رئيس التحرير
عصام كامل

الآثار: كباش الأقصر عانت من الانهيار وفقدت أجزاء منها بسبب عمليات ترميم خاطئة

تماثيل الكباش بمعبد
تماثيل الكباش بمعبد آمون رع بالأقصر
أوضح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن مشروع ترميم مجموعة تماثيل الكباش الموجودة خلف الصرح الأول بمعبد آمون رع بمعابد الكرنك بمدینة الأقصر، يعتبر من أكبر مشاريع الترميم التي يتم تنفيذها منذ قرابة خمسة عقود، حيث بدأ في ديسمبر ٢٠١٩، بعد عملية نقل ٤ تماثيل من هذه الكباش إلى ميدان التحرير كجزء من خطة الحكومة لتطوير الميدان.


وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنه تبين أثناء عملية النقل أن تلك الكباش في حالة سيئة من الحفظ وأنها تعاني من انهيار وفقد لبعض من أجزائها، وعلى الفور صدر قرار اللجنة الدائمة للآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار بالبدء الفوري في مشروع ترميم شامل لها.

وأشار إلى أن أعمال الفحص والدراسات العلمية أثبتت أن السبب المباشر في سوء حالة حفظ تلك الكباش هو تعرضها لأعمال ترميم خاطئة بمواد غير مناسبة في أوائل سبعينيات القرن الماضي عند إنشاء مشروع الصوت والضوء بمعابد الكرنك، حيث تم ترميم ورفع هذه الكباش على طبقة من الرديم الحديث المغطى بمونة من الأسمنت والطوب الأحمر وقطع صغيرة من الأحجار، الأمر الذي أثر سلبا عليها وسمح بتسرب المياه الجوفية فيما بين الجزء السفلي لها والوصول إلى القواعد الحجرية الأصلية للكباش والتي أدت إلى تحويل بعض من أجزائها إلى بودرة رملية مما ساعد في إحداث ميل لبعض من هذه التماثيل وهبوط فى البعض الآخر، بالإضافة إلى انفصال بعض الأجزاء من التماثيل نفسها. بالإضافة إلى نمو الحشائش والفطریات داخل الحجر. 

واوضح سعيد زكي رئيس قسم الترميم بمعابد الكرنك، أن أعمال ترميم المرحلة الأولى شملت طرق التوثيق المختلفة من تصوير فوتوغرافي ورسم توثيقي لإظهار مظاهر التلف الموجودة بالتماثيل، كما تم تحريك كل كبش على حدى على مخدات مستوية للبدء في إجراءات ترميمه بالكامل، حيث تم التنظيف الميكانيكي لكل كبش لإزالة الأتربة، وتقوية الأجزاء الضعيفة منها باستعمال المواد المخصصة لها والمتعارف عليها عالميًا، أما الأجزاء الكبيرة فتم استعمال الاستانلس المقاوم للصدأ لتجميعها. 

وتابع رئيس قسم الترميم بمعابد الكرنك، أنه بعد الانتهاء من أعمال الترميم تم وضع تلك الكباش على مصاطب بلغ حجم كل واحدة منها «٣٨ م x ٤ م»، لتتحمل ثقل كل كبش والذي یتراوح وزنه ما بين ٥ إلى ٧ أطنان، مشيرًا الي أنه بعد رفع الكباش، قام فریق العمل بإجراء حفائر حول صف الكباش وأسفل المصطبة المفرغة، مما أسفر الكشف عن مجموعة من الفخار والكتل الحجرية المعاد استخدامها ويعكف أعضاء فريق العمل الآن على دراساتها لمعرفة التاريخ الصحيح لنقل تلك الكباش من مكانها الأصلي بوسط الفناء المفتوح إلى مكانها الحالي، وذلك خلال العصور المصرية القديمة. 

وتنتمي كباش الصف الجنوبي التي تصور رأس كبش وجسم أسد رابطا إلى الملك رمسیس الثاني (١٣٠٤- ١٢٣٧ق.م). 

وكانت تلك الكباش موجودة أمام الصرح الثاني، والذي كان الصرح الأول في عهد الملك رمسيس الثاني، لكن الملك طاھ رقا (٦٩٠ - ٦٦٤ ق.م) قام بنقلها إلى ھذا المكان لبناء معبده وسط الفناء المفتوح. 

واكتشف عالم الآثار الفرنسي ”جورج لاجران“ ما بين أعوام ١٨٩٥- ١٩١٠م، عدد ٩ تماثیل من الناحیة الشرقیة، ثم اكتشف ” شفیریه ” عام ١٩٢٦ -١٩٤٠م عدد ١٠ آخرین، وفي عام ١٩٤٢م اكتشف مفتش الآثار المصري ”عبد الله عبد العلیم" عدد ١١ تمثالاً آخر.
الجريدة الرسمية