أبرزها "وادي المر" ومدينة تشيرنوبل.. مدن سقطت من ذاكرة التاريخ | صور
هناك مدن مزقتها الحروب وأخرى غرقت في وهم السحرة والدجالين، وعدد آخر لظروف طبيعية أو "مجهولة" لم يستطع العلماء تفسيرها حتى الآن،
ولكن في النهاية يبقى المخرب الأبرز والسبب الرئيسي في شتى أنواع الدمار والهلاك للأرض هو الإنسان.
ومع إعلان عدد من المواطنين العمانيين اعتزامهم إحياء قرية مهجورة منذ نحو 30 عامًا تستعرض لكم «فيتو» فيما يلي أبرز المدن التي لفظت سكانها:
وادي المر
في يوم من الأيام وقبل حوالي 30 عامًا من الآن، كانت قرية وادي المر بولاية جلعان بوعلي في محافظة جنوب الشرقية بسلطنة عمان، تعج بالمواطنين وتمتلئ بشتى مظاهر الحياة، لكن الآن لم يبق من القرية سوى منازل مهجورة تغرقها الرمال.
تعد قرية وادي المر التي تبعد نحو 400 كيلومتر عن العاصمة مسقط، ويصعب الوصول إليها بسبب عدم اتصالها بشبكة الطرق الرئيسية.
وتعتبر من قرى البادية، إلا أن أهلها قرروا الرحيل عنها قبل نحو 30 عامًا والانتقال إلى مركز الولاية، ومنهم من استقر به الحال في القرى الأخرى المجاورة، بعد أن أجبرتهم الرمال الزاحفة على هجرها، والتي زحفت على المنازل لتسكنها بشكل كامل وطمستها تحت الأرض، حتى أصبحت تعرف بالقرية الواقعة تحت الأرض، وفقًا لموقع وزارة الإعلام العمانية.
يشار إلى أن سكان القرية التي تضم 30 مسكنًا ومسجدًا، لم يكن بإمكانهم آنذاك مواجهة "ظاهرة زحف الرمال"، خصوصًا بسبب بعدها وعزلتها وعدم توفر شبكات إمداد بالكهرباء والماء، واضطر السكان الذين كانوا يعتمدون على تربية الحيوانات للعيش، للفرار من قرية وادي المر إلى قرى مجاورة.
وتستقبل حاليًا القرية المهجورة الواقعة في قلب الصحراء، أعدادًا من السكان السابقين والسياح الراغبين في اكتشاف المنطقة المنعزلة ومحبي الطبيعة والتصوير، إذ تتطلّع عمان إلى إعادة استقبال السياح سريعًا لتجاوز المصاعب الاقتصادية الكبرى التي تواجهها مع تراجع أسعار النفط.
بريبيات "أوكرانيا"
في الساعة الـ1:23 من صباح يوم 26 أبريل 1986، حدث انهيار كارثي داخل المفاعل رقم 4 في محطة الطاقة النووية السوفيتية في "تشيرنوبل"، ما أدي إلي انفجار أعقبه نشوب ألسنة اللهب والمواد المشعة في السماء فوق بريبيات.
واستغرق الأمر 36 ساعة قبل إجلاء سكان البلدة البالغ عددهم 49 ألف نسمة.
وعانى الكثير من سكان البلدة التي تم بناؤها لإيواء العلماء والعاملين وأسرهم، في وقت لاحق من آثار صحية خطيرة نتيجة تعرضهم للإشعاعات الضارة.
في غضون ذلك، فرضت السلطات السوفيتية في وقت لاحق منطقة حظر بطول 18 ميلًا تحيط بتشيرنوبل، تاركة بريبيات مدينة أشباح مهجورة.
ومنذ ذلك الحين، ظلت المدينة مهجورة لما يقرب من ثلاثة عقود كتذكير تقشعر له الأبدان بالكارثة.
وبعد مرور نحو 34 عامًا، أظهرت مجموعة من الصور البلدة بعدما تآكلت مبانيها بسبب العوامل الجوية، وتتجول الحيوانات البرية فيها بعدما كانت تمتلئ في السابق بالشقق المزدحمة والمجمعات الرياضية.
كذلك انخفضت مستويات الإشعاع في بريبيات بدرجة كافية في السنوات الأخيرة للسماح للمستكشفين الحضريين والسكان السابقين بالقيام بزيارات قصيرة، يقدر العلماء أن الأمر قد يستغرق عدة قرون قبل أن تصبح المدينة آمنة مرة أخرى للسكن.
جزيرة هشيما "اليابان"
هي جزيرة مهجورة تبعد حوالي 15 كم عن مدينة ناجازاكي، جنوب اليابان، أكثر ما يُلفت النظر في الجزيرة هو مبانيها الخرسانية المهجورة التي تشير إلى الطفرة الصناعية اليابانية في ذلك الوقت، وهي أيضًا تُذكّر بالماضي المظلم لهذا الموقع أثناء الحرب العالمية الثانية.
كانت الجزيرة معروفة بمنجم الفحم المتواجد تحت البحر والذي تأسس عام 1887م بغرض رفع مستوى الصناعة اليابانية، ووصلت الجزيرة إلى أعلى تَعداد سكاني عام 1959م بمجموع 5,259 نسمة.
واشترت لاحقًا شركة Mitsubishi، التي بنت بعض المباني الخرسانية المسلحة متعددة الطوابق لإيواء السكان المتفاقمين هذه الجزيرة التي ظلت كخلية نحل لعدة عقود، خاصةً خلال الحرب العالمية الثانية، عندما أجبر اليابانيون الآلاف من العمال الكوريين وأسرى الحرب الصينيين على الكدح في مناجمها.
وفي عام 1974م وعندما كان احتياطي الفحم الياباني على وشك الانتهاء، أُغلق منجم الفحم ورحل جميع العاملين فيه والمقيمين على الجزيرة بعد إغلاق المنجم، فهُجرت الجزيرة لثلاثة عقود إلى أن عاد الاهتمام بها في بدايات القرن الحادي والعشرين الميلادي، لبقاياها التاريخية، وتدريجيًا تحولت إلى منطقة جذب سياحي، وأعيد فتح الجزيرة إلى السياح بتاريخ 22 أبريل، 2009م.
أورادور سور جلان "فرنسا"
بعد ظهر يوم 10 يونيو 1944، كانت قرية أورادور سور جلان الواقعة في منطقة ليموزان بوسط غرب فرنسا، ويطلق عليها اسم "البلدة الشهيدة" مسرحًا لواحدة من أسوأ مذابح الاحتلال النازي للمدنيين الفرنسيين خلال الحرب العالمية الثانية، فيما يُعتقد أنه كان عملًا انتقاميًا لدعم المدينة المفترض للمقاومة الفرنسية.
حيث قامت مجموعة جنود من ألمانيا النازية باحتلال القرية واعتقال وقتل 642 من سكان القرية، إذ تم حرق معظم منازلهم على الأرض، كما تم أخذ الرجال إلى الحظائر وإطلاق النار عليهم، وتم حبس النساء والأطفال في كنيسة وقتلوا بالمتفجرات والقنابل الحارقة، وكان من بين الضحايا 207 أطفال.
ولم يتمكن سوى عدد قليل من الناس من البقاء على قيد الحياة من خلال التظاهر بالموت ثم الفرار لاحقًا إلى الغابة.
تم بناء "أورادور سور جلان" الجديدة في مكان قريب بعد انتهاء الحرب، ولكن الرئيس الفرنسي شارل ديجول أمر بترك أطلال البلدة القديمة المحترقة على حالها كنصب تذكاري للضحايا.
ولا تزال واجهات عشرات المباني والمحلات المتفحمة باقية، بالإضافة إلى مقابر للسيارات والدراجات الصدئة ومسارات الترام غير المستخدمة.
ويعد الموقع أيضًا حاليًا موطنًا لمتحف يضم مجموعة من الآثار والتذكارات التي تم انتشالها من تحت الأنقاض.
قرية المدام الإمارات
تقع قرية المدام المهجورة في صحراء الإمارات، وتحديدًا على بعد 60 كيلو مترًا من مدينة دبي، ابتلعتها رمال الصحراء أيضًا، لكن الباقي من منازلها (13 منزلًا) ومسجدها الكبير يشهد على حياة كاملة كانت تزدهر بها القرية قبل أعوام قريبة.
ويبدو أن أهل القرية رحلوا على عجل، إذ تركوا الأبواب مفتوحة وبعض الأمتعة الشخصية المتناثرة، ثم أغرقتها الرياح بالرمال من كل الاتجاهات، إذ لا يحيط بالقرية أي جبال أو هضاب أو مبانٍ طويلة تحميها من الرياح من أي جانب.
وتداول المواطنون في الإمارات أساطير خارقة للطبيعة، تفيد بأن سكان أهل القرية هجروا موطنهم بسبب الجنية "أم دويس" التي تختبئ في طرقات القرية لاستدراج ضحاياها من الرجال بعطورها، ومن ثم تقتلهم ببشاعة.
و"أم دويس" هذه لديها قدمان كقدمي الحمار، ويداها عبارة عن زوج من الدويس (المناجل)، وعيناها كعيني قطة، وفق ما كان يتداوله سكان القرية، ومنهم أم محمد التي سكنت القرية في طفولتها، وهي قصة خرافية نقلتها حديثًا لصحيفة «الخليج».
وبحسب صحيفة «Gulf News» الإماراتية والناطقة بالإنجليزية، فإن البنية التحتية للقرية لم تكن مجهزة بشكل يساعد أهلها على تحمل غضب رمال ورياح الصحراء، حيث لم يكن هناك كهرباء أو ماء في القرية، وهو سبب رئيسي ربما دفع الأهالي للرحيل.
فاروشا "قبرص"
في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، كانت شواطئ فاروشا القبرصية من أشهر الأماكن في البحر الأبيض المتوسط، وكانت تتميز باقتصاد سياحي مزدهر، إلا أن كل ذلك تغير في أغسطس 1974، عندما غزت تركيا قبرص واحتلت ثلثها الشمالي رداً على انقلاب بقيادة القومية اليونانية.
فر سكان فاروشا البالغ عددهم 15000 نسمة من المدينة في حالة رعب، تاركين وراءهم مقتنياتهم الثمينة وسبل عيشهم، حيث افترض معظمهم أنهم سيعودون بمجرد توقف القتال، لكن الصراع السياسي المستمر جعل فاروشا تختفي خلف القضبان منذ ذلك الحين.
يصف عدد قليل من المستكشفين الجريئين الذين غامروا بدخول المنطقة المحرمة المنتجع بأنه مدينة أشباح متداعية، وأن الأشجار نمت في طوابق المطاعم والمنازل.
كما وصفها البعض بكبسولة زمنية مخيفة من سبعينيات القرن الماضي.
الجدير بالذكر أنه في السنوات الأخيرة أجرى القبارصة اليونانيون والأتراك محادثات بشأن إعادة فتح المنطقة، لكن الخبراء يقدرون أن الأمر سيستغرق ما يزيد عن 12 مليار دولار لجعل المباني المتهالكة صالحة للعيش مرة أخرى.
بودي "كاليفورنيا"
تأسست مدينة بودي بكاليفورنيا رسميًا في عام 1876، بعد أن عثر عمال المناجم على رواسب غنية من الذهب والفضة في سفوح التلال، ما أدي إلي توافد المنقبون المهووسون بالذهب إلى المستوطنة.
في أواخر سبعينيات القرن التاسع عشر، ارتفع عدد سكانها في النهاية إلى حوالي 10000 شخص، وبفضل الروايات عن سلوك قاطنيها، سرعان ما اكتسبت المدينة سمعة بأنها "بحر من الخطيئة" مليئ بالرجال الفاسدين والبغايا وأوكار المخدرات والفواحش.
وبحلول ثمانينيات القرن التاسع عشر، أفلست بودي في النهاية، بعدما أدي تعاقب فصول الشتاء القاسية والمميتة والبنية التحتية الهزيلة للبلدة، قرر العديد من المنقبين الانتقال إلى مناطق أكثر ربحية.
وتضم المدينة الصغيرة نحو 200 مبنى، ويتدفق السياح إلى الموقع لاستكشاف الكنيسة الميثودية التي تعود إلى ثمانينيات القرن التاسع عشر، والصالونات ومكتب البريد، فضلًا عن أنقاض قبو بنك محترق.
ومع إعلان عدد من المواطنين العمانيين اعتزامهم إحياء قرية مهجورة منذ نحو 30 عامًا تستعرض لكم «فيتو» فيما يلي أبرز المدن التي لفظت سكانها:
وادي المر
في يوم من الأيام وقبل حوالي 30 عامًا من الآن، كانت قرية وادي المر بولاية جلعان بوعلي في محافظة جنوب الشرقية بسلطنة عمان، تعج بالمواطنين وتمتلئ بشتى مظاهر الحياة، لكن الآن لم يبق من القرية سوى منازل مهجورة تغرقها الرمال.
تعد قرية وادي المر التي تبعد نحو 400 كيلومتر عن العاصمة مسقط، ويصعب الوصول إليها بسبب عدم اتصالها بشبكة الطرق الرئيسية.
وتعتبر من قرى البادية، إلا أن أهلها قرروا الرحيل عنها قبل نحو 30 عامًا والانتقال إلى مركز الولاية، ومنهم من استقر به الحال في القرى الأخرى المجاورة، بعد أن أجبرتهم الرمال الزاحفة على هجرها، والتي زحفت على المنازل لتسكنها بشكل كامل وطمستها تحت الأرض، حتى أصبحت تعرف بالقرية الواقعة تحت الأرض، وفقًا لموقع وزارة الإعلام العمانية.
يشار إلى أن سكان القرية التي تضم 30 مسكنًا ومسجدًا، لم يكن بإمكانهم آنذاك مواجهة "ظاهرة زحف الرمال"، خصوصًا بسبب بعدها وعزلتها وعدم توفر شبكات إمداد بالكهرباء والماء، واضطر السكان الذين كانوا يعتمدون على تربية الحيوانات للعيش، للفرار من قرية وادي المر إلى قرى مجاورة.
وتستقبل حاليًا القرية المهجورة الواقعة في قلب الصحراء، أعدادًا من السكان السابقين والسياح الراغبين في اكتشاف المنطقة المنعزلة ومحبي الطبيعة والتصوير، إذ تتطلّع عمان إلى إعادة استقبال السياح سريعًا لتجاوز المصاعب الاقتصادية الكبرى التي تواجهها مع تراجع أسعار النفط.
بريبيات "أوكرانيا"
في الساعة الـ1:23 من صباح يوم 26 أبريل 1986، حدث انهيار كارثي داخل المفاعل رقم 4 في محطة الطاقة النووية السوفيتية في "تشيرنوبل"، ما أدي إلي انفجار أعقبه نشوب ألسنة اللهب والمواد المشعة في السماء فوق بريبيات.
واستغرق الأمر 36 ساعة قبل إجلاء سكان البلدة البالغ عددهم 49 ألف نسمة.
وعانى الكثير من سكان البلدة التي تم بناؤها لإيواء العلماء والعاملين وأسرهم، في وقت لاحق من آثار صحية خطيرة نتيجة تعرضهم للإشعاعات الضارة.
في غضون ذلك، فرضت السلطات السوفيتية في وقت لاحق منطقة حظر بطول 18 ميلًا تحيط بتشيرنوبل، تاركة بريبيات مدينة أشباح مهجورة.
ومنذ ذلك الحين، ظلت المدينة مهجورة لما يقرب من ثلاثة عقود كتذكير تقشعر له الأبدان بالكارثة.
وبعد مرور نحو 34 عامًا، أظهرت مجموعة من الصور البلدة بعدما تآكلت مبانيها بسبب العوامل الجوية، وتتجول الحيوانات البرية فيها بعدما كانت تمتلئ في السابق بالشقق المزدحمة والمجمعات الرياضية.
كذلك انخفضت مستويات الإشعاع في بريبيات بدرجة كافية في السنوات الأخيرة للسماح للمستكشفين الحضريين والسكان السابقين بالقيام بزيارات قصيرة، يقدر العلماء أن الأمر قد يستغرق عدة قرون قبل أن تصبح المدينة آمنة مرة أخرى للسكن.
جزيرة هشيما "اليابان"
هي جزيرة مهجورة تبعد حوالي 15 كم عن مدينة ناجازاكي، جنوب اليابان، أكثر ما يُلفت النظر في الجزيرة هو مبانيها الخرسانية المهجورة التي تشير إلى الطفرة الصناعية اليابانية في ذلك الوقت، وهي أيضًا تُذكّر بالماضي المظلم لهذا الموقع أثناء الحرب العالمية الثانية.
كانت الجزيرة معروفة بمنجم الفحم المتواجد تحت البحر والذي تأسس عام 1887م بغرض رفع مستوى الصناعة اليابانية، ووصلت الجزيرة إلى أعلى تَعداد سكاني عام 1959م بمجموع 5,259 نسمة.
واشترت لاحقًا شركة Mitsubishi، التي بنت بعض المباني الخرسانية المسلحة متعددة الطوابق لإيواء السكان المتفاقمين هذه الجزيرة التي ظلت كخلية نحل لعدة عقود، خاصةً خلال الحرب العالمية الثانية، عندما أجبر اليابانيون الآلاف من العمال الكوريين وأسرى الحرب الصينيين على الكدح في مناجمها.
وفي عام 1974م وعندما كان احتياطي الفحم الياباني على وشك الانتهاء، أُغلق منجم الفحم ورحل جميع العاملين فيه والمقيمين على الجزيرة بعد إغلاق المنجم، فهُجرت الجزيرة لثلاثة عقود إلى أن عاد الاهتمام بها في بدايات القرن الحادي والعشرين الميلادي، لبقاياها التاريخية، وتدريجيًا تحولت إلى منطقة جذب سياحي، وأعيد فتح الجزيرة إلى السياح بتاريخ 22 أبريل، 2009م.
أورادور سور جلان "فرنسا"
بعد ظهر يوم 10 يونيو 1944، كانت قرية أورادور سور جلان الواقعة في منطقة ليموزان بوسط غرب فرنسا، ويطلق عليها اسم "البلدة الشهيدة" مسرحًا لواحدة من أسوأ مذابح الاحتلال النازي للمدنيين الفرنسيين خلال الحرب العالمية الثانية، فيما يُعتقد أنه كان عملًا انتقاميًا لدعم المدينة المفترض للمقاومة الفرنسية.
حيث قامت مجموعة جنود من ألمانيا النازية باحتلال القرية واعتقال وقتل 642 من سكان القرية، إذ تم حرق معظم منازلهم على الأرض، كما تم أخذ الرجال إلى الحظائر وإطلاق النار عليهم، وتم حبس النساء والأطفال في كنيسة وقتلوا بالمتفجرات والقنابل الحارقة، وكان من بين الضحايا 207 أطفال.
ولم يتمكن سوى عدد قليل من الناس من البقاء على قيد الحياة من خلال التظاهر بالموت ثم الفرار لاحقًا إلى الغابة.
تم بناء "أورادور سور جلان" الجديدة في مكان قريب بعد انتهاء الحرب، ولكن الرئيس الفرنسي شارل ديجول أمر بترك أطلال البلدة القديمة المحترقة على حالها كنصب تذكاري للضحايا.
ولا تزال واجهات عشرات المباني والمحلات المتفحمة باقية، بالإضافة إلى مقابر للسيارات والدراجات الصدئة ومسارات الترام غير المستخدمة.
ويعد الموقع أيضًا حاليًا موطنًا لمتحف يضم مجموعة من الآثار والتذكارات التي تم انتشالها من تحت الأنقاض.
قرية المدام الإمارات
تقع قرية المدام المهجورة في صحراء الإمارات، وتحديدًا على بعد 60 كيلو مترًا من مدينة دبي، ابتلعتها رمال الصحراء أيضًا، لكن الباقي من منازلها (13 منزلًا) ومسجدها الكبير يشهد على حياة كاملة كانت تزدهر بها القرية قبل أعوام قريبة.
ويبدو أن أهل القرية رحلوا على عجل، إذ تركوا الأبواب مفتوحة وبعض الأمتعة الشخصية المتناثرة، ثم أغرقتها الرياح بالرمال من كل الاتجاهات، إذ لا يحيط بالقرية أي جبال أو هضاب أو مبانٍ طويلة تحميها من الرياح من أي جانب.
وتداول المواطنون في الإمارات أساطير خارقة للطبيعة، تفيد بأن سكان أهل القرية هجروا موطنهم بسبب الجنية "أم دويس" التي تختبئ في طرقات القرية لاستدراج ضحاياها من الرجال بعطورها، ومن ثم تقتلهم ببشاعة.
و"أم دويس" هذه لديها قدمان كقدمي الحمار، ويداها عبارة عن زوج من الدويس (المناجل)، وعيناها كعيني قطة، وفق ما كان يتداوله سكان القرية، ومنهم أم محمد التي سكنت القرية في طفولتها، وهي قصة خرافية نقلتها حديثًا لصحيفة «الخليج».
وبحسب صحيفة «Gulf News» الإماراتية والناطقة بالإنجليزية، فإن البنية التحتية للقرية لم تكن مجهزة بشكل يساعد أهلها على تحمل غضب رمال ورياح الصحراء، حيث لم يكن هناك كهرباء أو ماء في القرية، وهو سبب رئيسي ربما دفع الأهالي للرحيل.
فاروشا "قبرص"
في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، كانت شواطئ فاروشا القبرصية من أشهر الأماكن في البحر الأبيض المتوسط، وكانت تتميز باقتصاد سياحي مزدهر، إلا أن كل ذلك تغير في أغسطس 1974، عندما غزت تركيا قبرص واحتلت ثلثها الشمالي رداً على انقلاب بقيادة القومية اليونانية.
فر سكان فاروشا البالغ عددهم 15000 نسمة من المدينة في حالة رعب، تاركين وراءهم مقتنياتهم الثمينة وسبل عيشهم، حيث افترض معظمهم أنهم سيعودون بمجرد توقف القتال، لكن الصراع السياسي المستمر جعل فاروشا تختفي خلف القضبان منذ ذلك الحين.
يصف عدد قليل من المستكشفين الجريئين الذين غامروا بدخول المنطقة المحرمة المنتجع بأنه مدينة أشباح متداعية، وأن الأشجار نمت في طوابق المطاعم والمنازل.
كما وصفها البعض بكبسولة زمنية مخيفة من سبعينيات القرن الماضي.
الجدير بالذكر أنه في السنوات الأخيرة أجرى القبارصة اليونانيون والأتراك محادثات بشأن إعادة فتح المنطقة، لكن الخبراء يقدرون أن الأمر سيستغرق ما يزيد عن 12 مليار دولار لجعل المباني المتهالكة صالحة للعيش مرة أخرى.
بودي "كاليفورنيا"
تأسست مدينة بودي بكاليفورنيا رسميًا في عام 1876، بعد أن عثر عمال المناجم على رواسب غنية من الذهب والفضة في سفوح التلال، ما أدي إلي توافد المنقبون المهووسون بالذهب إلى المستوطنة.
في أواخر سبعينيات القرن التاسع عشر، ارتفع عدد سكانها في النهاية إلى حوالي 10000 شخص، وبفضل الروايات عن سلوك قاطنيها، سرعان ما اكتسبت المدينة سمعة بأنها "بحر من الخطيئة" مليئ بالرجال الفاسدين والبغايا وأوكار المخدرات والفواحش.
وبحلول ثمانينيات القرن التاسع عشر، أفلست بودي في النهاية، بعدما أدي تعاقب فصول الشتاء القاسية والمميتة والبنية التحتية الهزيلة للبلدة، قرر العديد من المنقبين الانتقال إلى مناطق أكثر ربحية.
وتضم المدينة الصغيرة نحو 200 مبنى، ويتدفق السياح إلى الموقع لاستكشاف الكنيسة الميثودية التي تعود إلى ثمانينيات القرن التاسع عشر، والصالونات ومكتب البريد، فضلًا عن أنقاض قبو بنك محترق.