ما المقصود بالآية الكريمة "واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن"؟
أحيانا يعترض الزوجة حالة من النفور والتمرد وتمتنع عن زوجها ويبحث الزوج عن سر فتورها فيقلع عنه وإن لم تقتنع فقد وضع الدين خطوات لإصلاح الحال بين الزوجين ففى الآية الكريمة فى سورة النساء يقول الله تعالى (واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن) فماذا تقصد الآية؟
يجيب فضيلة الدكتور على جمعة مفتى الديار السابق فيقول: نشزت المرأة بزوجها أى استعصت عليه وأبغضته وخرجت على طاعته فعليه عظتها أى تخويفها بالقول اتقى الله ، احذرى عقاب الله.
وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "ولو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" والوعظ يختلف باختلاف حال المرأة فمنهن من يؤثر فى نفسه التخويف من الله عز وجل وعقابه على النشوز، ومنهن من يؤثر فى نفسها التهديد والتخويف من العاقبة فى الدنيا كشماتة الأعداء أو منع الرغائب كالحلى والثياب حتى نعود إلى رشدها.
إرضاء الله تعالى
ولم يحدد القرآن الكريم ولا الأحاديث النبوية الشريفة ولا العلماء المفسرون أو الفقهاء مدة معينة لعلاج النشوز بالعظة، بل إنه ينبغى للزوج أن يستمر فى تقديم الموعظة إلى زوجته ولا يجوز له أن ينتقل إلى مرحلة الهجر فى المضاجع.
وهذا يرجع إلى تقديرات الزوج وحده فقد يقتنع فى ساعات قليلة أن النصح لا يجدى مع زوجته وأنه لا بد من الانتقال إلى مرحلة الهجران، وقد لا تمضى ساعة أو دقائق حتى تتوب المرأة من النشوز والعصيان إلى الصحبة الجميلة والمعاشرة الحسنة فيسود الحب والوئام فى الأسرة المصرية.
٦ فروق بين الطلاق للضرر والطلاق للهجر
أما إذا تمادت الزوجة فى عصيانها ولم تتأثر بما قدم الزوج من الوعظ فإن له أن يهجرها فى المضجع وعلى الزوج أن يكون كيسا فطنا فى وعظه لامرأته فيعظ مرات على فترات متقاربة ومتباعدة فإن ذلك جدير بأن يؤثر فيها ويلين حدتها.
فإذا زالت تلك المنازعات باستخدام هذه الوسيلة التوجيهية فنعمة وبركة، وإن أصرت الزوجة على موقفها المتعنت من التمرد والنشوز فقد أمر الإسلام الزوج باستخدام إجراء آخر فيه معنى العقوبة السلبية وهو هجرها فى مضجعها لقوله تعالى فى سورة النساء (واهجروهن فى المضاجع).