الكاتب موسى صبري يحكى آلامه قبل الرحيل
فى حوار أجراه الصحفى مفيد فوزى نشر بمجلة "صباح الخير"، مع الكاتب الصحفى الكبير موسى صبرى.. وكانا صديقين، وهو يعانى المرض فى أيامه الاخيرة، بعد أن عاد من رحلة علاج فى أمريكا عام 1992.
ووصف مفيد فوزى صداقته بصبرى بأنها صداقة قلب وعقل وسط مصالح زائفة يطلق عليها صداقة.. كما أن الصداقة هى بكاء بعيون الآخرين.
قال الأستاذ موسى صبرى فيه:
إن الذى يعذبنى أن عقلى لم يفقد قط يقظته، فأنا أتابع من سرير المرض القاسى كل ما يجرى فى مصر والدنيا.. ولكن الألم غير المحتمل يعوقنى.. فأنا أتكلم الأن من عقل قلبه قعيد.. حتى أصبح المقال الواحد اكتبه فى ثلاثة أيام، وايضا فى فترات خمود الألم فقط.
الألم يخرس كل شيء، وكذاب من يدعى أنه يستطيع ان يتحدى الالم، خاصة فى مثل حالتى التى صاحبت ضمور عضلاتى، لقد كانت آلامى فظيعة لا تحتمل، وفى أمريكا استطاعوا بجلسات الاشعة ان يخلصونى نسبيا من هذه الآلام، واستغرقت المسألة 30 جلسة، ولكن حل محل الالم حالة تشبه "الكومة".. أنا فى الغالب غائب او نصف غائب.
وانى اتعذب من هذا النصف غياب، وفى جسمى حاجة غريبة كل مافيه يعمل بأداء سليم القلب والضغط والمعدة والكبد، وفى نفس الوقت لا استطيع السيطرة على جسمى؛ لأن العضلات ضمرت فلا أستطيع أن اتحرك سنتيمترا واحدا.. ولذلك فمشكلتى الحقيقية انى انتظر الموت والموت لا يجيء.
موسى صبرى يكتب: الشرقاوى توأم عمرى
كان مفيد فوزى قد وصف موسى صبرى بالمقاتل، وأنه كيف يتمنى الموت، فقال موسى: "لقد كنت المقاتل سابقا وأين الجبهة التى أنقل اليها معاركى وأنا اهوه على سرير المرض وغرفة ضيقة وتليفون لا يكف عن الرن".
اما إرادتى الآن فليست صلبة بعد أن أصبحت وهما لأنى كنت اتصور ان العضلات ستعود الى ماكانت عليه قبل المرض، لكن الحالة تتدهور وكل يوم يمر تقل قدرتى على السيطرة، وانا اعى هذا تماما.. ومن يقول ان فلانا عنده ارادة وصلابة ويتحدى الموت، وسوف ينتصر يكذب على نفسه.. وانا لا أكذب على نفسى ولا اخدعها.. والتفاؤل اصبح مشطوبا من ذاكرتى، شطبه الالم لكن حب الناس هو واحد من المسكنات فكيف ابتسم واتفاءل والالم ينخر فى جسدى كالسكين؟!".
واضاف صبرى: فى هولندا أقروا مبدأ ان يساعد الطبيب مريضه على التخلص من آلامه وهى مسألة مشروعة هناك، وهى قضية مثارة فى امريكا بين التأييد والرفض.. إن اقسى ما فى الوجود أن تفقد الحركة.
ووصف مفيد فوزى صداقته بصبرى بأنها صداقة قلب وعقل وسط مصالح زائفة يطلق عليها صداقة.. كما أن الصداقة هى بكاء بعيون الآخرين.
قال الأستاذ موسى صبرى فيه:
إن الذى يعذبنى أن عقلى لم يفقد قط يقظته، فأنا أتابع من سرير المرض القاسى كل ما يجرى فى مصر والدنيا.. ولكن الألم غير المحتمل يعوقنى.. فأنا أتكلم الأن من عقل قلبه قعيد.. حتى أصبح المقال الواحد اكتبه فى ثلاثة أيام، وايضا فى فترات خمود الألم فقط.
الألم يخرس كل شيء، وكذاب من يدعى أنه يستطيع ان يتحدى الالم، خاصة فى مثل حالتى التى صاحبت ضمور عضلاتى، لقد كانت آلامى فظيعة لا تحتمل، وفى أمريكا استطاعوا بجلسات الاشعة ان يخلصونى نسبيا من هذه الآلام، واستغرقت المسألة 30 جلسة، ولكن حل محل الالم حالة تشبه "الكومة".. أنا فى الغالب غائب او نصف غائب.
وانى اتعذب من هذا النصف غياب، وفى جسمى حاجة غريبة كل مافيه يعمل بأداء سليم القلب والضغط والمعدة والكبد، وفى نفس الوقت لا استطيع السيطرة على جسمى؛ لأن العضلات ضمرت فلا أستطيع أن اتحرك سنتيمترا واحدا.. ولذلك فمشكلتى الحقيقية انى انتظر الموت والموت لا يجيء.
موسى صبرى يكتب: الشرقاوى توأم عمرى
كان مفيد فوزى قد وصف موسى صبرى بالمقاتل، وأنه كيف يتمنى الموت، فقال موسى: "لقد كنت المقاتل سابقا وأين الجبهة التى أنقل اليها معاركى وأنا اهوه على سرير المرض وغرفة ضيقة وتليفون لا يكف عن الرن".
اما إرادتى الآن فليست صلبة بعد أن أصبحت وهما لأنى كنت اتصور ان العضلات ستعود الى ماكانت عليه قبل المرض، لكن الحالة تتدهور وكل يوم يمر تقل قدرتى على السيطرة، وانا اعى هذا تماما.. ومن يقول ان فلانا عنده ارادة وصلابة ويتحدى الموت، وسوف ينتصر يكذب على نفسه.. وانا لا أكذب على نفسى ولا اخدعها.. والتفاؤل اصبح مشطوبا من ذاكرتى، شطبه الالم لكن حب الناس هو واحد من المسكنات فكيف ابتسم واتفاءل والالم ينخر فى جسدى كالسكين؟!".
واضاف صبرى: فى هولندا أقروا مبدأ ان يساعد الطبيب مريضه على التخلص من آلامه وهى مسألة مشروعة هناك، وهى قضية مثارة فى امريكا بين التأييد والرفض.. إن اقسى ما فى الوجود أن تفقد الحركة.