بسبب انتشار صورة تقيده فى الشجرة لم يتناول نجلها الطعام حتى عادت وهلل فرحا بعودتها.

وأوضحت أنها تعمل فى الأرض الزراعية باليومية حتى تستطيع توفير الطعام والدواء، مؤكدة أنها تحصل على معاش قيمته 300 جنيه فقط، ولابد أن تعمل من أجل توفير الرعاية لنجلها، كما أنها أثناء العمل تقوم بربطه فى الشجرة خلال فترة عملها وتفكه بعد ذلك.

نصائح
وفي هذا السياق وجه محمد زغلول مدير عام التمكين الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة مجموعة من النصائح لأولياء الأمور الذين لديهم أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي من أبرزها تقبل أولياء الأمور لهذا الوافد، مشيرا إلى أن هذا التقبل يجعلهم يعاملونه معاملة حسنة والميل للوسطية في التعامل ليس بالتهوين من شخصه أو التهويل منه، بما يجعله يعيش بشكل طبيعي يشعر بأنه لن ينقصه أمر سوى إعاقته.

كما طالب "زغلول" الأهالي بتفادي التعامل مع المعاقين على أنهم آفة والتركيز على أنه من الممكن أن يكون مصدر شهرة وثراء في المستقبل، وأن يكون السبب في إغراق أهله بالنعم، وتعليمه كيفية التعامل مع إعاقته ومشاركته في أمور المنزل فعلى سبيل المثال إخبار الكفيف بتغيير أماكن الأثاث في المنزل.

وأكد على أن يكون التمييز بينه وبين إخوته تمييزا معتدلا نظرا لظروفه فقط، دون المبالغة في ذلك، لكي لا يخلق شيئا من البغض والكراهية بين الإخوة، لافتا إلى أنه يجب على كل المؤسسات التعليمية والتربوية توجيه الأسر لكيفية التعامل الأمثل مع أبنائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وتابع قائلا: في حالة تعلم الطفل يفضل أن يكون ذلك في وجود ولي الأمر، كي يتلقى نفس أساليب التعلم ويفهم كيف يتعامل معه المدرس أو الموجه، وتنتقل الخبرة إلي الوالدين بشرط ألا يؤثر وجود الوالدين على تعليم الطفل، منوها من الضروري الدمج الاجتماعي للمعاق مع أبناء المجتمع علي أن يتقبله الجميع فلا يخاف من المجتمع ولا يخاف المجتمع منه.


وفي نفس السياق، يقول عصام عبدالرحمن عضو المجلس القومي للإعاقة والكاتب في شئون الإعاقة أن الاتفاقيات الدولية والقانون المصري والدستور المصري وضعوا أسس تشريعية حكمت سلوكيات التعامل مع الأشخاص المعاقين وتجرم الضرب او التعدي أو الازدراء أو الإساءة بالألفاظ، وهو ما حدده قانون رقم 10 لسنه 2018.

وتابع قائلا: الكثير من أولياء الأمور غير مدركين للسبل الصحيحة للتعامل مع أبنائهم من ذوي الإعاقة، وهو ما يحمل الإعلام والرأي العام مسئولية توعية الأسر بكيفية التعامل مع المعاق ذهنيا واعتباره شخص طبيعي له حقوق إنسانية واستهجان كل السلوكيات السلبية وإدانتها والحث على تجنبها.

وأوضح كل المؤسسات العالمية المعنية بملف الإعاقة أكدت علي أن الدمج الإجتماعي الأسلوب الأمثل لتجاوز كل مشاكل المعاقين بدمجه في المدرسة أو النادي أو نشاط الأسرة أو العمل، لأن الدمج يساعده علي أن يسلك سلوكيات مجتمعية صحيحة.

وأشار إلى أنه لا بد من التفرقة بين حالات الإعاقة، فبعض حالات الإعاقة الشديدة تحتاج لمرافق طريق، ولكن معظم الإعاقات تسمح لصاحبها أن يكون مستقل بنفسه، فعلى سبيل المثال حامل الإعاقة البصرية من الممكن تدريبه على الاعتماد على نفسه واستخدام العصا البيضاء بما يحقق له الاستقلالية، فلا بد من بذل مجهود في تدريبه ولا أحكم عليه بالحجر، فضلا عن اتاحة فرص لهم للتعليم بما يتناسب مع إعاقتهم.

 واختتم قائلا: قضية الإعاقة مجتمعية تحتاج لوعي كل فئات المجتمع لحقوق هذه الشريحة، وإدارك كامل بأن الأشخاص ذوي الإعاقة كاملي الشخصية الاعتبارية، وبالتالي هو إنسان. 
الجريدة الرسمية