هادي الجيار قدم 130 عملا فنيا ودافع عن أعماله حتى النهاية

ظل حتى الرمق الأخير من حياته، مؤديًا للأعمال الفنية، غير مهتم بأدوار البطولة المطلقة التي أكدت أعماله أنه أهل لها قائلًا: "أي دور بعمله وبيعجبني بعتبره بطولة". 

الفنان الراحل هادي الجيار تاريخ فني حافل، من الأعمال الفنية المتنوعة. قدم أكثر من 80 مسلسلا تليفزيونيا، و24 فيلما، و7 مسرحيات، وأكثر من 20 عملا متنوع ما بين إذاعية وفوازير وأفلام قصيرة وسهرات تلفزيونية.

كان الفنان الراحل هادي الجيار مثالًا للتصالح مع النفس منذ الظهور الفني الأشهر له من خلال مسرحية مدرسة المشاغبين في عام 1973، ففي بداية العروض وبعد أول 15 يومًا قرر ترك الفرقة وقرر عدم استكمال العروض، مبررًا موقفه للفنان والكوميديان الراحل عبد المنعم مدبولي: "مش عارف أجاري عادل إمام وسعيد صالح في الإيفيهات"، ليقنعه مدبولي بالعدول عن رأيه واستكمال العمل حتى النهاية قائلًا له: "كمل واتعلم ومش عيب انك متعرفش تجاريهم من الأول العيب انك تنسحب وخليك واثق في إمكانياتك".

وبالفعل اقتنع الجيار، واستكمل العروض والتي شهدت تطورًا ملحوظًا في أدائه الكوميدي يومًا بعد الآخر، وبعدها توالت أعماله الفنية، المتنوعة، ليثبت أنه بالفعل فنان من العيار الثقيل.



وعن المشاركة في مسرحية مدرسة المشاغبين، رغم حالة الجدل والانتقاد التي كانت ولا تزال ملازمة للمسرحية، قال: "المسرحية كانت تعبر عن واقع الشباب في السبعينيات، وتحديدًا بعد هزيمة 1967" نافيا أن تكون المسرحية تسببت في إفساد الشباب كما يُردد البعض.

وأضاف أن الشباب عانى في هذه الحُقبة من عدم استماع الكبار لهم، وعدم الإكتراث لأحلامهم وطموحاتهم، متابعًا: "مثلا شخصيتي أنا في المسرحية كان حلمها تدخل الكونسيرفتوار، أحمد زكي نفسه يطلع شاعر، ويونس شلبي عايز يبقى رسام، وعادل إمام عاوز يطلع بحار، لكن ماحدش قادر يستوعب أحلامهم".



لم يخجل الراحل هادي الجيار يومًا من إبداء رأيه في أعماله وبداياته أو حتى زملائه، فإحدى المواقف الشهيرة للفنان الراحل، ذلك الذي مازح فيه زميله ورفيق رحلته الفنان الراحل أحمد زكي، حيث قال للأخير: "مش اتفقنا أنا وانت وعادل إمام اللي ينجح الأول ياخد بإيد زمايله؟"، تلك المزحة التي حاول البعض إستغلالها، للوقيعة بين الزميلين، إلا أن أحمد زكي تيقن لذلك ورد عليه قائلًا: "فنان بثقلك وامكانياتك أنا الذي بحاجة لأن يأخذ بيدي وليس العكس فأنت بطل ونجم الشباك في كل دور تؤديه".

وفي لقاء آخر أخذ الموقف محمل الجدية، ليقرر احمد زكي الرد، قائلًا: "أولا هادي الجيار زميل عزيز عليّا، وأنا في رحلتي في ممثلين كتير كانوا وجوه جديدة، لكن أنا مقدرش أجي وأقول لمخرج هات فلان أو فلانة، ده مش اختصاصي، المخرج هو قائد العمل، لكن لما بيجي يطلب مني أرشح حد بقول".

ورغم حالة الانتقاد التي وجهت للفنان الراحل بسبب مشاركته في مسلسل الأسطورة، أمام النجم محمد رمضان، قال هادي الجيار: "فخور جدًا بالمشاركة في هذا العمل وكل من يهاجمه إما لأسباب شخصية أو أنهم لم يروا المسلسل من الأساس لأنهم لا يحبون أعمال محمد رمضان، ولكن العمل في مجمله جيد من حيث القصة والرسالة التي تظهر منذ الحلقات الأولى سواء بمقتل رفاعي الدسوقي، أو نهاية ناصر بالإعدام، بعدما توغل في الشر، فأعتقد انه لا توجد رسالة إيجابية يمكن أن يصدرها عمل فني أفضل من ذلك، وعن مشاهد العنف أو المشاجرات التي وقعت ضمن أحداث المسلسل، قال: هذه المشاجرات تحدث كل يوم وفي مناطق مختلفة ونراها بأعيننا فلا عيب من تسليط الضوء عليها".



ورغم النجاح الذي حققه في مسلسل كفر دلهاب مع النجم يوسف الشريف، لم يخجل الفنان هادي الجيار من إعلان تخوفه من المشاركة في العمل في البداية، قائلًا: " "قلت لنفسي المسلسل ده لازم يتعمل صح أوي يا إما الناس هتتريق علينا"، موضحًا أنه أعرب لمخرج المسلسل، أحمد نادر جلال، عن هذا التخوف، مشيرًا إلى أن الأخير طمأنه تمامًا، وطالبه بالتركيز في أداء دوره فقط.

وولد الفنان هادي الجيار في 15 أكتوبر 1949، وحصل على بكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية، وقد بدأ مشواره الفني عندما جاءته الفرصة للاشتراك في مسرحية مدرسة المشاغبين بدور "لطفي" ثم اتجه إلى التلفزيون والسينما، ولكنه لم يحقق النجاح المتوقع في السينما كما حققه في التليفزيون، وتوفى في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد 10 يناير 2021 داخل مستشفى الهرم، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، عن عمر ناهز 71 عاما.