رئيس التحرير
عصام كامل

كيف بدأت الأحداث الدامية في مبنى الكونجرس الأمريكي؟

الكونجرس
الكونجرس
كانت ليلة دامية في أمريكا سيشهد التاريخ أنها من أسوأ أيام الولايات المتحدة حيث اقتحم المئات من المتظاهرين مبنى الكابيتول الأمريكي  خلال اجتماع الكونجرس للتصديق على أصوات المجمع الانتخابي.


بدأت الحكاية بتحريض من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي شجع مؤيديه لحضور التجمعات التي تطعن في نتائج الانتخابات قبل وقت قصير من المشهد الفوضوي.

وبدأ المشاغبون في إسقاط الحواجز أمام مبنى الكابيتول وتجاوز ضباط الشرطة. ثم ركض أنصار ترامب على الدرج وطرقوا الأبواب بقوة وحاولوا دخول المبنى عبر النوافذ.

وبمجرد وصولهم إلى مبنى الكابيتول، بدأ المشاغبون في تحطيم النوافذ للدخول شاقين طريقهم إلى المبنى، وهم يصرخون "تحركوا تحركوا"، بحسب ما نقلته "صحيفة "واشنطن بوست".

وركض مثيرو الشغب عبر القاعات، وحاولوا اقتحام الأبواب المغلقة واشتبكوا مع الشرطة. وبعد الساعة 2 ظهرًا بقليل بحسب التوقيت المحلي، أمرت شرطة الكابيتول جميع الموظفين والصحفيين وأعضاء مجلس الشيوخ القريبين بالدخول إلى غرفة مجلس الشيوخ، التي تم إغلاقها.

ونشر أعضاء في الكونجرس مقاطع فيديو وصورًا قالوا فيها إنهم سيتلقون أقنعة غاز لحمايتهم من الغاز المسيل للدموع مع تصاعد الخلاف. وقام ضباط الأمن بإخراج الأسلحة استعدادا لإطلاق النار بعد أن حطم مثيرو الشغب نوافذ باب غرفة مجلس النواب. حينها سارع الناس للبحث عن ملاذ مع ورود تقارير عن إطلاق نار.

وتظهر صور أحد الرجال الذين اقتحموا مبنى الكابيتول وهو جالس في مكتب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وقدميه على الطاولة ومعه ملف مكتوب عليه لن نستسلم. 

وأطلق النار على امرأة وسط تصاعد العنف. ووصلت سيارة إسعاف إلى الزاوية الجنوبية الشرقية لمبنى الكابيتول. وأعلنت الشرطة في وقت لاحق أن المرأة توفيت.

ويستمر ترامب التأكيد أن الانتخابات الرئاسية سُرقت منه. وقد ناشد التجمعات قبل وقت قصير من الاقتحام، لن نستسلم، لن نتنازل أبدا.

ورفض مجلس الشيوخ الأمريكي، بأغلبية ساحقة، صباح اليوم، اعتراض حلفاء الرئيس دونالد ترامب على تأكيد فوز الديمقراطي جو بايدن بولاية بنسلفانيا في انتخابات الرئاسة.

وصوت مجلس الشيوخ بأغلبية 92 صوتا مقابل سبعة أصوات برفض الاعتراض، وقال زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ، السناتور ميتش ماكونيل، بعد التصويت إنه "لا يتوقع أي تصويت آخر للطعن على نتائج المجمع الانتخابي"، وذلك حسب وكالة "رويترز".

ورفض المجلس، في الساعات الأولى من اليوم، بأغلبية ساحقة، اعتراض حلفاء للرئيس دونالد ترامب على تأكيد فوز الديمقراطي جو بايدن بولاية أريزونا في انتخابات الرئاسة، وصوت، بأغلبية 93 صوتا مقابل ستة أصوات برفض الاعتراض.

واستأنف مجلس الشيوخ الأمريكي، في وقت سابق، اليوم الخميس، انعقاده بعد إغلاق مبنى الكونجرس لساعات بسبب اقتحام أنصار ترامب له.

واقتحمت حشود من أنصاره الرئيس الأمريكي الحواجز التي وضعتها الشرطة حول مبنى الكونجرس، وصعد أنصار الرئيس الأمريكي إلى الباحة الرئيسية للمبنى، ورفعوا أعلاما مناصرة لترامب، ورددوا هتافات رافضة لنتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية التي أسفرت عن فوز منافسه الديمقراطي، جو بايدن.

وفي وقت سابق من مساء أمس الأربعاء، أعلنت السلطات الأمريكية فرض حظر تجول في العاصمة واشنطن اعتبارا من الساعة الـ 6 مساء وحتى الـ 6 من صباح الخميس.

وأفادت وسائل إعلام أمريكية أمس الأربعاء برفع جلسة مجلس الشيوخ الأمريكي بعد اقتحام شرفات مبنى الكونجرس.

وفي وقت سابق، أكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن الشرطة الأمريكية أخلت مبنيين في الكونجرس الأمريكي مع اقتراب متظاهرين.

ووقعت اشتباكات مساء أمس الأربعاء بين عناصر الشرطة الأمريكية والمتظاهرين في محيط مبنى الكونجرس، قبيل ساعات من الإعلان الرسمي عن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية.

وبحسب شبكة «العربية» الإخبارية، أطلقت الشرطة الأمريكية، قنابل الغاز المسيلة للدموع، لمنع المتظاهرين من اقتحام مبنى الكونجرس.

ومساء أمس الأربعاء، دعا الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب أنصاره للزحف نحو مبنى الكونجرس.

وقال ترامب أمام أنصاره: "الانتخابات سُرقت من اليسار الاشتراكي والإعلام الزائف.. ويجب تصويب الأمور لتفادي دمار الولايات المتحدة"، مشددا على أن الديمقراطيين قاموا بتزوير الانتخابات.

وأوضح الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، أن إدارته قامت بالعديد من الإنجازات على مدى السنوات الأربع الماضية.

وتابع ترامب: "على مايك بنس أن يعيد النظر بشأن المصادقة على الانتخابات في الكونجرس.. وإذا لم يرفض بنس نتائج الانتخابات سيكون يوما حزينا لأمريكا".

وأكد الرئيس الأمريكي، لأنصاره المحتشدين في العاصمة واشنطن أنه لن يعترف بخسارة الانتخابات الرئاسية.

وأضاف: "لا أحد يستطيع أن يصدق بأن لدى بايدن 80 مليون صوت.. ولا يمكن العيش مع رئيس خسر الانتخابات"، معربا عن آماله في أن يقوم مايك بنس بدوره، ويرفض الاعتراف بالانتخابات.

الجريدة الرسمية