رئيس التحرير
عصام كامل

وفاة 3 مواطنين بمنزل واحد فى أقل من 9 ساعات.. التوتر العاطفي يقود إلى كبت جهاز المناعة.. وهرمونات الأدرينالين والكورتيزول السبب

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
"هموت من الزعل".. لم تكن مجرد جملة تقال للمبالغة وتوضيح حجم الحزن الذي يعاني منه البعض بسبب موقف مؤلم أو وفاة شخص عزيز عليه، وهو ما أكدته الكثير من الوقائع بوفاة أشخاص في غضون ساعات قليلة بسبب الحزن.


شهدت قرية "النخاس" التابعة لمركز الزقازيق بالشرقية حالة من الحزن؛ عقب وفاة ثلاثة أشخاص من منزل واحد بالقرية، واحدا تلو الآخر في أقل من 9 ساعات، حيث توفيت جدة بعد ساعات من وفاة زوج ابنتها الذي توفي بالسكتة القلبية أثناء صلاة الجنازة على ابنته.

بداية الوفيات كانت بموت الابنة رباب صبري الحديدي 33 عامًا، والتي رحلت إثر إصابتها بغيبوبة سكر، ومع اصطفاف الجميع لتشييع جنازة الابنة، سقط والدها "صبري الحديدي" وقد فارق الحياة حزنا على ابنته، وجاءت وفاة الأب عقب ساعات قليلة من ابنته كانت بمثابة الصدمة، قبل أن يتجدد الحزن عصرا بوفاة والدة زوجته وجدة ابنته؛ ليشيع المنزل ثلاث جنازات في غضون ساعات.

الأمراض المعدية
وكشفت دراسة أمريكية حديثة أن الحزن الشديد على فقدان شخص عزيز يمكن أن يوهن قدرة الجسم على مكافحة الأمراض المعدية، ووجد العلماء أن التوتر العاطفي لفقدان المحبوب يمكن أن يقود إلى كبت أجزاء من جهاز المناعة، وهذا بدوره يمكن أن يجعل الأقارب الحزينين أكثر عرضة للعدوى من البكتيريا.

واكتشف أخصائيو علم المناعة بجامعة برمنجهام البريطانية أن مستويات التوتر والاكتئاب المتزايدة التي يسببها الحزن يمكن أن تتدخل في وظيفة نوع من خلايا الدم البيضاء المعروفة باسم "الخلايا العَدِلة"- أكثر أنواع كريات الدم البيضاء غزارة بالإنسان وتشكل قسما رئيسيا من الجهاز المناعي- المسؤولة عن مكافحة الأمراض البكتيرية المعدية مثل الالتهاب الرئوي.

والجدير بالذكر أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق جيمس كالاهان توفي بالتهاب رئوي عام 1995 عن عمر ناهز 92 عاما بعد عشرة أيام فقط على وفاة زوجته أودري التي كانت في الـ67، وفق ما ذكرته صحيفة ديلي تلغراف، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك.

التفسير العلمي
قال الدكتور محمد فكري أخصائي الأمراض العصبية إن الفرحة الزائدة والحزن الزائد يجعل الجسم يفرز كمية كبيرة من المواد الكيميائية والتي من أبرزها هرمونات الأدرينالين والكورتيزول، بما يعمل على زيادة نبض القلب الدموية، ويدفع الأدرينالين بالأوعية الدموية أيضا إلى تشنج أو انقباض أشد، وذلك من أجل إعادة توزيع الدم بشكل أسرع إلى مجموعة العضلات الرئيسية (القلب والرئتين)، بما يتسبب في تلف الأوعية الدموية، وزيادة ضغط الدم، ومن ثم الإصابة بخطر الأزمة القلبية والسكتة الدماغية.

وأضاف قائلا: ارتفاع ضغط الدم يؤثر على شرايين الجسم والقلب، ومن الممكن أن يتسبب في الإصابة بجلطات مفاجاة، والتي يترتب عليها الإصابة بأزمة قلبية ثم الوفاة.

الطب النفسي
وتعقيبا على ذلك أيضا، يقول أحمد الباسوسي، استشاري الطب النفسي، إن الحزن انفعال زائد مثله مثل الفرح، يصاحبها ردود أفعال وشحن شديد للأعصاب، مشيرا إلى أن كل ذلك يؤثر على الدورة الدموية ووظائف القلب، بما يسمى «الانفعال الجارف».

وعن الأشخاص المعرضين للإصابة بذلك، يقول «الباسوسي» بعض الأفراد لا يستطيعون السيطرة على انفعالاتهم وسلوكياتهم، يصابون بانفلات في الأعصاب، وفي نفس الوقت يعانون من خلل في الدورة الدموية والقلب الضعيف، مما يؤدي إلى الوفاة، مؤكدا على أن ذلك لا يصيب إلا الأفراد الذي يعانون من تلك الفوارق.
الجريدة الرسمية