كيف عملت إيران على تعزيز نفوذها في القارة الأفريقية؟
تعمل إيران على تعزيز نفوذها في القارة الأفريقية من منطلق التوسع الأيديولوجي أولًا قبل إقامة علاقات سياسية واقتصادية واسعة مع الدول الأفريقية.
وبحسب تقرير نشرته مجلة ”جون أفريك“ الفرنسية، فإن تاريخ العلاقات الإيرانية الأفريقية منذ عام 1979 كان وجود إيران في القارة الأفريقية جزءًا من منطق التوسع الأيديولوجي ومعاداة أمريكا على حساب العلاقات الاقتصادية والسياسية.
وتطورت العلاقات بين إيران والقارة الأفريقية في ظل نظام محمد رضا بهلوي في السبعينيات، في سياق الحرب الباردة، حيث أراد الشاه تجنب توسع الشيوعية في أفريقيا، لذلك طور علاقاته مع بعض البلدان الأفريقية، لا سيما جنوب أفريقيا والجزائر والمغرب
صدمة نفطية
وبحسب الباحث المتخصص في الشأن الإيراني كليمان كيرث، فإن ”إيران التي استفادت من الصدمة النفطية الأولى وتريد توسيع نفوذها، قدمت أيضًا دعمًا ماليًا واقتصاديًا للسودان والصومال والسنغال وإثيوبيا و الكونغو، ومع ذلك افريقيا لم تكن سوى جزء من السياسة الخارجية لنظام بهلوي وليست أولوية“.
تخفيف الحصار
ووفق الباحث حاجي بوبا نوهو، الباحث المشارك في مركز مونتسكيو للأبحاث السياسية في بوردو ومؤلف كتاب إيران وأفريقيا: التعاون في اختبار الحقائق، تعمل إيران بشكل سريع على تطوير سياسة اقتصادية تهدف إلى ”تخفيف إغلاق الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة عام 1984 وخاصة منذ عام 1995“.
وتحت رئاسة محمود أحمدي نجاد استغلت الجمهورية الإسلامية نفوذها في أفريقيا على مساعدات التنمية، ووفق حاج بوبا نوهو، فقد وقعت طهران في مارس 2005 ”اتفاقية بمبلغ 1.5 مليون دولار كمساعدة لميزانية الدولة الغانية“.
سياسة اقتصادية
ووفق التقرير، تعمل إيران تدريجيا على زيادة تجارتها مع أفريقيا في مجالات مصانع تجميع السيارات وإمدادات النفط واستخراج الغاز والكهرباء والسلع الاستهلاكية، كما تعمل على تطوير التعاون العسكري، لا سيما في المجال البحري.
حيث تنفق الدولة مبالغ كبيرة على البنية التحتية الاجتماعية والصحية خاصة من خلال الهلال الأحمر الإيراني.
وفي عام 2017 افتتح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مستشفى في كمبالا بأوغندا، بتمويل جزئي من إيران، وبحسب مسعود كمالي أردكاني، المدير العام السابق للمكتب الإيراني للدول العربية والأفريقية لمنظمة دعم التجارة، فقد وصلت التجارة بين إيران وأفريقيا إلى مستوى قياسي بلغ 1.2 مليار دولار بين الجانبين خلال عامي 2017 و 2018.
ولكن على الرغم من هذا النمو فإن التجارة مع إيران في عام 2018 لم تمثل سوى 0.12٪ من إجمالي تجارة أفريقيا مع العالم وبلغت الصادرات الإيرانية 600 مليون دولار بين عامي 2018 و 2019.
وفي أكتوبر 2020، أكد المدير العام الجديد للمكتب الإيراني للدول العربية والأفريقية في الأراضي الفلسطينية، فرزاد بلتان، أن المنظمة ستعيد تحديد استراتيجيتها للسماح لإيران بالاستفادة من مزايا السوق الأفريقية، مضيفًا أن ”استراتيجية إيران في أفريقيا سياسية أكثر من كونها قائمة على العقلانية الاقتصادية“، منوهًا إلى أن الاستراتيجية الاقتصادية حققت نجاحًا محدودًا، باستثناء جنوب أفريقيا، حيث تعمقت العلاقة بينهما.
تجاوز العقوبات الأمريكية
وقال مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط، أليكس فاتانكا، إنه ”للالتفاف على العقوبات الأمريكية كان على إيران أن تجد مناطق رمادية لا تراقبها الولايات المتحدة عن كثب لإجراء معاملاتها“، لكن السوق التقليدية الإيرانية هي أوروبا، وفي السنوات الأخيرة شرق آسيا وخاصة الصين.
ويقول الباحث: ”إن سياسة إيران تجاه أفريقيا هي مشروع ثانوي مرتبط بمشروع أكبر: المنافسة مع الولايات المتحدة“.
ويؤكد أليكس أن ”إيران لا تخفي ذلك، ففي عام 2012 في قمة عدم الانحياز السادسة عشرة في طهران، أعادت التأكيد على حقها في برنامج نووي سلمي
وعندما وصل محمود أحمدي نجاد إلى السلطة كان يأمل في إيجاد حلفاء دبلوماسيين لدعمه في الأمم المتحدة لكن ذلك لم يتحقق“، مضيفًا أن إيران ”تسعى لإظهار أن الدولة ليست معزولة على الساحة الدولية، وأنها ليست الدولة الوحيدة التي لديها مشاكل مع الولايات المتحدة“.
وبالنسبة إلى أليكس فاتانكا، ”تعتبر سياسة إيران الخارجية القائمة على الأيديولوجيا في أفريقيا كارثية فهي تكلف إيران المال والوظائف والأسواق، في أفريقيا ولكن أيضًا في أماكن أخرى“.
وبحسب تقرير نشرته مجلة ”جون أفريك“ الفرنسية، فإن تاريخ العلاقات الإيرانية الأفريقية منذ عام 1979 كان وجود إيران في القارة الأفريقية جزءًا من منطق التوسع الأيديولوجي ومعاداة أمريكا على حساب العلاقات الاقتصادية والسياسية.
وتطورت العلاقات بين إيران والقارة الأفريقية في ظل نظام محمد رضا بهلوي في السبعينيات، في سياق الحرب الباردة، حيث أراد الشاه تجنب توسع الشيوعية في أفريقيا، لذلك طور علاقاته مع بعض البلدان الأفريقية، لا سيما جنوب أفريقيا والجزائر والمغرب
صدمة نفطية
وبحسب الباحث المتخصص في الشأن الإيراني كليمان كيرث، فإن ”إيران التي استفادت من الصدمة النفطية الأولى وتريد توسيع نفوذها، قدمت أيضًا دعمًا ماليًا واقتصاديًا للسودان والصومال والسنغال وإثيوبيا و الكونغو، ومع ذلك افريقيا لم تكن سوى جزء من السياسة الخارجية لنظام بهلوي وليست أولوية“.
تخفيف الحصار
ووفق الباحث حاجي بوبا نوهو، الباحث المشارك في مركز مونتسكيو للأبحاث السياسية في بوردو ومؤلف كتاب إيران وأفريقيا: التعاون في اختبار الحقائق، تعمل إيران بشكل سريع على تطوير سياسة اقتصادية تهدف إلى ”تخفيف إغلاق الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة عام 1984 وخاصة منذ عام 1995“.
وتحت رئاسة محمود أحمدي نجاد استغلت الجمهورية الإسلامية نفوذها في أفريقيا على مساعدات التنمية، ووفق حاج بوبا نوهو، فقد وقعت طهران في مارس 2005 ”اتفاقية بمبلغ 1.5 مليون دولار كمساعدة لميزانية الدولة الغانية“.
سياسة اقتصادية
ووفق التقرير، تعمل إيران تدريجيا على زيادة تجارتها مع أفريقيا في مجالات مصانع تجميع السيارات وإمدادات النفط واستخراج الغاز والكهرباء والسلع الاستهلاكية، كما تعمل على تطوير التعاون العسكري، لا سيما في المجال البحري.
حيث تنفق الدولة مبالغ كبيرة على البنية التحتية الاجتماعية والصحية خاصة من خلال الهلال الأحمر الإيراني.
وفي عام 2017 افتتح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مستشفى في كمبالا بأوغندا، بتمويل جزئي من إيران، وبحسب مسعود كمالي أردكاني، المدير العام السابق للمكتب الإيراني للدول العربية والأفريقية لمنظمة دعم التجارة، فقد وصلت التجارة بين إيران وأفريقيا إلى مستوى قياسي بلغ 1.2 مليار دولار بين الجانبين خلال عامي 2017 و 2018.
ولكن على الرغم من هذا النمو فإن التجارة مع إيران في عام 2018 لم تمثل سوى 0.12٪ من إجمالي تجارة أفريقيا مع العالم وبلغت الصادرات الإيرانية 600 مليون دولار بين عامي 2018 و 2019.
وفي أكتوبر 2020، أكد المدير العام الجديد للمكتب الإيراني للدول العربية والأفريقية في الأراضي الفلسطينية، فرزاد بلتان، أن المنظمة ستعيد تحديد استراتيجيتها للسماح لإيران بالاستفادة من مزايا السوق الأفريقية، مضيفًا أن ”استراتيجية إيران في أفريقيا سياسية أكثر من كونها قائمة على العقلانية الاقتصادية“، منوهًا إلى أن الاستراتيجية الاقتصادية حققت نجاحًا محدودًا، باستثناء جنوب أفريقيا، حيث تعمقت العلاقة بينهما.
تجاوز العقوبات الأمريكية
وقال مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط، أليكس فاتانكا، إنه ”للالتفاف على العقوبات الأمريكية كان على إيران أن تجد مناطق رمادية لا تراقبها الولايات المتحدة عن كثب لإجراء معاملاتها“، لكن السوق التقليدية الإيرانية هي أوروبا، وفي السنوات الأخيرة شرق آسيا وخاصة الصين.
ويقول الباحث: ”إن سياسة إيران تجاه أفريقيا هي مشروع ثانوي مرتبط بمشروع أكبر: المنافسة مع الولايات المتحدة“.
ويؤكد أليكس أن ”إيران لا تخفي ذلك، ففي عام 2012 في قمة عدم الانحياز السادسة عشرة في طهران، أعادت التأكيد على حقها في برنامج نووي سلمي
وعندما وصل محمود أحمدي نجاد إلى السلطة كان يأمل في إيجاد حلفاء دبلوماسيين لدعمه في الأمم المتحدة لكن ذلك لم يتحقق“، مضيفًا أن إيران ”تسعى لإظهار أن الدولة ليست معزولة على الساحة الدولية، وأنها ليست الدولة الوحيدة التي لديها مشاكل مع الولايات المتحدة“.
وبالنسبة إلى أليكس فاتانكا، ”تعتبر سياسة إيران الخارجية القائمة على الأيديولوجيا في أفريقيا كارثية فهي تكلف إيران المال والوظائف والأسواق، في أفريقيا ولكن أيضًا في أماكن أخرى“.