رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا حدث في الحسينية؟

السيد محافظ الشرقية أمر بالتحقيق مع الأمن الإداري لمستشفى الحسينية بسبب سماحه بتصوير واقعة قيل عنها إنها خلل بنظام الأوكسجين بغرف العزل مما تسبب في وفاة بعض المرضى.


وتبدأ القصة بانتشار فيديو لممرضة في حالة رعب وسط حالة من الهلع والفوضى وصراخ هستيري وقد فهم من الفيديو أن هناك نقصًا في نظام الأوكسجين داخل غرف عزل مرضى كورونا، ما تسبب في وفاة بعض الحالات، وهو الأمر الذي نفاه المحافظ، ومدير مديرية الصحة بالمحافظة.

التصورات الطبيعية كانت تفرض على السيد المحافظ بإحالة الأمر كله للتحقيق والخروج بنتائج هذه التحقيقات فورا على الرأي العام إذ إن القضية لا يمكن اختزالها في أمن المستشفى.

السيناريو كما تؤكده الصور والفيديوهات يشير إلى حالة من الفوضى والهلع، سادت المكان لفترة يبدو من خلالها أن أمرًا جللًا قد حدث إذ لو أن الأمور تسير بطبيعتها فإن طواقم العمل لديها من الخبرة ما يجعلها تواجه الأمور الطبيعية بشكل طبيعي أيضًا. أما المنشور من الفيديوهات فإنه يؤكد أن خللًا قد حدث.. ربما تكون حالات الوفيات قد حدثت مرة واحدة فأدى الأمر إلى حالة من الخوف والرعب لدى الممرضة آية علي التي أبكت رواد التواصل الاجتماعي، وربما يكون ما حدث أمرا جديدا على الممرضة والمرضى وأهاليهم فحدث ما حدث.

إذن اختزال الأمر في الأمن الإداري الذي سمح بالتصوير فكأننا نعاقب كاميرات الشوارع لأنها التقطت صورا لمجرم أو جريمة أو واقعة غريبة. والتعامل مع هذا الحدث المثير اجتماعيا بتلك السطحية يعني أن السيد المحافظ قد أفرغ القضية من مضمونها.

والسؤال: ماذا حدث بالضبط داخل غرف العزل؟ وإذا كان ما حدث أمرا طبيعيا، فلماذا ظهرت حالة الرعب على الممرضة؟ ولماذا سادت حالة من الهرج والمرج؟ الحدث بحاجة إلى تعامل شفاف وراقٍ وتحقيق وافٍ وعادل ونزيه من أجل الوصول إلى الحقيقة حتى لا تتكرر تلك المأساة ويحاكم المتسبب، وهو بالتأكيد ليس الأمن الإداري!
الجريدة الرسمية