رئيس التحرير
عصام كامل

"الصرماتي الحكيم".. "صبري" يصنع الأحذية يدويا ويجيد ارتجال الزجل.. ويؤكد: "المهنة نعمة ربنا للفقير تستره وسط الناس"l فيديو

فيتو
"محدش خالي من الهم حتي الشعاب فوق جريدة
واوعي تقول للندل يا عم حتي لو كان روحك في إيده

مين في همي بكي معايا، دنيا علينا غاليه
المعني تحكم راجل في دنيته والاساس تبقي ولية"


كلمات مستمدة معانيها من مربعات الشاعر الشعبي ابن عروس أحد أهم روافد الفن الشعبي في صعيد مصر في القرن التاسع عشر، واليوم في القرن الواحد والعشرين يرددها شاب ثلاثيني العمر يفترش الأرض بالقرب من محطة سكك حديد قنا، وإلي جواره أدواته التي يستخدمها في مهنته التي يرى البعض أنها ربما تكون في طريقها للانقراض، وهي تصليح الاحذية يدويا.

الشاب "الصرماتي" الذي يردد شعرا قديما كمهنته، متقمصا دور شيخ يعبر عن خبراته في الحياة أثناء عمله الشريف الذي يتكسب به قوت يومه، أثبتت كلماته لمراسلة "فيتو" أن الحياة علمته حكمتها مبكرا.


علمني الرصيف
بدأ صبري سعيد أبوالوفا، من مواليد 17 سبتمبر للعام 1985، بمركز قوص جنوب محافظة قنا ،حديثه قائلا "مهنتي صرماتي أو منقل كما يطلق عليه أهل الصعيد الجواني".

وتابع: "تعلمت الكثير في هذه المهنة ومنها أن الشخص الذي يتقن العمل ربنا بيوسع رزقه وبيفتح له ابوب الخير، مشيرا الي أن المهنة ليست صعبة فقد تعلمها عندما كان سنه 15 عاما.

وفاة والدي
وأشار "صبري" الي أن والده توفي عندما كان تلميذا في الصف الخامس الابتدائي، وله شقيق أخر ولكن لظروف المعيشة الصعبة لم يستطيع استكمال تعليمه وترك المدرسة في هذا العمر، ومن هنا بدأت رحلة الكفاح في تعلم المهنة علي الأرصفة.

ونوه "صبري" الي أنه يعمل في عادة تدوير الأحذية، بالإضافة إلي تصنيع الحذاء كاملا بشراء النعل واختيار الجلود ويترك للزبون حرية اختيار الشكل واللون وكل هذا العمل كله بشكل يدوي ، مضيفا "بالنسبة لي كشغل اتقنه حتي ولا اجدع مصنع في الدنيا يقفل مثلي ".

مرحلتان
وأستطرد "صبري" في شرح مهنته قائلا " المهنة تتم على مرحلتين وهي الشغل اليدوي الخاص بتقفيل الأحذية ، والآخر هو أنني استطيع بأمر الله تقفيل اي شيء من عقد وغيره حرفي ومهني أستطيع إنجازه بشكل احترافي ".

وأشار "صبري" إلي أن المهنة نعمة من نعم كثيرة منحها الله للغلابة للتميز والستر الناس قائلا " المهنة حاجة كبيرة قوي"، ومهما كانت الصعاب سوف تصل هذه قوانين الهيه لا تتغير، أهم شيء أن يتحمل الإنسان التي ارتضي العمل بها .

الشعر والربابة
وعن ذلك قال "صبري" أنني عندما أخلو الي نفسي في غرفتي المتواضعة ابدأ العزف وارتجال أو تأليف الشعر كما يحلو لكم من اختيار الألفاظ لا مانع لدي .

ونوه إلي أن ما أقوله من شعر أو اعزفه من موسيقي هبة لي من المولي عز وجل ، أكون سعيدا ومبسوطا به .

صيد السمك
وأكد "صبري" أن صيد السمك في وقت العصاري هواية جميلة تعلمه الصبر،  الذي يحمل جزءا من اسمه ومنحه له الله في حياته التي شاهد فيه الكثير حتي اعتقد البعض أنه كبير في السن لصعوبة ما أردده من كلمات .

وأشار "صبري" الي أن الصيد علي ضفاف نهر النيل جميل، يمنحنا نزهة في توزيع الرزق، ومن هنا وهنا تمضي الحياة ونكتسب لقمة عيشنا بالحلال .

امنية

واختتم حديثه قائلا "الحياة هبة من الله للإنسان علينا نتذكر كل ما يمر بنا لندرك عظمة المنح التي اعطانا اياها المولي عز وجل، وأتمني أن يرفع الله عنا كل شر ويبعد شر انفسنا ونتذكر أن هنا رب في السماء سوف يحاسب من يظلم الغلابة ".













الجريدة الرسمية