لما يطالب علماء المسلمين بحظر الإخوان على أسس فقهية ودينية؟.. ينتصرون للإساءة والحقد والانتقام.. وبقاء التنظيم فتنة كبرى
خلال العام الماضي، خرجت العديد من الفتاوى التاريخية لعلماء المسلمين ولا سيما المؤسسات الرسمية من كبار العلماء في السعودية والأزهر والإفتاء والأوقاف في مصر وغيرهم من البلدان العربية، وجميعها تطالب بحظر جماعة الإخوان الإرهابية.
الجميع اتفق على أهمية حظر التنظيم وعدم إعادته للحياة، لكن اللافت أن ذلك بُنى بأسس فقهية ودينية وليست سياسية فقط، ما يستدعي التوضيح، عن سر إصرار العلماء على تفكيك التنظيم وكتابة سطر النهاية له.
فكر ضال
خالد محمد، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن علماء المسلمين رفضوا فكر الإخوان، والعلماء لا يتأثرون بمتاع الدنيا ويريدون فقط وجه الله.
وأوضح أن ما يختلط في الدنيا بين الحق والباطل في عقول البشر لا يكشفه إلا العلماء، ولا يجليّه إلا من بذلوا أنفسهم للعلم، وبالتالي البيانات الصادرة عنهم يجب أن تجد الاحترام الكبير والتنفيذ العاجل الدقيق على مستوى الدولة الرسمي وعلى المستوى الشعبي.
يرى الباحث أن العلماء مؤتمنون على الأمة الإسلامية، وأكبر الفتن والمصائب التي بلينا بها ما يُسمى بتنظيم جماعة الإخوان مردفا: جماعة فاسدة ومنحرفة نبتت في بداية العصر الحديث وحظيت بالرعاية من قبل أعداء هذا الدين، فألبسوها حب الإسلام والحرص المسلمين وهي لا تريد إلا الدمار والفساد.
لفت الباحث إلى أن من ينتسب إلى هذه الجماعة بل والمتعاطف معها تربوا على الإساءة والحسد والحقد والانتقام، مضيفا: يجب الانتباه للخطر الفكري والتنظيمي لهذه الجماعة التي تعتمد على المكر والخديعة والكذب والغش.
وأكد أن الجماعة صنفت في أغلب دول المنطقة والعالم على قوائم التنظيمات الإرهابية بعد أن ثبت صلتها بالإرهاب الذي ما زال ينهش في جسد الأمة الإسلامية بأهداف وخطط بعيدة كل البعد عن المنهج الشرعي الصحيح.
ويرى خالد أن حظر الإخوان "شرعيا" خطوة جبارة تجاه حماية الأمة الإسلامية من خطر هذه الجماعة، فاجتثاث الشجرة الخبيثة يحفاظ على ما تبقى من جسد الأمة، إذا ما أردنا لهذا الجسد أن ينمو من جديد بشكل صحيح، حتى يتعافى قوياً متماسكاً.
دماء وعنف
مها الشريف الكاتبة والباحثة ترى أن جماعة الإخوان الإرهابية، لها تاريخ مليء بالعنف والصراع والصخب الذي لا ينتهي فضلا عن الحقد والكذب في أقبح صوره وأشكاله.
تضيف الشريف: لا تكاد تقلب صفحة من صفحات تاريخ الجماعة، إلا تجده أكثر اضطراباً، فالإخوان تنظيم مليء بالخيانة ولا يعرف ماذا يعنيه الولاء للأوطان.
أشارت الباحثة إلى معاناة مصر من هذا التنظيم الذي يحمل أفكارا ومعتقدات متطرفة، مؤكدة أن أنصاره مثل الثعابين التي تتلون داخل المجتمعات، وينتظرون فرصة الوصول للسلطة حتى يقيمون أساسات لأفكارهم قائمة على الصراع والتدمير.
واستكملت: الإسلام السياسي يضم حركات وجماعات أضافت كثيراً من البدع وغيرت الواقع والفهم الأعمق للإسلام، وعلى نفس هذا المسار ظهرت حركات سياسية متأسلمة منها تنظيم الإخوان، الذي سعى للحكم وفشل بعد الوصول إليه في مصر وليبيا وتونس.
ترى الباحثة أن أساليب الجماعة في الحياة مغلفة بالعنف ومدججة بالسلاح، وأسلوبهم في خسارة السلطة يكشف عن ذلك في مصر وليبيا وغيرها من البلدان، مردفة: هذه جماعة تشبه إمبراطوريات الظل، تضم قيادات هاربة لها تاريخ مشبوه في عقد التحالفات الإجرامية.
اختتمت الباحثة مؤكدة أن القضية لم تعد تتعلق فقط بالمنطقة العربية والإسلامية، بل سيتم تصنف الجماعة منظمة إرهابية من أوروبا أيضا، بعد أن أصبحت على علم بخطورة التنظيم الآن على الأمن والثقافة والإنسانية بأكملها.