رئيس التحرير
عصام كامل

ولي العهد السعودي: قمة مجلس التعاون غدا توحد الصف

ولي العهد السعودي
ولي العهد السعودي
أكد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مساء اليوم الإثنين أن قمة مجلس التعاون غدا ستكون قمة جامعة للكلمة وموحدة للصف.

وقال ولي العهد السعودي: "سياسة المملكة بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، قائمة على نهج راسخ قوامه تحقيق المصالح العليا لدول مجلس التعاون والدول العربية".


وخلال اليومين الماضيين، كلف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أمين عام مجلس التعاون الخليجي بتوجيه دعوة إلى قادة دول المجلس لحضور القمة الخليجية الـ41 ومن بين المدعوين أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وهي القمة التي كان مقرر لها أن تنعقد في البحرين، ولكن تم نقلها إلى الرياض، كنوع من التمهيد للمصالحة، حسبما رأت صحف خليجية، على اعتبار أن التقاليد والأعراف الخليجية تعتبر بمكانة المملكة القيادية بالخليج، وذهاب أمير دولة قطر إليها يعني اعترافا متجددا بهذه المكانة، وربما هذه الخطوة هي أحد أبرز “لتفاهمات” التي جرى التوصل إليها عبر الوسيط الكويتي.

مؤشرات تهدئة سعودية قطرية
ومن المؤشرات التي أظهرت نوع من تهدئة الأجواء خاصة بين السعودية وقطر، الموقف الذي جرى خلال عرض ملفات الدول المترشحة لاستضافة الدورة الـ21 للألعاب الآسيوية عام 2030، عندما قال شقيق أمير قطر، الشيخ جوعان بن حمد، رئيس اللجنة الأولمبية القطرية،: "السلام عليكم، أسعد الله صباحكم، قبل أن أبدأ كلمتي أود أن أحيي فريق ملف الرياض 2030 الذي يرأسه زميلي الأمير عبدالعزيز وتهانينا"، ورد عليه الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة السعودي، وقال: "دعوني أبدأ بتوجيه الشكر للشيخ جوعان بن حمد على التزامه تجاه الرياضة".

توتر بحريني قطري
من جهة أخرى، شهدت العلاقات بين البحرين وقطر توترًا شديدًا، بعد ادعاء قطر ا قيام أربع طائرات مقاتلة بحرينية باختراق الأجواء القطرية يوم الأربعاء 9 ديسمبر، وإبلاغها مجلس الأمن بالواقعة.

وفي رسالة وجهها المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة، السفير جمال فارس الرويعي، إلى كل من رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر، السفير جيري ماثيوز ماتجيلا، المندوب الدائم لجنوب أفريقيا، وإلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أوضح أن ادعاءات قطر "الباطلة هي، وللأسف، جزء من التحريف المستمر والمتصاعد الذي تمارسه دولة قطر بهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وبالتالي تفاقم التوترات الإقليمية، حيث توضح مثل هذه التصرفات عدم المصداقية والتناقض وتتنافى مع مبادئ حسن الجوار التي نصت عليها المواثيق الدولية والتي تدّعي دولة قطر الالتزام بها".

وساطة الكويت
مصادر دبلوماسية أمريكية، ذكرت أن الكويت نجحت في قطع شوط كبير في تقريب وجهات النظر بين السعودية والإمارات والبحرين، من ناحية، وقطر من ناحية ثانية، وأن انفراجاً متوقعاً «في وقت قريب» بين الفريقين منذ اندلاع الأزمة الخليجية في يونيو العام 2017.

وقالت المصادر لصحيفة «الراي» الكويتية، إن ما تعرفه حتى الآن، هو أنه تم الاتفاق على تسوية، وأنه من غير المفهوم ما الذي يعيق المباشرة بتنفيذها، موضحة أن التسوية المتفق عليها تبدأ بتهدئة إعلامية من الجانبين، لكن الاعلام لا يبدو أنه بدأ عملية المصالحة، إذ لا تزال معظم الوسائل الإعلامية تبث خطاباً غير مقبول لدى الطرف الآخر.

مراحل المصالحة
وشرحت المصادر أن الدبلوماسية الكويتية نجحت في ابتكار حلول ذللت بموجبها عقبات كثيرة، من قبيل أنه يمكن البدء بفترة انتقالية حتى يثبت خلالها الطرفان جديتهما في رأب الصدع والعودة إلى ما قبل يونيو 2017، وان مرت فترة ثلاثة الى ستة أشهر من دون تصعيد وشعرت كل الأطراف أن لا سبب يمنعها من التهدئة، فيحصل ذلك، وتكون التسوية على مرحلتين، تجريبية وكاملة.

وأكدت المصادر أنهم سمعوا من نظرائهم الكويتيين أن المقاطعة لا يجب أن تؤدي أبدا الى قطع التواصل بين الأطراف المتخاصمة، بل أن استمرار هذه الأطراف بالحوار - المباشر ان أمكن - يسهل الأمور ويسمح بالإسراع في رأب الصدع.

أجواء هادئة وراء الشاشات
وقالت المصادر الأمريكية أنها سمعت أفكاراً كثيرة من الجانبين، وأنها سمعت من الطرف الكويتي ايجابيات كثيرة من الجانبين وموافقات كثيرة للبدء بمسيرة المصالحة، «لكننا لا نعرف ما الذي ينتظره الجميع اليوم، أو بكلام آخر، لا نعرف ان كان هناك زر يضغط عليه أحد حتى تبدأ عملية المصالحة، ومن يضغط الزر، ومتى»، ولفتت المصادر إلى حالة الود الظاهرة في خطابات الأطراف المعنية، واعتبرت أن«الأجواء خلف الأبواب الموصدة أكثر ودية بكثير منها عبر شاشات الفضائيات ونشرات الأخبار وبرامج الحوار».

الحضور القطري قائم
وتحدثت المصادر أيضا عن المشاركة القطرية في قمة الرياض،وقالت إن «المشاركة القطرية إمكانية قائمة، لكن الوقت قد يدهم الجميع من دون أن يسمح بانفراج مفاجئ»، موضحة أن«دول مجلس التعاون لطالما عقدت قمماً استثنائية طارئة بسهولة وسرعة»، وأنه «إن لم يتحقق أي اختراق في جدار الأزمة في القمة الخليجية، فيمكن أن يتحقق الاختراق في أي وقت لاحق، ويمكن عقد قمة استثنائية سريعة للتأكيد على المصالحة ورأب الصدع».

الموقف الأمريكي
وحسب المصادر، فان الرئيس دونالد ترامب، الذي يغادر البيت الأبيض في 20 يناير المقبل، كان قد قام بمحاولة أخيرة لدعوة زعماء الدول الخليجية الى قمة في منتجع كامب ديفيد الرئاسي للإعلان عن المصالحة، لكن الفكرة لم تعد تبدو ممكنة في الأسابيع القليلة المتبقية للرئيس في البيت الأبيض، أما فريق الرئيس المنتخب جو بايدن، فهو يكاد يتفق مع فريق ترامب على ضرورة رأب الصدع الخليجي.

وسبق لمسئولي السياسة الخارجية في فريق بايدن، أن أعلنوا أن واشنطن في عهدتهم ستقوم بمحاولات لإعادة التلاحم بين واشنطن وحلفائها حول العالم، من ناحية، وبين حلفاء واشنطن بعضهم البعض، من ناحية ثانية، بما في ذلك بين الحلفاء الخليجيين.

دعوة الكويت
وفي 4 ديسمبر الجاري، أعلن وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر الصباح، "مساع حثيثة للتوصل إلى اتفاق نهائي لحل النزاع الخليجي"، بما يضمن وحدة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ورحبت مصر والسعودية والإمارات وقطر بما أعلنت عنه الكويت آنذاك.

موقف مصر
وحدد وزير الخارجية سامح شكري، في وقت سابق، متطلبات اتفاق المصالحة الخليجية التي تقودها دولة الكويت، مشيرا إلى ضرورة أن "تقوم المصالحة الخليجية على أساس مبادئ محددة"، وقال شكري، في مقابلة تلفزيونية، "هناك تطور حدث خلال الأيام الماضية، بوجود إطار للتفاهم لحل القضايا التي أدت إلى هذا الوضع، ونحن دائما على استعداد للتعامل بإيجابية في كل ما يحقق التضامن العربي ويزيل أي قدر من التوتر".

وأضاف الوزير: "نحن نثمن كثيرا الجهود المشكورة التي تبذلها دولة الكويت وسمو أمير الكويت الحالي والمغفور له سمو الأمير صباح في الماضي، هي كلها جهود تصب في إطار المصلحة العربية المشتركة ودائما كانت مصر متفاعلة بإيجابية معها"، مشددا على ضرورة أن يكون اتفاق المصالحة المنشود شاملا ويراعي كافة العوامل التي أدت إلى هذه الأوضاع وأن يضمن لمصر ودول الرباعية أن يكون هناك تقدير لأهمية وتكريس المبادئ الخاصة بالعلاقات ما بين الإخوة"، مشيرا إلى أهمية "عدم التدخل في شؤون الداخلية والعمل على مراعاة مصالح الشعوب وعدم محاولة زعزعة استقرارها".

موقف الإمارات
من جانبه، أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، في تغريدة أن بلاده تتطلع لأن تعزز قمة السعودية العتيدة "الحوار الخليجي"، مضيفا أن"إدارة المملكة العربية السعودية الشقيقة لهذا الملف موضع ثقة وتفاؤل، ومن الرياض عاصمة القرار الخليجي نخطو بمشيئة الله خطوات تعزيز الحوار الخليجي تجاه المستقبل".
الجريدة الرسمية