رئيس التحرير
عصام كامل

مسلسل التنمر على ذوي الاحتياجات عرض مستمر.. تعليق شاب بالشرقية.. إلقاء عجوز في مصرف قمامة.. ومطالب بإعادة تدريس مادة الأخلاق

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
التنمر أحد السلوكيات الإجرامية التي قد تصيب ضحيتها باكتئاب وأمراض نفسية، خاصة إذا كان الضحية من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يحتاجون للاحتواء والتعامل معهم بالحسنى، ولكن لا يدرك البعض خطورة ما يفعلونه بهم من تنمر .


الشرقية
وقام عدد من الأشخاص بالتنمرعلى شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة بقرية "الصورة" التابعة لمركز كفر صقر بالشرقية، حيث ربطوه على باب حديدي بدافع السخرية منه وقيام مصور الفيديو بنشره على صفحته على موقع فيس بوك.

ونجحت وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام» من رصد الفيديو لشخص مُعلَّق بجدارِ عقارٍ تحت الإنشاء للسخرية منه والتنمر عليه.

وبعرض الأمر على النائب العام أمر بالتحقيق في الواقعة، وأسفرت تحرياتها عن تحديد شخصين صورا الواقعة وقاموا بنشرها، وتحديد شخصِ المجني عليه الذي تبين أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وبسؤال والده «بالنيابة العامة» قرر أن المتهمين استوقفا المجني عليه واصطحباه إلى عقار تحت الإنشاء ليسخرا منه بتعليقه من ملابسه على مسمار بجدار العقار وتصويره في تلك الحالة، وأنهما تعديا عليه بالضرب ونشرا صوره بقصد السخرية منه والتنمر عليه، وقد شهد المجني عليه بذات المضمون في التحقيقات. 

وباستجواب «النيابة العامة» المتهمين أقرا بارتكابهما الواقعة على نحو شهادة المجني عليه ووالده بقصد المزاح معه، وأن أحدهما نشر الصور المتداولة بمواقع التواصل الاجتماعي لهذا الغرض وأمرت «النيابة العامة» بحبس المتهمينِ أربعة أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات، وجار استكمالها.

الدقهلية
ومنذ عدة ساعات، نشر عدد من المتابعين على الفيس بوك فيديوهات قيام عدد من الشباب بالاعتداء والتنمر على أحد المعاقين ذهنيا ويظهر من الفيديوهات تكرار التنمر والاعتداء على نفس الشخص من قبل نفس الشباب.

ويظهر بالفيديو الأول قيام الشباب بربطه بحبل من رقبته واجباره على ركوب «توك توك» ونقله لمكان الاعتداء ثم جره من رقبته مع ضربه على وجهه وفى انحاء متفرقه من جسمه، مع نعته بألفاظ نابية، بينما يصرخ من التعذيب والضرب ويحاول تخليص نفسه لكن يفشل.

وفى الفيديو الثانى يظهر نفس الأشخاص وهم يعتدون على أحد ذوي الهمم ويربطونه في عمود كهرباء ثم يخوفونه بـ«ولاعة» مشتعلة، وهو يصرخ ويسبوه بألفاظ نابية، ثم يتدخل أحدهم ويفكه، ثم يقوموا بحرق الحبل وهو مربوط في يده والعمود، ثم يرموه على الأرض.

وتكثف مديرية أمن الدقهلية من جهودها لضبط المتهمين، وأكدت التحريات أن المجنى عليه يدعى «بكار» وهو من ذوى الإحتياجات الخاصة، وأن مجموعة من الشباب اعتادوا التعدى عليه ونشر عدد من الفيديوهات، شكل مدير المباحث فريق بحث لسرعة ضبط المتهمين وإحالتهم للنيابة العامة.

سوهاج
تلك الواقعة لم تكن الأولي من نوعها، فمنذ عدة شهور أظهرت لقطات فيديو انتشرت على نطاق واسع عبر منصات السوشيال ميديا، شابان يتجهان نحو رجل مسن معاق في سوهاج كان يقف على حافة مصرف مائي في إحدى القرى، ويستعد أحدهما للاعتداء على الرجل العجوز فيما يقوم آخر بتصوير الواقعة.

وحينما وصل الشابان إلى المسن تأهب الأخير لهما بإمساك "طوبة" للدفاع عن نفسه حال الاعتداء عليه، حيث قال أحد الشباب له :"يا عم عاشور.. ماله ده بيك؟" فرد المسن :"ده هيشتم ياعم"، بينما قال شاب آخر:"معلش ياعم"، ثم قال أحدهما أيضا: "هو ده اللي مزعلك؟" فرد العجوز بـ"نعم" ثم قال الشاب "دقيقة هنصالحوك.. خد يا زناد"، وأثناء ذلك اقترب من العجوز شابا يرتدى قبعة حمراء ودفعه بيده ليرمى بالمسن في المصرف الملوث بالقمامة من كل جانب، ثم انهالت الضحكات والسخرية من الشباب، وحاولوا منعه من الخروج من المصرف بإلقاء القمامة عليه في مشهد مؤسف، أمرت نيابة مركز المراغة بحبس الشاب وأصدقائه.

عقوبة التنمر
ويعاقب المتنمر بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تزيد على 30 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، تشديد العقوبة إذا توافر أحد ظرفين، أحدهما وقوع الجريمة من شخصين أو أكثر، والآخر إذا كان الفاعل من أصول المجني عليه أو من المتولين تربيته أو ملاحظته أو ممن لهم سلطة عليه، تشدد العقوبة أيضا إذا كان مسلماً إليه بمقتضى القانون أو بموجب حكم قضائي أو كان خادماً لدى الجاني، لتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه، ولا تزيد على 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، ومضاعفة الحد الأدنى للعقوبة حال اجتماع الظرفين وفي حالة العود تضاعف العقوبة في حديها الأدنى والأقصى.

التحليل الاجتماعي
وتعقيبا علي ذلك، تقول الدكتورة سامية خضر أستاذة علم النفس الاجتماعي بجامعة عين شمس: هذا جرس انذار للاخلاقيات المصرية التي أصبحت في هبوط مستمر.

واشارت إلي أن تلك السلوكيات سببها تراجع القيم الأخلاقية عند بعض الشباب، فدائما ما يهرول الشباب دائما وراء ثقافة الشهرة والانتصار المزيف، فيظن أنه بالحصول على أكبر عدد لايكات ومشاهدات على وسائل التواصل الاجتماعي يكون قد أشبع بداخله الانتصار، مشيرة إلي أنه ينبغي علي المسئولين والآباء والمؤسسات التعليمية وضع لحد لظاهرة التنمر، والاهتمام بحسن تربية النشء وتعليمهم القيم الأخلاقية والاجتماعية السامية.

وأكدت "خضر" أن تلك السلوكيات محتاجة مواجهة مركبة، حيث يجب علي رجال الدين بالاهتمام بتوعية المصريين بخطورة التنمر، وتوحيد خطب التوعية في المساجد والكنائس بعواقب هذا السلوك وكيفية انتزاعه من سلوكيات أبنائنا، علاوة علي أنه يجب علي وسائل الإعلام والقائمين عليها الاهتمام بإطلاق حملات إعلامية للتوعية ضد التنمر والسلوكيات المعادية للقيم الأخلاقية والعادات والتقاليد التي تعود عليها المجتمع المصري، ودعوة المواطنين إلى تبني السلوك الأخلاقي الذي من شأنه الحفاظ على قيم وثوابت المجتمع، وتفعيل دور المجتمعات المدنية.

كما طالبت بإعادة تدريس مادة علم الاجتماع والأخلاق التي كانت تدرس فيما قبل، من قبل متخصصين حاصلين علي دورات تدريبية، يتناول المشاكل الاجتماعية مثل مشكلة الزيادة السكانية والتنمر والطلاق وقواعد تكوين الأسرة وغيرها من القضايا الاجتماعية، مشيرة إلي أن الدولة اهتمت بالتنمية الاقتصادية الكبري ولكن أهملت الثقافة والفكر و الفن لا تهتم بالأفلام التي تتناول تلك الامور، وتركت الشباب لأهواء السوشيال ميديا وأهواء أمريكا، فلم تصبح للقيم المصرية والروحنيات أي أهمية في السياسة المصرية.
الجريدة الرسمية