رئيس التحرير
عصام كامل

سر لجوء زكريا أحمد للمحاكم ضد أم كلثوم

الموسيقار زكريا احمد
الموسيقار زكريا احمد

موسيقار وملحن شهير قدم أكثر من ألف لحن موسيقى، منها 61 لأم كلثوم وحدها، ومن أشهر مونولوجاته "يا أهل المغنى دماغنا وجعنا "و "ياحلاوة الدنيا ياحلاوة ".



الملحن زكريا أحمد ـ ولد فى مثل هذا اليوم 1891 وقدم الموسيقى التصويرية للعديد من أفلام الثلاثينات والاربعينات،  كما قام بتلحين أغنيات الأفلام مثل  نرجس، حبيبتى سوسو، قيس وليلى، مصنع الزوجات، المتهمة، الشريدة، ليلى بنت مدارس، القلب له واحد وغيرها، وقام بالتمثيل فى فيلم واحد هو انشودة الفؤاد عام 1932 ،
من اشهر الاغنيات التى لحنها وغناها بصوته عام 1960 "الورد جميل جميل الورد " ، "ياصلاة الزين على عزيزة ". 

تأثر الموسيقار زكريا أحمد بأغانى سيد درويش والحانه وهو الذى نصحه بالحضور الى القاهرة، واشترك فى دعوة ام كلثوم فى بداياتها للحضور الى القاهرة لبدء نشاطها.

وحول لقائه بام كلثوم ينقل عنه الصحفى صبرى أبو المجد  في كتاب بعنوان ذكريات زكريا أحمد مع ام كلثوم: 

عرفت ام كلثوم وكانت قد جاءت الى السنبلاوين لتستمع الى صوتى ثم سمعتها وهى تغنى مع شقيقها خالد وزرتها فى قرية طماى الزهايرة واكلت عندها وزة على الطبلية ونصحتها بالغناء فى القاهرة .

قدم زكريا أحمد لأم كلثوم أغلب أغنياتها منها الآهات، الاولة فى الغرام ، أهل الهوى ياليل، هو صحيح الهوى غلاب معرفش انا، وهى من كلمات بيرم التونسى، نصرة قوية وفرحة هنية، غنيلى شوى شوى وخذ عينى .

الشيخ زكريا أحمد يتذكر ليالى رمضان الجميلة

ثم كانت الازمة والقطيعة بين أم كلثوم وزكريا أحمد مستفحلة، لأسباب مالية وحقوق أدبية لزكريا أحمد قدرها بأربعين ألف جنيه مقابل ألحانه، وهو ما أنكرته أم كلثوم في البداية، حتى أن زكريا كان يقول ساخرا:

فى شبابى ضحكت على أم كلثوم بأوزة ثمنها أربعة قروش، وهى الآن ضحكت على فى أربعين ألف جنيه.

وصل هذا الصراع الذي امتد بين عامي 1954 و1961 إلى ساحات المحاكم، ولم تفلح كل الجهود المبذولة فى التوصل إلى مصالحة بينهما. 



لكن في النهاية وبعد أن جمعهما القاضي الذي كان ينظر في الدعوى وأشاد بهما وأكد أن الجيل كله يتطلع إليهما، وأنه هو نفسه غير قادر بالنطق بالحكم على أي منهما، ودعاهما برجاء حار أن يوقفا هذه الدعاوى التي تسيء إليهما قبل أي شخص آخر.

هنا اندفع الشيخ زكريا أحمد وقرر الاستجابة لطلب القاضي وسحب الدعوى، فما كان من أم كلثوم إلاّ أن أعلنت أنها ستقدم له كل ما يطالب به عن طيب خاطر، وهكذا طويت صفحة مهمة من تاريخ أم كلثوم وصراعاتها على يد القاضي عبد الغفار حسن رئيس المحكمة، إلا أن القدر لم يمهل زكريا أحمد للتعاون مرة ثانية مع أم كلثوم فرحل عام 1961.

الجريدة الرسمية