رئيس التحرير
عصام كامل

أرواح المواطنين في قبضة تجار سوق الهواء.. كورونا يرفع أسعار الأكسجين 4 أضعاف.. وزيادة الطلب وراء زحام المصانع ومحطات التعبئة

أسطوانات الأكسجين
أسطوانات الأكسجين الطبي
بعد زيادة إصابات فيروس كورونا أصبحت أسطوانة الأكسجين عند المواطن أهم من رغيف الخبز والدواء، وما ساعد على ذلك احتكار البعض من معدومي الضمير لهذه الأسطوانات، مما استدعى الأزهر الشريف إلى إصدار بيان أكد فيه أن احتكار أسطوانات الأكسجين والدواء والغذاء حرام شرعا في الإسلام خاصة أن الأكسجين يتحكم في أرواح البشر. 


وبعدما كان أصحاب مصانع الأكسجين ينتجون كميات قليلة منه وتباع بأسعار زهيدة ولا يحقق لهم أي مكاسب مادية أصبحت الآن تلك المصانع تعمل ٣ ورديات يوميا وتحقق مكاسب طائلة من الأزمة بسبب زيادة الطلب عليه وبعدما كان سعر ملء أنبوبة الأكسجين الطبي ١٥ جنيها في الأوقات العادية تضاعف السعر ٣ مرات وأصبحت بـ ٤٠ جنيها بخلاف سعر الأنبوبة نفسها في حالة شرائها حيث يتراوح سعرها من ٢٥٠٠ إلى ٣٠٠٠ جنيه أو تأجيرها للاستخدام. 

ونتيجة زيادة الطلب على الأكسجين الطبي سواء في المستشفيات أو استخدامه من الأهالي في المنازل لحالات العزل المنزلي تسبب في حدوث نقص فيه وتعالت صيحات واستغاثات الأهالي بحثا عن انابيب اكسجين طبي خاصة لمن يستخدمونه في المنازل واستغلال الأزمة من قبل تجار "السبوبة". 

فيتو تواصلت مع عدد من البائعين وموردي الأكسجين الطبي للكشف عن معاناة المرضى في إيجاد الأكسجين الطبي وكذلك رفع أسعاره خاصة وأنه ليس له سعر موحد في السوق وكل مورد يبيع حسب المكسب الذي يرغب في تحقيقه بأسعار متفاوتة منها ٣٥ جنيها لسعر ملء الأنبوبة أو ٤٠ وفي بعض المناطق ٥٠ و ٦٠ جنيها في حالة وجود الأنبوبة أما شراؤها يختلف سعره أيضا سواء ١٥٠٠ أو ٢٠٠٠ جنيه ويوجد لكل مصنع ومجمع تعبئة مجموعة موردين في المناطق المختلفة بالجمهورية.

وقال أحد الموزعين لأنابيب الأكسجين أنه حاليا توجد صعوبة في توفير الأكسجين وتختلف الأسعار من مكان لاخر.

وأضاف لـ"فيتو" أنه يوجد سحب كبير جدا عليه، موضحا أن الاستهلاك كان قبل أزمة كورونا ١٠ آلاف أسطوانة يوميا وحاليا الاستهلاك ١٥٠ ألف أسطوانة يوميا.

وأشار إلى أن قدرات المصانع الإنتاجية مختلفة منها ما  ينتج ١٠٠٠ لتر في الساعة وآخر ١٢٠ ألف لتر في الساعة أكسجين سائل.

وأوضح أن الطلب ارتفع بشدة على الأنابيب، مضيفا أن ماكينات التعبئة تكلفتها مرتفعة مع محدودية الإنتاج لذا زاد السعر.

فيما قال صاحب مركز تعبئة أكسيجين طبي -تحفظ على ذكر اسمه-   إنه يتم ملء الأسطوانة بـ ٣٠  جنيها من المصنع ولكن يمكن أن يقوم المورد بزيادة السعر حسب تكلفة النقل له وحسب المكان للحالات المرضية وهو أقل سعر لملء الأسطوانة وتوجد حالات تحتاج إلى أكثر من ٣ أنابيب يوميا  وتحتوى الأسطوانة على  ٧ أمتار أو ٤ لترات.

وأضاف: يتم شراء الأسطوانات فارغة جديدة من أماكن المستلزمات الطبية ويصل سعرها من ٢٥٠٠ إلى ٣٠٠٠ جنيه ولها أحجام، موضحا وجود منظم مع الأسطوانة يباع معها حيث ينظم حجم الأكسجين وكميته للمريض. 

فيما قال صاحب مصنع آخر  لـ" فيتو" أن الأكسجين الطبي له درجة نقاوة مرتفعة ويتم استخلاصه من الهواء ويدخل في عمليات فصل من الغازات الأخرى ثم يعبأ في أسطوانات.

وأوضح أن السعر مرتفع على المواطنين لأن كبار المنتجين رفعوا سعر الأكسجين السائل حيث يوجد نوعين من المصانع الأول إنتاج سائل وآخر غازي، لافتا إلى أن المستشفيات تعتمد علي الأكسجين السائل حيث يتم تبخيره وضغطه في أسطوانات بعد تحويله لغاز، مشيرا إلى أن السوق مفتوح وكل مصنع يحدد سعره.

وأكد أن التسعير يكون اجتهادي حسب حجم الطلب عليه وحسب كل تكلفة مصنع ومصروفات انتقال الموردين والتي يتحملها المواطنون.  

ولفت إلى أن المواطن يتعامل مع أكثر من وسيط وليس المصنع وكل وسيط يضع لنفسه هامش ربح. 

وأشار إلى أن أماكن المصانع المنتجة تتمركز في حلوان و٦ أكتوبر ومدينة السادات. 

وعن صلاحية الإنبوبة أوضح أنه  طالما الغاز محكم في الأسطوانة تظل لأي وقت وهو عبارة عن ضغط لو تم تسريبه يخرج للجو ومع الأسطوانة منظم لتحديد نسبة الأكسجين التي تدخل الجسم.

من جانبه قال مختار عبد الرحمن مدير جمعية منتجي الغازات الطبية والصناعية إن مصر بها شركات كثيرة قطاع عام وخاص ومتعددة الجنسيات لإنتاج الأكسجين الطبي.

وأشار إلى أنه متوفر في الأيام العادية باستمرار ولا يوجد نقص فيه قبل أزمة كورونا ولكن حاليا مع الأزمة يوجد ضغط كبير وزاد الاحتياج  له وتضاعفت الكميات التي تطلبها المستشفيات من المصانع وتسبب ذلك في زيادة على الطلب، موضحا أن السوق يعمل ويكفي احتياجات والمواطنين.

وأوضح لـ " فيتو" أنه عندما يوجد كثرة على الطلب يزيد سعر المنتج، موضحا أن أسطوانات الأكسجين متوفرة لكن تحرك سعر الأسطوانة من   ٣٥ جنيها وأصبحت بـ ٥٠ جنيها وتكفي المريض يوما حسب حاجته، موضحا أن المصانع تعمل علي مدار  ٢٤ ساعة ولها  مراكز توزيع في الجمهورية. 

وعن إمكانية  غش الأكسجين الطبي قال مدير جمعية منتجي الغازات الطبية أنه يصعب غشه ويجب شراؤه من وحدات إنتاج رئيسية لإنتاج الأكسجين السائل ومصانع كبرى تنتج أكسيجين سائل ومحول لغاز.

ولفت إلى أن درجة نقاوة الغاز حتى لو  ٩٣ % يمكن أن تحقق فائدة للمريض وبسبب الاحتياج له وتغطية كل المستشفيات والمنازل يعمل كثير  ممن لديهم وحدات تعبئة لتحويل السائل إلى غاز ويشترى تنك أكسجين ويشتري السائل وعليه أن يطلب شهادة جودة من المصنع ودرجة نقاوة معقولة وتناسب المريض.

وأكد أنه لا يمكن لأحد أن  يسمح لنفسه بغش سلعة تدخل جسم الإنسان، وأشار إلى أن الأكسجين السائل يصنع من الهواء حيث يتم تحويله لسوائل منها سائل الأكسجين وتفصله عن الغازات الأخرى وفق درجات حرارة معينة ويوضع  في خزان ويمر على مبخرات ثم محطات تعبئة.

وعن عدد المصانع لتي تعمل في إنتاج الأكسجين الطبي قال: لا يقل عن ٤٠ شركة ما بين شركات إنتاج السائل أو تعبئة الغاز، مؤكدا أن المصانع تلبي احتياجات المستشفيات والمواطنين إلا أنه  يوجد زحام كبير جدا على الطلب.
الجريدة الرسمية