نصر عارف: حرب الشائعات تتاجر بالمواطن البسيط وتحول حياته لـ"جحيم"
قال الدكتور نصر عارف، مدير معهد دراسات العالم الإسلامي: إن حرب الشائعات تملأ الفضاء الإلكتروني، والقنوات الفضائية القادمة من وراء الحدود، حيث يطلون من جميع النوافذ، ويخرجون من جميع القنوات، ينادون طوال الليل والنهار على بضاعتهم بحرفية واقتدار.
وأوضح عارف أن الشائعات تروج بحيل السحرة والبهلوانات ومكرهم حتى يشدوا الناس إلى بضاعتهم سواء بالترغيب، أو بالاستفزاز، المهم أن تشتري منهم في النهاية، ولا تغادرهم دون أن تفعل.
وأضاف: أصحابها يبيعون كل أنواع ومستويات الخوف، يحولون الكذبة الصغيرة إلى أزمة عميقة، المهم أن يجدوا ما يبيعونه كل يوم، وغاية جهدهم تسويد حياة الشعب وإغراقها بكل ما هو متاح من المشكلات والهموم وتضخيم تلك المشكلات والنفخ فيها حتى تصبح جبلاً لا أمل في زحزحته.
وتابع: يداومون على اختلاق الأكاذيب واستغلال المشكلات الصغيرة وتحويلها إلى كوارث كبيرة والبحث عن مواطن الخلل في الدولة وجهازها الحكومي والإداري وتضخيمه بدلاً من تقديم اقتراحات لإصلاحه.
وأضاف: عينهم على الإنسان البسيط حتي يضاعفوا من واقعه البائس المرير بشاعة، مردفا: أولئك هم بائعو الخوف وناشرو الشائعات الذين يعيشون على أوجاع الناس دون تقديم حلول لها.
وأوضح الباحث أن النقد البناء والسعي للإصلاح يختلف جذرياً عن تجارة الخوف، على الرغم من أنهما يتناولان موضوعاً واحداً، ويكشفان حقيقة واحدة، ولكنهما يختلفان في الغاية.
واختتم: النقد البناء يهدف إلى إصلاح الحال، والحفاظ على الأمل، أما تجار والخوف وتجار الشائعات فيهدفون إلى سرقة الأمل ودفع الأوطان نحو الانهيار والتفكك.