لماذا يتاجر الإخوان بالديمقراطية ويرفضون تطبيقها عند تولى الحكم؟
لم تعرف الديمقراطية إهانة لكل مبادئها مثلما حدث لها من تيارات الإسلام السياسي وخاصة جماعة الإخوان الإرهابية، فالديمقراطية بالنسبة لهم صندوق يصل بهم إلى الحكم، وبعدها يجب أن تلعن الديمقراطية على المنابر ومعها أي منهج يؤدي إلى التنوع أو يرسخ مجتمع المواطنة، ويطرح السؤال نفسه: ما سر هذا التناقض؟
سام شامو، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن تيارات الإسلام السياسي تتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان لكن في المقابل لا يعرفون ولا يعترفون بهذه الشعارات.
يوضح سام أنهم يتحدثون عن التطور والتقدم والانفتاح والتعايش وحوار الأديان والحضارات والثقافات، لكن في حقيقة الأمر هم أسوأ وأخطر من الفاشيين والنازيين لأنهم بعيدون كل البعد عن هذه القيم والمبادئ الإنسانية.
ولفت إلى أن هذه التيارات أوصلت الشعوب والأوطان إلى رفض الديمقراطية، بعدما جعلوهم في مقدمة شعوب ودول العالم في الإرهاب والقتل والحروب، على حد قوله.
أما محمد الساعد، الكاتب والمحلل السياسي، فيرى أن جماعة الإخوان الإرهابية لا تعرف للعهد مكانا وليس لديها للمعروف جزاء إلا النكران، موضحا أنهم ومن خرجوا من عباءتهم لم يعتذروا عن اغتيال السادات، ولم يبذلوا القليل من الفهم السياسي للتحاور مع المعارضين لهم على حد سواء، بل كانوا يصدرون القتل باعتباره الرد الأمثل لكل من يعترض مشروعهم.
وأشار الساعد إلى أن الإخوان دعموا عمليات عسكرية تضمنت تفجيرات واغتيالات لشخصيات سياسية وثقافية وسياح أجانب داخل المدن المصرية، وألحقوها بمحاولة اغتيال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في أديس أبابا.
وأضاف أن ممارسة الاغتيال السياسي أحد أهم أدوات الإخوان في لإزاحة الخصوم، مردفا: دبروا محاولات قتل في حق أرفع قيادة سعودية ـ الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ رحمه الله عن طريق سعد الفقيه، والمسعري.
وتابع: لم يسع التنظيم الإخواني وأنصاره إلى حل خلافاتهم مع الآخرين بالحوار والصبر والتنازل، فلا يملكون إلا القتل عندما تسنح لهم الظروف والدعم.
واختتم الباحث مؤكدا أن القتل المادي شيء والمعنوي شيء آخر، فهم يشوهون الخصوم ويلصقون كل التهم بهم، والتحريض على خلق صورة ذهنية خاطئة عنهم في الإعلام العربي والعالمي، وتوظيفها لصالح دول في الإقليم، مردفا: هذا هو الوجه الآخر من عمليات الاغتيال.