رئيس التحرير
عصام كامل

المرصد الفلكي.. جولة فضائية من أعلى قمة جبل القطامية بـ"ضغطة زر" | فيديو وصور

فيتو
بعيدا عن صخب العاصمة، وفوق جبل يصل ارتفاعه إلى 480 مترا عن سطح البحر، يقع المرصد الفلكي بطريق العين السخنة الذى يعد أكبر محطة فلكية في الشرق الأوسط، فهنا يتم رصد السماء  لتكشف ما تحويه من جمال. تصوب التلسكوبات نحوها ليتسنى للراصدين اكتشاف أسرارها، فهنا تسطع النجوم وتزين الشهب الليالى.




تاريخ المرصد
المرصد الفلكى بالقطامية التابع للمعهد القومى للبحوث الفلكية، أنشئ في ستينات القرن الماضى، وذاع صيته بعد أن شارك الأرصاد الدقيقة التي أخذت لسطح القمر لاختيار مواقع هبوط الإنسان على القمر، إلى جانب مشاركته في اكتشاف كوكب «بلوتو» وتتبع مذنب «هالى»، غير أنه ومع التوسع العمرانى للعاصمة القاهرة، تسلل التلوث البصرى للمرصد، الأمر الذي يؤثر على صفاء السماء وبالتالى عملية الرصد، لكن جاءت محطة «الأقمار الصناعية والحطام الفضائى» لتجدد المرصد وتمنحه قبلة الحياة.



جولة فضائية
داخل المرصد يوجد مبنى «محطة رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائى» مكون من ثلاثة طوابق، الطابقين الأول والثانى خصصا استراحة للفلكيين وللمعامل والأبحاث، أما الطابق العلوى فتجرى به عملية رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي من خلال تلسكوب بصرى بقطر 11 بوصة، ملحق به كاميرا عالية الحساسية مزدوجة الشحن، ويبلغ مجال الرؤية للنظام ما يقرب من 8 درجات مربعة (3.4 × 2.3 درجة)، وتوجد قبة فلكية بقطر 3 أمتار تفتح «أوتوماتيك» بمحاذاة أفق الراصد، ما يسهل عملية الرصد والتتبع السريع للأجسام منخفضة الارتفاع.


الأكبر في الشرق الأوسط
الدكتور جاد القاضى، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أكد أن «محطة رصد الحطام الفضائى من أهم وأحدث محطات الأقمار الصناعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نظرا لما بها من إمكانيات متقدمة، لرصد الأقمار الصناعية وتتبعها».


ولفت إلى أن «رصد الأقمار الصناعية أمر هام، لكن الجديد هو الحطام الفضائى وتتبعه نظرا لما يشكله من تهديد للأقمار الصناعية قد تصل إلى تدميرها».


وأوضح «القاضي» أن «اقتراب الحطام الفضائى من الغلاف الأرضى ونزوله على منطقة مأهولة للسكان سيتسبب في دمار كبير، ورغم أننا في منطقة بعيدة عن الحطام الفضائى، لكن لا بد من عملية الرصد».


التوسع العمراني
وعن تأثر المرصد الفلكى بالتوسع العمرانى، قال رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية: التوسع العمرانى يؤثر على الرصد البصرى لأنه يتم ليلا، فالرصد الفلكى بدأ مع مرصد بولاق 1839م، وعند وصول التلوث البصرى للعباسية انتقل إلى حلوان في 1903 م ومن حلوان إلى القطامية 1954م، وبسبب التوسع العمرانى للقاهرة، صدر قرار من رئيس الوزراء – آنذاك- بإنشاء مرصد جديد، وتم اقتراح مكانين تحت الدراسة، وهما جبل الرجوم بجنوب سيناء وجبل الزبير قبل الغردقة.


والدراسات تتراوح ما بين سنة إلى 4 سنوات لبحث الظروف الفلكية المناسبة لاتخاذ قرار إنشاء المرصد الجديد والذي سيتضمن تليسكوب بصرى 6 أمتار ونصف متر وبقدرات أعلى من التليسكوب المتواجد حاليا وحول طريقة عمل المحطة والمرصد.


غرفة التحكم
وأجرت «فيتو» جولة داخل «غرفة التحكم»، حيث يمكن رؤية الفضاء والسفر إليه عن طريق الضغط على بعض «الأزرار» في لوحة المفاتيح.


وبحسب الدكتور محمد صادق باحث في قسم الفلك، رئيس المرصد الفلكى بالقطامية، فإن المرصد هو أقدم مرصد في الشرق الأوسط، ويعمل في تتبع الأجرام السماوية والمجرات، فضلا عن إجراء الأبحاث في علوم الفلك، والمرصد في البداية كان يتم تشغيله بنظام «شبه أوتوماتيك»، أما الآن فيمكن الآن التحكم في حركة التليسكوب والقبة معا بكل سهولة.


وأضاف «صادق»: المرصد يعمل من خلال «سوفت وير» داخل غرفة التحكم، حيث يتم وضع إحداثيات الجرم السماوى المراد رصده أو تتبعه، وبعد ذلك يتم توجيه التلسكوب بأمر «GO TO» ليتوجه نحو الإحداثيات التي تم إدخالها وتتحرك مع التلسكوب قبة المرصد لتبدأ عملية الرصد، وبعد تحرك التلسكوب نحو الجرم المراد رصده تصور الكاميرات المتواجدة على التليسكوب الجسم ما يقرب من 100 : 200 وضع وصورة، ويتوقف عدد الصور على ظروف الطقس والآلية التي يتم الرصد بها. 


كما أنه لا بد من شحن الكاميرا بـ«نيتروجين سائل» لضبط حرارتها، حتى لا تكون هناك حرارة على شرائح السليكون، وبالتالى تخرج الصورة نقية جدا، لأن هذه الصور تجرى عليها دراسات، مثل عمليات تصوير المجرات الخارجية.




نقلًا عن العدد الورقي...
الجريدة الرسمية