لماذا يرفض الإسلاميون "الحداثة" ويعتبرونها ألد أعدائهم؟
الحداثة هي العدو الأكبر للجماعات الإسلامية، على مدار العقود الماضية كان رفضها ومحاربتها من أهم نقاط الإلتقاء بين جميع التيارات الدينية، من الإخوان حتى داعش وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة، كل خلافاتهم انصهرت أمام التوحد على قطع الطريق أمام توطينها في بلاد المسلمين.
الحداثة في أبسط تعريفاتها هي تمكين الحرية والعقل من المجتمعات، ولهذا لايقبل الإسلاميون من منتجاتها إلا المتربط فقط بالتقدم التكنولوجي.
لكن المرتبط بالسياسة والاقتصاد والفكر والدين يرفضونه بشدة، لأنها تخرج المسلم من عباءة الوصاية على الدين التي هي جوهر مشروع الإسلاميين بمختلف ألوانهم وأشكالهم، من السلفية الوهابية إلى فكر الخميني .
ثوابت الإسلاميين العدائية تجعلهم يرفضون الانحياز للتجديد والعقل، وربما ذلك أبرز ما يفسر تراجع حزب العدالة والتنمية في تركيا، وانجرافه مع كل حلفاءه من الإسلاميين نحو ديكتاتورية ستأخذهم قريبا إلى السجون والمعتقلات.
أغلقوا المجال العام وضيقوا على المعارضيين بل وحتى المخالفين لهم من نفس التيارات على شاكلة أحمد داوود أغلو، رئيس الوزراء الأسبق الذي طرد من السلطة والحزب الحاكم الذي ساهم في تأسيسيه لمجرد اختلافه م السياسات القمعية للنظام.
عبد الله العتيبي، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى إن الإخون ترفض الحداثة لأنها ستخرج أتباعها عن محيط ثقافتها الضيقة المرتبطة بالسمع والطاعة، والتي تضمن لها السيطرة على القطيع بلا حراك أو تذمر.
يلفت العتيبي إلى أن الإخوان جماعة تبشيرية منذ انطلاقها، فهي غير معنية بتحديث المجتمع وأفكاره وقناعاته لمصلحه جميع أبناءه، بل أكثر مايهمها دعوة الجميع للالتحاق بها وتنفيذ أهدافها وخدمة غاياتها، على نفس الدرب تسير كل التيارات الإسلامية.
يوضح الباحث أن الجماعات الدينية ولاسيما الإخوان تعرف جيدا أن الدولة الحديثة عصية على أفكارهم وقناعاتهم، لافتا إلى تسبب أفكارهم الظلامية في مطاردتهم من كل الأنظمة التي عملوا داخلها أو التي صعدوا إلى سدة الحكم فيها، وحظرهم وملاحقتهم بقوة القانون وسلطة القضاء.
واختتم: الإسلاميون لاعلاقة لهم بالحداثة، بل هم إناس مخربون في أغلبهم، يعادون الاستقرار وينشدون الفوضى وينشرون الرجعية .