رئيس التحرير
عصام كامل

مناقشة ساخنة من وكيل كلية الدعوة لرسالة دكتوراه باحث صيني عن فقيه الصوفية "ابن عربي" | صور

فيتو
اشعلت أراء فقيه الصوفية الأكبر "ابن عربي"، سخونة الأجواء في مناقشة رسالة دكتوراه لطالب صيني في قسم الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم بالقاهرة، والتي جاءت بعنوان " الوجود والمعرفة بين الفلسفة الكونفوشيوسية والتصوف الفلسفي الإسلامي.. "دراسة تحليلية مقارنة". 


وتكونت لجنة المناقشة والحكم من:

أ.د. مصطفى حلمي أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم بالقاهرة "مشرفا" 

أ.د.محمد عبد الدايم الجندي أستاذ الأديان والمذاهب ووكيل كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة للدراسات العليا والبحث العلمي " مناقشا"

أ.د.مختار محمود أحمد عطا الله أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم بالقاهرة "مناقشا"

حكم الباحث الصيني "شنج هواتشانج" في رسالته على فلسفة "ابن عربي" بأنها غير واضحة معتمدا فقد أقام بحثه على رأي المعترضين على ابن عربي، وتجاهل الباحث لآراء المنصفين له والمدافعين عنه، الأمر الذي راجعه فيه الدكتور محمد عبد الدايم الجندي قائلا :" الباحث هنا اعتمد على رأي واحد وهو رأي المكفرين والرافضين لفكر ابن عربي، رغم تبرئته من أقرب العلماء من عصره كابن جماعة والشعراني وابن حجر، حتى المحدثين من العلماء المعاصرين كثير منهم من أنصف ابن عربي".

وأوضح أن الباحث أقام دراسته  على غير توضيح لأدلة ترجيح لراي المعترضين على ابن عربي في البحث بل أقام كلامه على رأي واحد.

وأضاف "الجندي" أن مشكلة الباحث أنه  يتحدث عن ابن عربي وهو شخصية يصعب جدا الحكم عليها، كما لا تصح نسبة تصوف ابن عربي إلى الفلسفة  لأن الفلسفة أحكام عقلية أما التصوف فهو تربية روحية وتذوق وجداني، فضلا  عن غياب الموضوعية في المقارنة .. وعليه فترجيح الباحث ومقارنته ونتائج بحثه غير موفقة.

كما أشار أن عنوان الرسالة يظهر عدم تطابق الشطر الثاني من العنوان على الشطر الثاني مع الرسالة، مرجحا تغيير العنوان إلى: مقارنة بين الكونفوشيوسية وفلسفة ابن عربي. 

وقال وكيل كلية الدعوة للدراسات العليا في مناقشته:" الباحث لم يتحر الدقة في التعليق على ابن سبعين والحكم عليه لأن عليه خلافا لأنه لم يثبت الوحدانية المطلقة لله، كما أن الرسالة معظمها عن فلسفة ابن عربي فقط والعنوان مطلق".

ولفت إلى أن الباحث لم يفرق بين التصوف الاسلامي والتصوف الفلسفي، ولم يستفض في التعريف بكونفوشيوس ولا الحديث عن نبوته.

وأردف "الجندي" في ملاحظاته على الرسالة أن الباحث لم يترجم لبعض الأسر التاريخية مثل شيا وتشينج، كما لم يذكر كتب ابن عربي وما نسب إليه، مشيرا إلى أن ما نسب إلى  ابن عربي أنه من الظاهرية فقهيا الأمر الذي أنكره في ديوان شعره صراحة ومن أراد التثبت فليرجع إلى الديوان. 

وتابع أن كبير المحدثين الحجة ابن حجر أنصف ابن عربي فيما نسب إليه من القول بوحدة الوجود ونعته بالصلاح والولاية، موضحا أن الباحث ذكر أن الشعراني حذر من قراءة كتب ابن عربي لأن بها رموزا لا تفهم لعلو مراقيها وأن  الأقوال المخالفة مدسوسة عليه وكذا قال "ابن جماعة"  وكان أولى بالباحث أن يذكر تحليلا لكلام ابن عربي ودفاع المقربين منه عنه ولا يجعل الكلام تعريجا دون تحليل.

وواصل "الجندي" في ملاحظاته على الرسالة: إن الباحث قسم التجلي إلى صعودي والهي وغيره استنباطا من كلام ابن عربي بناء على شراح كلامه.. لا من وضع ابن عربي".

وأضاف أن الباحث لم يذكر تعريف العدم المطلق في بحثه مع تعريفه له شفهيا في المناقشة، لافتا إلى أن الباحث اعتمد على معرفة الصينيين بكونفوشيوس وغيره، ولم يعرف الباحث المعرفة من خلال كلام ابن عربي من خلال كتابات ابن عربي نفسه.

وأختتم "الجندي" ملاحظاته على الرسالة قائلا:" لم تثبت صلاحية المقارنة في العنوان لأن الباحث لم يوضح الحكم الراجح أو يرجح هو حكما بدليل ليحكم  على ابن عربي من خلاله رغم رجحان إنصافه وبراءته مما نسب إليه ، وأكد الجندي على ضرورة قيام الباحث بتلك التعديلات الجذرية في رسالة علمية كهذه، وأن يبرئ الباحث ساحة نفسه وساحة البحث العلمي من اتهام قامة عظيمة كقامة "ابن عربي" المظلوم.







الجريدة الرسمية