رئيس التحرير
عصام كامل

التحول الجنسي.. مشكلة حائرة بين الاضطرابات النفسية والعضوية وغياب الوعي

الخبيرة النفسية د.سهام
الخبيرة النفسية د.سهام حسن
من جديد، عاد الجدل حول قضية التحول الجنسي أو العبور الجنسي، أو التصحيح الجنسي، وغيرها من المصطلحات التي أصبحنا نسمع ونقرأ عنها من وقت لآخر، وما جدد الحديث عن الأمر من جديد، قضية "نور" ابن الفنان هشام سليم، والذي تحول من الفتاة "نورا" إلى الشاب "نور"، وفي البداية تعاطف الكثيرون مع الفنان وابنه، عندما تحدث النجم هشام سليم عن المعاناة التي كان يعانيه ابنه المحبوس في جسد فتاة منذ ولادته.


 إلا أن الأيام القليلة الأخيرة عادت القضية على السطح من جديد، بعد ظهور نور هشام سليم من خلال موقع التواصل الاجتماعي "انستجرام"، ويظهر في العديد من الصور وهو يرتدي "حلق"، وفي صور أخرى مع صديق له، مما جعل الكثير من الشباب يتهمونه بالمثلية الجنسية والشذوذ الجنسي، وما زاد من الصدمة تلك الردود التي خرج بها نور، من خلال مقاطع فيديو صورها لنفسه، ولم ينفي التهمة عن نفسه، بل أكد أنه لازال يحمل جنس الأنثى في الأوراق الرسمية، مما يجعله يفعل ما يحلو له، كما طلب من الجميع ألا ينشغلوا به، وعلى حد قوله : "كل واحد يخليه في نفسه"، كما أنه دافع عن بعض الفتيات اللاتي أعلن مثليتهن الجنسية، كما أنه أكد في بعض ردوده أنه متحول جنسي، ولم يواجه اضطرابات في الهرمونات.

وكل هذه الأمور والجدال المجتمعي حول قضية التحول الجنسي والعبور الجنسي، دفعنا إلى محاولة توضيح بعض الأمور مع المتخصصين.

وتؤكد الدكتورة سهام حسن الخبيرة النفسية، أن مشكلة الاضطرابات الجنسية من المشاكل التي لها بعدين، أحدهما عضويا والآخر نفسيا، وبالنسبة للأسباب العضوية، فهي تظهر أو تبدأ مع ميلاد الطفل، فقد يولد الطفل الذكر وأجهزته الجنسية بتفاصيل أنثى أو تولد الطفلة الأنثى وأجهزتها الجنسية بتفاصيل ذكر.

وأحيانا تكون المسألة خطأ في تشخيص الحالة، كأن يجد الطبيب أن الحالة يمكنها تتحسن مع الوقت، دون الحاجة لإجراء جراحات، ولكن ذلك لا يحدث، والحالة لا تتحسن.

وأحيانا في بعض الثقافات، كالصعيد على سبيل المثال، فعندما تولد الولد بأعضاء تناسلية أنثوية، يرفض الأهل الاعتراف، ويعتبرونها عار، ويرفضون الإفصاح عنها، ويفضلون أن تسجن الفتاة في الجسد الذكوري، وتبدأ معاناة الطفل نفسه عندما يبدأ في إدراك حالته، وتسبب مشكلة، فيشعر أنه مقسوم نصين ويحتاج أن يتخذ قرار بشكل استقلالي، بعيدا عن الأب والأم، وشعوره بالظلم، ونصبح وقتها أمام مشكلة نفسية هي التي تحول مسار الشخص إما بكونه ذكر أو أنثى.

كل ما تود معرفته عن مرض الاكتئاب وطرق العلاج

تضيف الدكتورة سهام، أنه بالنسبة للأسباب النفسية، فتتمثل في الخطأ التربوي الذي يقع فيها بعض الآباء، في التعامل مع المولود الذكر أو الانثى.

فنجد البعض يدلل الولد بشكل فيه ميوعة، وكأنه فتاة، خاصة وأن كان بين أخوات فتيات والبنت المولودة وسط اسرة كلها من الصبية، تتأثر بكل السلوكيات الذكورية، وكثيرا ما يحاول بعض الآباء طمس الجوانب الأنثوية بها، ومع الوقت تكمل هي ما بدأه الأهل، فتبدأ تميل لكونها ذكر وليس أنثى.

والعكس صحيح، نجد الولد يشعر بميله أكثر إلى العالم الأنثوي
وكذلك نجد بعض الأمهات تطلق على ابنها اسم بنت خوفا من الحسد، أو لأنها لا يعيش لها ذكور.

وبعض الأمهات تحاول أن تلبس ابنها فساتين أو ايشاربات، والعكس عند البنات تتجه بعض الأمهات إلى أن تقص للفتاة شعرها، خوفا عليها من التحرش وتبدأ في التعامل معها على أنها ولد، فتبدأ تكسبها صفات ذكورية كحماية لها.

7 طرق غير تقليدية تساعدك في علاج التوتر والقلق

قد تميل بعض الفتيات إلى الاندماج في العالم الذكور، لأننا مجتمعا ذكوريا، يتعامل مع الرجل على أن له كل الحقوق كاملة، فتميل هي إلى العالم الذكوري لتحصل على حقوقها.
وقد يميل بعض الصبية إلى عالم الإناث؛ لأنه يستهويه كون جسده ملفتا للنظر ومثيرا لكل من حوله، وحبا في الشهرة، وأن يكون "ترند"، وهؤلاء يعانون من هوس الشهرة.

الوصايا العشر لتكون أما إيجابية وتربي أبناء فاعلين وأسوياء

وتؤكد الخبيرة النفسية أن الاضطرابات الجنسية في الأصل اضطرابات نفسية تحتاج لعلاج، طالما ليست هناك أسباب عضوية تتطلب التدخل الجراحي.

وتؤكد دكتورة سهام حسن، أن المتحولين جنسيا يعانون في مجتمعاتنا من العديد من المشاكل والتنمر، التي قد تدفعهم إلى الوقوع في العديد من المشاكل النفسية، والتي قد تصل مع البعض إلى التفكير في الانتحار، والتي تبدأ برفض المجتمع والرأي العام له.
وعدم وجود وعي كافي بهذه أن المشكلة يمكنها أن تكون في أساسها عضوية، أو أو نفسية، أدت لوجود هذا التحول، فيتعاملوا معه على أنه ارتكب جريمة في حين أنه قد يكون ضحية لغياب الوعي، وغياب الثقافة الطبية والجنسية.

كذلك غياب التهيئة النفسية لتقبل هذا الشخص لحياته الجديدة، وأنه يتحول من حياة لحياة أخرى تماما بكل تفاصيلها.

وأخيرا ضرورة أن يحرص الإعلام على بث النماذج التي تتحول جنسيا على أن بعضها إيجابيا أو طبيعيا، وليس كله سلبيا، كما نراها في المسلسلات والأفلام.
الجريدة الرسمية