الفيلسوف محمود أمين العالم: الاختلاف سر نجاح الحياة
مفكر يساري، بدأ حياته أستاذا فى قسم الفلسفة بجامعة القاهرة، انتهج الاتجاه اليسارى وبسبب أفكاره فصل من الجامعة فاتجه إلى الكتابة الصحفية فى دار روز اليوسف.
كتب فى النقد الأدبى سنوات ورحل فى مثل هذا اليوم عام 2009.
يؤمن العالم أن فلسفة الاختلاف يكن بين الزوج والزوجة مثل الحاكم والمحكوم، فمثلا فى الحياة الزوجية، تكون لكل زوج شخصيته ولا تعارض بينهما، ويحترم الزوجان الاختلافات بينهما، وهذا هو المركب الصحى.
كانت فلسفته تركز على أهمية تكامل الزوجين، وتنمية الاحترام وتقبل الخلاف، ولذلك فأنجح العلاقات بين الأفراد والجماعات والثقافات هى تلك التى تقوم على احترام الخصوصيات.
ولد المفكر محمود أمين العالم فى حى الدرب الأحمر بالقاهرة عام ١٩٢٢، ودرس الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة ثم عيِن مدرسا مساعدا بعد حصوله على شهادة الماجستير.
سافر إلى فرنسا، ودرس الفكر العربى المعاصر فى جامعة باريس، كما درس بجامعة عدن باليمن، وهو عضو اتحاد الكتّاب المصريين، ونقابة الصحفيين المصريين، ومقرر لجنة الفلسفة في المجلس الأعلى للثقافة.
عمل في مجلة روز اليوسف، وكان العالم فصل من عمله في العام ١٩٥٤ مع عدد من زملائه اليساريين والشيوعيين، واعتقل في عهدى الرئيسين جمال عبدالناصر وأنور السادات، ثم غادر إلى باريس في فترة حكم السادات، حيث عمل مدرسا للفكر العربى المعاصر في جامعة باريس.
الاستاذ العالم.. ظلمه الأصدقاء والأعداء (1)
فى أواخر عام 1958 بدأت حملة اعتقالات واسعة للشيوعيين فى مصر، اعتقل محمود أمين العالم من منزله، وأودع معتقل الواحات، ومنه إلى معتقل قواميدان ثم سجن القلعة، وسجن الحضرة بالإسكندرية، وبعد شهرمن محاكمته أمام المحكمة العسكرية فرض عليه هو ورفاقه التعذيب والعمل فى الجبل لتفجير حجارته البازيلية بالديناميت لرصف الشوارع.
كان عملًا شاقا نتج عنه حالة تمرد أدت إلى استشهاد شهدى عطية، ورغم الحكم لصالح محمود العالم بالبراءة إلا أنه استمر فى السجن، إلى أن تم الإفراج عن المعتقلين الشيوعيين فى يونيو 1964.
تولى محمود امين العالم عدة مناصب منها استاذا للفلسفة بآداب القاهرة ورئيسا لمجلس ادارة هيئة الكتاب ورئيسا لمجلس ادارة مؤسسة المسرح والموسيقى والفنون الشعبية ورئيسا لمجلس ادارة اخبار اليوم ، حتى خرج الى المعاش واصبح كاتبا متفرغا فى معظم الصحف والمجلات وخاصة جريدة الاهالى وتتلمذ على يديه اجيال عديدة من الصحفيين ،حتى رحل عام 2009 .
من مؤلفاته التى خلفها وراءه :مواقف نقدية من التراث، أغنية الإنسان وهى ديوان شعر، من نقد الحاضر إلى إبداع المستقبل، الإنسان موقف ، الوعى والوعى الزائف، الوجه والقناع فى المسرح، تأملات فى أدب نجيب محفوظ، ثلاثية الرفض والهزيمة تأملات فى أدب صنع الله ابراهيم.
عن دراسته للفلسفة يقول: كل شيء يه فلسفة حتى الشعر أحيانا يكون فيه عقلانية لأن العقلانية هى تنظيم للأشياء ومصدر جمال الشعر أنه شيء منظم لكنه ليس التنظيم التقعيدى المحدد .
كما يرى أن العلم نفسه يقوم على الفلسفة ويعتمد عليها بعد أن تحولت الفلسفة إلى رؤى فكرية ونظرية وأجهزة أدوات وقوانين محددة.