حكومة "تل أبيب" الجديدة.. معركة "السكرتير المتطرف والرئيس الفاسد".. جدعون ساعر متطرف إسرائيلي يهدد مستقبل "نتنياهو"
كانت قاعة البرلمان الإسرائيلي «الكنيست» تعج بالأعضاء فهذا يتثاءب وذاك يشعر بالملل، ونائبة تحرك يديها في شعرها في محاولة للتوصل إلى حل للأزمة السياسية في إسرائيل ورغبة من المواليين في إنقاذ حكومة بنيامين نتنياهو المتعثرة بالأساس.
انتخابات جديدة
لكن المسألة حُسمت بحل الكنيست نفسه واتخاذ قرار بالذهاب إلى انتخابات جديدة، تعتبر الرابعة من نوعها في غضون أقل من عامين بعد فشل الخصوم في الاتفاق على تمرير الموازنة الإسرائيلية.
قرار «حل الكنيست» يعني أن إسرائيل ستخوض انتخابات في مارس المقبل، وستُشكل حكومة إسرائيلية جديدة، والسؤال المطروح : ما هي فرصة نتنياهو في أن يصبح رئيس الوزراء المقبل؟ وإن لم يفلح هذه المرة فمن سيكون البديل؟
صورة الخارطة السياسية في إسرائيل بعد حل الكنيست الـ 23 تظهر أن معسكر «لا لـ بيبي» لديه فرصة أفضل بكثير في تشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة.
و«بيبي» لقب أطلق على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، كما تشير أبرز الاتجاهات في النظام السياسي الإسرائيلي في الآونة الأخيرة إلى أن جدعون ساعر، وزير الداخلية الإسرائيلي الأسبق قادر على تشكيل الحكومة القادمة، دون حزب الليكود ورئيسه بنيامين نتنياهو.
السكرتير المتطرف
والمفارقة أن «ساعر» هو من سبق وأن اختاره «نتنياهو» سكرتيرًا لوزارته خلال ولايته الأولى في عام 1999.
وعلى خلفية التدهور المستمر في استطلاعات الرأي، في الأيام الأخيرة بإسرائيل كانت هناك تقييمات سلبية متزايدة فيما يتعلق بمستقبل حزب «أزرق أبيض» برئاسة بيني جانتس الذي تمكن من تحقيق نجاحات في الانتخابات السابقة.
وأصبح رئيس الحكومة البديل مع «نتنياهو»، حيث كان من المقرر أن يرأس الحكومة لمدة عامين مع «نتنياهو» في إطار المدة المقرر لها 4 سنوات، غير أن حل الكنيست وتفكيك حكومة «نتنياهو» حال دون ذلك.
ووفقًا للاستطلاعات الإسرائيلية، فإن الكتلة اليمينية تتزايد، لكن هناك أيضًا توقعات كبيرة بشأن عدم تمكن «نتنياهو» من تشكيل الحكومة القادمة، وإذا كان الأمر كذلك فإن رحلة طويلة تنتظر إسرائيل حتى تشكيل الحكومة القادمة.
حالة تخبط
الأحداث السياسية الأخيرة في إسرائيل وحالة التخبط وتكرار عملية حل الكنيست وفشل الحكومات الإسرائيلية كل مرة في اتمام مدتها المقرر لها 4 سنوات وأنهيارها في غضون أشهر قليلة وهو ما تكرر نحو 4 مرات في أقل من عامين يعزز فكرة أن إسرائيل دولة فاشلة ولا تعرف طريق الديموقراطية.
وخاصة أنها لا تحترم الأقلية في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) وهو نظام سياسي مبني في الأساس على العنصرية والنعرات العرقية، كما أنه يعتبر أحد أبرز أسباب الفشل السياسي الإسرائيلي.
وبالعودة إلى جدعون ساعر، المرشح بقوة لخلافة نتنياهو في تشكيل الحكومة المقبلة والبالغ من العمر 54 عاما، نجد أنه شخصية لا تحظى بشهرة دولية، لكنه يميني متطرف لا يقل في إرهابه عن «نتنياهو» الذي ينتقده ويرى أنه ذهب بإسرائيل إلى الهاوية.
كما أن «ساعر» في عمر الـ 15 عاما كان عضوا في حركة النهضة الإسرائيلية وهى حركة متطرفة كانت شديدة المعارضة لفكرة الانسحاب الإسرائيلي من سيناء، أي أن التطرف وكراهية العرب والمصريين بالذات الذين نجحوا في استعادة أرضهم من المحتل الصهيوني هم أبغض الناس لديه وهو لا يقل تطرفا عن نتنياهو الإرهابي.
انقلاب ساعر
ورغم أن «ساعر» كان عضوا في حزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو، لكنه انقلب ضده في الأيام الأخيرة وأعلن انسحابه من الحزب وقرر تشكيل حزب خاص به يدعى «أمل جديد» كونه كان يعلم أن البساط ينسحب من تحت أقدام «نتنياهو»، وأن فكرة حل الكنيست والذهاب لانتخابات مبكرة أمر كان معروف مسبقا، ومن خلال حزبه الجديد يتبين استعداده لمعركة الانتخابات الإسرائيلية في مارس المقبل والتي تشير غالبية التوقعات أن فرص فوزه فيها كبيرة جدًا.
«ساعر» شغل مناصب مثل وزير التربية والتعليم ووزير الداخلية وكان عضو الكنيست عن الليكود، والتحق بالجيش الإسرائيلي وعمل كجندي في لواء «جولاني» المتطرف المعروف عنه تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية وارتبط اسمه بالعديد من الفضائح خاصة خلال فترة الانتفاضة الأولى، فضلا عن الجرائم التي ارتكبها في حرب غزة الأخيرة.
كما عينه المتطرف شارون في حكومته في 2001 لمنصب سكرتير الحكومة مرة أخرى بعد أن فعلها نتنياهو في المرة الأولى عام 1999 كما دخل الكنيست لأول مرة في عام 2003، وكان من أبرز المعارضين لفكرة شارون بشأن الانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة في 2005 وصوت ضد الخطة في الكنيست، معروف بأيديولوجيته المتطرفة تجاه اللاجئين الأفارقة وبالطبع الفلسطينيين!
ورغم أن «ساعر» له نصيب الأسد في الاستطلاعات إلا أنه هناك توقعات بفرص تقدم زعيم حزب البيت اليهودي المتطرف أيضًا نفتالي بينت في الانتخابات المقبلة وهو من الوجوه التي لا تقل تطرفا أيضًا عن نتنياهو وخاصة بعد إعلانه رسميا الترشح لمنصب رئيس وزراء إسرائيل، وفي كل الأحوال صناديق الاقتراع في مارس المقبلة ستقول كلمتها لأن الناخب من الممكن أن يغير رأيه بين عشية وضحاها في ضوء الوعود الانتخابية والإغراءت التي يقدمها كل ناخب في حملته الانتخابية.
انتخابات جديدة
لكن المسألة حُسمت بحل الكنيست نفسه واتخاذ قرار بالذهاب إلى انتخابات جديدة، تعتبر الرابعة من نوعها في غضون أقل من عامين بعد فشل الخصوم في الاتفاق على تمرير الموازنة الإسرائيلية.
قرار «حل الكنيست» يعني أن إسرائيل ستخوض انتخابات في مارس المقبل، وستُشكل حكومة إسرائيلية جديدة، والسؤال المطروح : ما هي فرصة نتنياهو في أن يصبح رئيس الوزراء المقبل؟ وإن لم يفلح هذه المرة فمن سيكون البديل؟
صورة الخارطة السياسية في إسرائيل بعد حل الكنيست الـ 23 تظهر أن معسكر «لا لـ بيبي» لديه فرصة أفضل بكثير في تشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة.
و«بيبي» لقب أطلق على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، كما تشير أبرز الاتجاهات في النظام السياسي الإسرائيلي في الآونة الأخيرة إلى أن جدعون ساعر، وزير الداخلية الإسرائيلي الأسبق قادر على تشكيل الحكومة القادمة، دون حزب الليكود ورئيسه بنيامين نتنياهو.
السكرتير المتطرف
والمفارقة أن «ساعر» هو من سبق وأن اختاره «نتنياهو» سكرتيرًا لوزارته خلال ولايته الأولى في عام 1999.
وعلى خلفية التدهور المستمر في استطلاعات الرأي، في الأيام الأخيرة بإسرائيل كانت هناك تقييمات سلبية متزايدة فيما يتعلق بمستقبل حزب «أزرق أبيض» برئاسة بيني جانتس الذي تمكن من تحقيق نجاحات في الانتخابات السابقة.
وأصبح رئيس الحكومة البديل مع «نتنياهو»، حيث كان من المقرر أن يرأس الحكومة لمدة عامين مع «نتنياهو» في إطار المدة المقرر لها 4 سنوات، غير أن حل الكنيست وتفكيك حكومة «نتنياهو» حال دون ذلك.
ووفقًا للاستطلاعات الإسرائيلية، فإن الكتلة اليمينية تتزايد، لكن هناك أيضًا توقعات كبيرة بشأن عدم تمكن «نتنياهو» من تشكيل الحكومة القادمة، وإذا كان الأمر كذلك فإن رحلة طويلة تنتظر إسرائيل حتى تشكيل الحكومة القادمة.
حالة تخبط
الأحداث السياسية الأخيرة في إسرائيل وحالة التخبط وتكرار عملية حل الكنيست وفشل الحكومات الإسرائيلية كل مرة في اتمام مدتها المقرر لها 4 سنوات وأنهيارها في غضون أشهر قليلة وهو ما تكرر نحو 4 مرات في أقل من عامين يعزز فكرة أن إسرائيل دولة فاشلة ولا تعرف طريق الديموقراطية.
وخاصة أنها لا تحترم الأقلية في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) وهو نظام سياسي مبني في الأساس على العنصرية والنعرات العرقية، كما أنه يعتبر أحد أبرز أسباب الفشل السياسي الإسرائيلي.
وبالعودة إلى جدعون ساعر، المرشح بقوة لخلافة نتنياهو في تشكيل الحكومة المقبلة والبالغ من العمر 54 عاما، نجد أنه شخصية لا تحظى بشهرة دولية، لكنه يميني متطرف لا يقل في إرهابه عن «نتنياهو» الذي ينتقده ويرى أنه ذهب بإسرائيل إلى الهاوية.
كما أن «ساعر» في عمر الـ 15 عاما كان عضوا في حركة النهضة الإسرائيلية وهى حركة متطرفة كانت شديدة المعارضة لفكرة الانسحاب الإسرائيلي من سيناء، أي أن التطرف وكراهية العرب والمصريين بالذات الذين نجحوا في استعادة أرضهم من المحتل الصهيوني هم أبغض الناس لديه وهو لا يقل تطرفا عن نتنياهو الإرهابي.
انقلاب ساعر
ورغم أن «ساعر» كان عضوا في حزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو، لكنه انقلب ضده في الأيام الأخيرة وأعلن انسحابه من الحزب وقرر تشكيل حزب خاص به يدعى «أمل جديد» كونه كان يعلم أن البساط ينسحب من تحت أقدام «نتنياهو»، وأن فكرة حل الكنيست والذهاب لانتخابات مبكرة أمر كان معروف مسبقا، ومن خلال حزبه الجديد يتبين استعداده لمعركة الانتخابات الإسرائيلية في مارس المقبل والتي تشير غالبية التوقعات أن فرص فوزه فيها كبيرة جدًا.
«ساعر» شغل مناصب مثل وزير التربية والتعليم ووزير الداخلية وكان عضو الكنيست عن الليكود، والتحق بالجيش الإسرائيلي وعمل كجندي في لواء «جولاني» المتطرف المعروف عنه تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية وارتبط اسمه بالعديد من الفضائح خاصة خلال فترة الانتفاضة الأولى، فضلا عن الجرائم التي ارتكبها في حرب غزة الأخيرة.
كما عينه المتطرف شارون في حكومته في 2001 لمنصب سكرتير الحكومة مرة أخرى بعد أن فعلها نتنياهو في المرة الأولى عام 1999 كما دخل الكنيست لأول مرة في عام 2003، وكان من أبرز المعارضين لفكرة شارون بشأن الانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة في 2005 وصوت ضد الخطة في الكنيست، معروف بأيديولوجيته المتطرفة تجاه اللاجئين الأفارقة وبالطبع الفلسطينيين!
ورغم أن «ساعر» له نصيب الأسد في الاستطلاعات إلا أنه هناك توقعات بفرص تقدم زعيم حزب البيت اليهودي المتطرف أيضًا نفتالي بينت في الانتخابات المقبلة وهو من الوجوه التي لا تقل تطرفا أيضًا عن نتنياهو وخاصة بعد إعلانه رسميا الترشح لمنصب رئيس وزراء إسرائيل، وفي كل الأحوال صناديق الاقتراع في مارس المقبلة ستقول كلمتها لأن الناخب من الممكن أن يغير رأيه بين عشية وضحاها في ضوء الوعود الانتخابية والإغراءت التي يقدمها كل ناخب في حملته الانتخابية.