زي النهاردة .. وفاة مأمون الهضيبي المرشد السادس للإخوان ومهندس "بيعة المقابر"
يوافق اليوم ذكرى رحيل، محمد مأمون حسن إسماعيل الهضيبي، المرشد السادس لجماعة الإخوان الإرهابية، ونجل حسن الهضيبي المرشد الثاني للجماعة.
بطاقة تعريف الهضيبي، تقول إنه مواليد مايو 1921، خريج كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول ـ القاهرة حاليا ـ وعمل بعد تخرجه وكيلًا للنيابة وتدرج في السلك القضائي حتى أصبح رئيسًا لمحكمة النقض، واختير عام ٢٠٠٢ مرشدًا عامًا للإخوان وكان ترتيبه السادس، ولكنه توفى سريعا بعد عامين فقط ليخلفه مهدي عاكف في المنصب.
كان الرجل من أشد علامات الاستفهام على مدار تاريخ الجماعة، بداية من إعلانه خلال عمله متحدثا رسميا للجماعة عن تنصيب مصطفى مشهور مرشدا للجماعة في ما عرف إعلاميا بـ"بيعة المقابر"، بسبب سرعة نقل السلطة إلى مرشد جديد بعد دقائق من دفن المرشد حامد أبو النصر، واتهم الهضيبي بإنه مهندس البيعة وأشد المنحازين لها.
كانت هذه الواقعة ولازالت محل الكثير من الجدل، عن كيفية تدوال السلطة داخل مكونات الجماعة، إذ كان حامد على صراع كبير مع المرشد اللاحق مصطفى مشهور وتنازعا طويلا عن المنصب، قبل ان يحسم الموت الأزمة، إلا أن البيعة وملابساتها وإعلانها بهذه السرعة كان غريبا للغاية، ولاسيما أن الجماعة تتشدق دائما بالتزامها باللائحة الداخلية للتنظيم، التي تحدد قواعد صارمة لاختيار المرشد.
بخلاف هذه الواقعة، كانت آراء الهضيبي عن العنف والفكر الجهادي داخل الجماعة محل جدل من الباحثين، ولاسيما إنه تفاخر في شريط مسجله بالتظيم السري للإخوان، الذي نفذ عمليات إعدام وتربص بالمعارضين، وكان أحد علامات الخلل في منهج جماعة تدعي السلمية دائما.
كان الهضيبي أيضا من أنصار خلط الدين بالسياسة، والمزج بين الدعوة الإخوانية بالعمل السياسي، كما كان أحد رواد مدرسة قديمة قدم الجماعة نفسها، رفضت إيجاد منهج مختلف، بل وأثارت دائما حالة من الخوف تجاه أي منقب من الداخل أو الخارج عن ثغرات التنظيم وأزماته الفكرية والسياسية.
رفض المرشد السادس محاولات فصل الدين عن السياسة، واعتبر أن الدين ـ كما عرفه البنا ـ هو محور حياة المسلم، بداية من الفرد مرورا بالأسرة والجماعة والدولة، وعلاقة السلطة بالشعب، مرورًا إلى الاقتصاد والثقافة الاجتماعية، فالإسلام برأي الهضيبي يجب أن يشمل كل ذلك، وهو ما أوقعه في أخطاء عقائدية، إذ اعتبر الهجوم السياسي على الإسلاميين أو رفض أفكارهم من أي فصيل معارض، موجه للإسلام نفسه وليس لأنصار هذا الفكر .
كان الهضيبي يعتقد في "كمال الجماعة" إيمانها بالنسبة له هو الإيمان الصحيح والعكس، ولهذا اعتبر دائما أن الخارج عليها ليس من الإسلام في شيء، ونصت على ذلك العديد من مؤلفاته.
في مثل هذا اليوم من عام 2004، توفى المرشد السادس للجماعة، تاركا خلفه جدلا لن ينتهي، سواء عنه أو عن جماعة الإخوان .