لماذا يعد "المنسي" أفضل أفلام وحيد حامد وعادل إمام؟
المتتبع لمسيرة الكاتب الكبير وحيد حامد، الذي رحل منذ ساعات قليلة، يُدرك جيدًا أن "المنسي" ليس فيلمًا واحدًا، كتبه "حامد" وجّسده "عادل إمام" وعدّه الجمهور أفضل أعمال "عادل ووحيد"، لأن "المنسي" صفة قبل أن تكون اسمًا، وهمًا قبل أن تكون مجرد ورق.
أبطال وحيد حامد كلهم "منسيون"، جميعهم يعيشون على الهامش، مواطنون بسطاء تطحنهم الحياة، ليس لهم أمل كبير سوى الستر والعيش على الكفاف والكفن مستورين، ليس أكثر، لا يعنيهم مناصب أو مكاسب أو صراعات، هم "المنسيين" ملح الأرض الحقيقيين.
اللعب مع الكبار
فـ"حسن بهلول" بطل "اللعب مع الكبار"، ليس أكثر من "منسي"، إنسان بسيط أجبرته ظروف الحياة على العيش بدون عمل، وبالطبع لا يستطيع الزواج من خطيبته فيقرر المقاومة بالعبث، بالأحلام الجميلة التي لم يفقد رونقها بعد.
الإرهاب والكباب
"حسن بهلول" ليس أفضل من "أحمد" الذي يقرر نقل طفليه لمدرسة قريبة فيتحول إلى إرهابي في "الإرهاب والكباب"، هو مواطن بسيط يتحمل ظروف الحياة ويسمع كلام "الحكومة" لكن لا أحد يستمع لمطالبه، يقول "حامد" على لسان " أحمد" " "أنا زيي زيكم بالظبط، ماشي جنب الحيط، راضي وقانع، أنا مش طالب غير إنسانيتي، مش عايز أتهان، مش عايز أتهان في البيت، ولا في شغلي، ولا في الشارع، متهيألي دي مطالب لايمكن اتعاقب عليها، ولا أوبَّخ ولا أُلام".
المنسي
في عام 1993 وبعد تجربتين سابقتين، يقرر وحيد حامد أن لا يواري، أن لا يضع "تحابيش" لـ"المنسيون" كي يصبحوا مادة خصبة للحبكة السينمائية، فالتجربة الأولى "اللعب مع الكبار" 1991، كان الحلم هو البطل، وفي "الإرهاب والكباب" كانت الصبغة السياسية حاضرة.
أما "المنسي" فجاء واضحا ومباشرا، ربما قرر حامد أن يطرح رؤيته دون أي مواربة معتمدًا على أن "المنسيين" سينصفون عمله البارع، ومن ثم لم يختار اسم للبطل سوى "المنسي"، عامل قطار بسيط، تخرج من معهد لا يوجد على الخريطة التعليمية، قانع بحياته، راض، يدرك جيدًا الفرق بينه وبين الطبقة الغنية، يحلم بمن يريد ولا يتجاوز، لكنه ايضًا ممنوع من "الزهق"، وحين تتيح له الفرصة مع امرأة من طبقة أخرى يقول جملته " يا هانم إحنا مش منكم".
ميزة "المنسي" في "خماسية وحيد حامد"، أنه على الهامش تمامًا، لم يتعرض لحبكة أن يصبح إرهابيًا أو أن يصادق ضابط، لم يتزوج، لا يعاني من البطالة، لكنه يعيش على الحافة بلا أزمة أو عقدة، تلك التوليفة ليس إلا معبرًا عن معظم أبناء الشعب المصري.
طيور الظلام
فتحي نوفل في "طيور الظلام" ليس إلا منسي جديد، ربما دفعة التجرد التي أحدثها وحيد حامد في "المنسي" دفعه لأن ينتقل به لزاوية جديدة، لمحاولة للصعود السياسي أو ربما استغل وحيد حامد "المنسي" ليكشف عن كواليس صنع القرار في مصر.
النوم في العسل
العميد مجدي نور، في النوم في العسل، آخر حلقات الخماسية ليس إلا، صورة أخرى لمنسيين من شرائح أخرى، يملكون المناصب، في يدهم السلطة، لكنهم وسط ذلك ينتمون إلى الشعب، يناصروهم وقت الأزمة.
أبطال وحيد حامد كلهم "منسيون"، جميعهم يعيشون على الهامش، مواطنون بسطاء تطحنهم الحياة، ليس لهم أمل كبير سوى الستر والعيش على الكفاف والكفن مستورين، ليس أكثر، لا يعنيهم مناصب أو مكاسب أو صراعات، هم "المنسيين" ملح الأرض الحقيقيين.
اللعب مع الكبار
فـ"حسن بهلول" بطل "اللعب مع الكبار"، ليس أكثر من "منسي"، إنسان بسيط أجبرته ظروف الحياة على العيش بدون عمل، وبالطبع لا يستطيع الزواج من خطيبته فيقرر المقاومة بالعبث، بالأحلام الجميلة التي لم يفقد رونقها بعد.
الإرهاب والكباب
"حسن بهلول" ليس أفضل من "أحمد" الذي يقرر نقل طفليه لمدرسة قريبة فيتحول إلى إرهابي في "الإرهاب والكباب"، هو مواطن بسيط يتحمل ظروف الحياة ويسمع كلام "الحكومة" لكن لا أحد يستمع لمطالبه، يقول "حامد" على لسان " أحمد" " "أنا زيي زيكم بالظبط، ماشي جنب الحيط، راضي وقانع، أنا مش طالب غير إنسانيتي، مش عايز أتهان، مش عايز أتهان في البيت، ولا في شغلي، ولا في الشارع، متهيألي دي مطالب لايمكن اتعاقب عليها، ولا أوبَّخ ولا أُلام".
المنسي
في عام 1993 وبعد تجربتين سابقتين، يقرر وحيد حامد أن لا يواري، أن لا يضع "تحابيش" لـ"المنسيون" كي يصبحوا مادة خصبة للحبكة السينمائية، فالتجربة الأولى "اللعب مع الكبار" 1991، كان الحلم هو البطل، وفي "الإرهاب والكباب" كانت الصبغة السياسية حاضرة.
أما "المنسي" فجاء واضحا ومباشرا، ربما قرر حامد أن يطرح رؤيته دون أي مواربة معتمدًا على أن "المنسيين" سينصفون عمله البارع، ومن ثم لم يختار اسم للبطل سوى "المنسي"، عامل قطار بسيط، تخرج من معهد لا يوجد على الخريطة التعليمية، قانع بحياته، راض، يدرك جيدًا الفرق بينه وبين الطبقة الغنية، يحلم بمن يريد ولا يتجاوز، لكنه ايضًا ممنوع من "الزهق"، وحين تتيح له الفرصة مع امرأة من طبقة أخرى يقول جملته " يا هانم إحنا مش منكم".
ميزة "المنسي" في "خماسية وحيد حامد"، أنه على الهامش تمامًا، لم يتعرض لحبكة أن يصبح إرهابيًا أو أن يصادق ضابط، لم يتزوج، لا يعاني من البطالة، لكنه يعيش على الحافة بلا أزمة أو عقدة، تلك التوليفة ليس إلا معبرًا عن معظم أبناء الشعب المصري.
طيور الظلام
فتحي نوفل في "طيور الظلام" ليس إلا منسي جديد، ربما دفعة التجرد التي أحدثها وحيد حامد في "المنسي" دفعه لأن ينتقل به لزاوية جديدة، لمحاولة للصعود السياسي أو ربما استغل وحيد حامد "المنسي" ليكشف عن كواليس صنع القرار في مصر.
النوم في العسل
العميد مجدي نور، في النوم في العسل، آخر حلقات الخماسية ليس إلا، صورة أخرى لمنسيين من شرائح أخرى، يملكون المناصب، في يدهم السلطة، لكنهم وسط ذلك ينتمون إلى الشعب، يناصروهم وقت الأزمة.