"سلام".. سلاح دار الإفتاء الجديد لمواجهة "الإرهاب الأسود".. "تصحيح المفاهيم المغلوطة" وتحديد مصادر التشدد أبرز المهام
في إطار الإستراتيجية التي اعتمدها منذ سنوات عدة، لمواجهة الأفكار المتطرفة والجماعة الإرهابية التي تسعى لهدم المجتمع، تعتزم دار الإفتاء المصرية، خلال الفترة المقبلة، تدشين مركز «سلام» لدراسات التطرف، ليكون أحدث وسائل الدار للرد على الأفكار المتطرفة باستخدام أساليب حديثة، ولينضم المركز الجديد إلى بقية الأدوات التي تستخدمها الدار لأداء رسالتها في نشر «الوسطية» وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تحاول الجماعات المتطرفة نشرها في المجتمع.
مركز سلام
فكرة «سلام» تقوم على أنه مركز بحثي وعلمي وفكري مستقل، يعمل تحت إشراف دار الإفتاء، ويرتكز على أسس علمية رصينة في تعميق المناقشات العامة والأكاديمية والدينية المتعلقة بقضية التشدد والتطرف، ودعم عملية صنع السياسات الخاصة بعملية مكافحة التطرف.
ويتشكل المركز من وحدات متخصصة لها وظائف محددة تتكامل فيما بينها لتصل إلى هدف واحد ألا وهو تعرية الجماعات الإرهابية والمتطرفة ونزع رداء الدين الذي تتخفى وراءه وتزور الحقائق من خلاله.
كما يعمل المركز على تحقيق شمولية مواجهة التطرف والإرهاب عبر تناول الأبعاد الدينية والإنسانية والاجتماعية والفكرية في عملية المكافحة، ويسعى المركز إلى تقديم توصيات وبرامج عمل لكيفية مواجهة تلك الظاهرة الآخذة في الزيادة، ومحاربتها والقضاء عليها، آخذًا في عين الاعتبار الخصوصيات والسياقات المرتبطة بتنوع الحالات وتعددها، واختلاف المناطق والبلدان، ويكون الذراع البحثية للمؤسسة الإفتائية، وتحديدًا فيما يتعلق بقضايا التشدد والتطرف التي تضرب العالم أجمع وتهدم الإنسان والعمران.
مواجهة التطرف
ويهتم مركز «سلام» بمكافحة التطرف على ثلاثة مستويات رئيسية، هي: أولًا: مستوى التعامل مع الفكر المتطرف، حيث أصبح من الواضح تقدم الإستراتيجيات التي تستخدمها الجماعات المتطرفة في تجنيد فئات المجتمع المختلفة خاصة الشباب والنشء، والتي تعتمد على الاستدلالات الفقهية والشرعية من أجل التعبير عن رؤيتها للآخر وللعالم، مثل وجوبية الجهاد والحكم بما أنزل الله والخلافة وحتمية المواجهة مع الكفار وغيرها.
ثانيًا : مستوى ضحايا التطرف، وهم الأسرة والأقارب والأصدقاء، على نحو يعكس الاهتمام بالبعد الإنساني والاجتماعي في مكافحة التطرف، حيث تظل هذه الدائرة من التفاعلات المحيطة بالمتطرف خط دفاع رئيسي في عملية المكافحة الفعالة.
ثالثًا: مستوى تحصين المجتمع من الأفكار المتطرفة، على نحو يحول دون استمرار انتشار الأفكار المتطرفة في المجتمع وانتقالها بين الأجيال المختلفة، وهو ما يتطلب سلسلة من إجراءات المكافحة التي لا تهتم بمعالجة الأسباب الجذرية للتطرف فقط أو تلك المتعلقة بالسياق المشجع على تبني الفكر المتطرف، وإنما أيضا بمعالجة العوامل المحفزة والتي تفسر سبب تبني شخص ما فكر متطرف في الوقت الذي يعزف شخص آخر له نفس الظروف الاجتماعية والاقتصادية عن تبني ذلك الفكر.
رؤية مصر
وأكدت الدار أن المركز يمثل انعكاسا لدور الدولة المصرية الرائد في مواجهة التطرف والإرهاب، وهو تعبير وتطبيق لرؤية الدولة المصرية، في المواجهة الشاملة للفكر المتطرف والمنحرف عبر بوابات تجديد الخطاب الديني ومواجهة الشائعات ومحاولات النيل من أمن واستقرار الدولة المصرية.
كما أنه يمثل انعكاسا لرؤية الدولة المصرية في التحول الرقمي عبر اعتماد أدوات وآليات تكنولوجية وإعلامية حديثة يتم توظيفها في مواجهة الفكر المنحرف.
وأشارت الدار إلى أن «سلام» يحمل رسالة تكامل بين المؤسسات الفاعلة، وشمولية في التعاطي مع التطرف والإرهاب، وإدراكا للظرف التاريخي الذي يحتم على المؤسسة الإفتائية الأعرق أن تضطلع بواجبها الديني والوطني في مواجهة فاعلة وناجعة في مواجهة التطرف والإرهاب، وخلق كيان يتسم بالمرونة والفاعلية.
ويجمع بين الجوانب المتعددة لظاهرة التطرف، انطلاقا من الجانب الديني، مرورا بالجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية والتربوية، لكي تكون الاستجابة متنوعة بقدر تنوع تعقد الظاهرة.
الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، أوضح أن «أهداف المركز تنبثق من رؤية ورسالة دار الإفتاء المصرية باعتبارها المؤسسة الأهم في مجال الفتاوى ومعالجتها، عبر استخدام عدد من الأدوات والآليات لتحقيق تلك الرسالة على المستوى العلمي والأكاديمي والفقهي، ونشرها على المستوى المجتمعي».
فتاوي التكفير
وأضاف أن «الأهداف تتركز في التصدي لظاهرة فتاوى التكفير والآراء المتشددة في مختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمي، وتقديم معالجات فكرية ودينية لتلك الظاهرة وآثارها، ومحاولة الوقوف على الأنماط التكفيرية والمتشددة في المجتمع لتكون محل مزيد من البحث والدراسة لتقديم تصور لعلاج الظاهرة والمرتبطين بها.
ومتابعة وتحليل وتفنيد الفتاوى والآراء المتشددة، وتقديم خريطة للموضوعات والفتاوى الدينية المنتشرة على وسائل الإعلام، وتحديد مصادر التشدد والتطرف وكيفية مواجهتها، والمساهمة في تحقيق رؤية الدولة المصرية ورؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي في المواجهة الشاملة للتطرف والتشدد والإرهاب عبر بوابات التجديد الديني».
تقدير موقف
وأشار «نجم» أيضا إلى أنه من ضمن أهداف المركز تقديم مخرجات علمية رصينة تسهم في دعم صنع السياسات المتعلقة بمواجهة التطرف والتشدد والإرهاب، عبر تقديم سلسلة من تقارير ودراسات «تقدير الموقف».
وتقديم إسهام علمي رصين لاستشراف ظاهرة التطرف والتشدد ومناطق الخطر عبر سلسلة من دراسات «الإنذار المبكر» والمتعلقة بخرائط التشدد ومصادرها وأدواتها وأنماطها مع تحديد أدوات وآليات مواجهته ومكافحته، وبناء قاعدة معلومات لكافة الفواعل الإرهابية والمتطرفة، وتحليل متواصل لكافة إصداراتهم وأفكارهم، بجانب توظيف الحداثة والذكاء الاصطناعي في تحديد مسارات الإرهاب والتطرف وتجفيف منابعه.
وتقديم النشرات الإخبارية الدينية والمركزة على الفتاوى والمقولات التكفيرية بشكل منتظم ودوري، وخلق ذاكرة رصدية لدى العالم الإسلامي بشكل عام، ولدى مؤسسة الإفتاء بشكل خاص يما يتعلق بمسائل الفتوى والآراء المتشددة، وتقديم الاستشارات الأكاديمية والفقهية والإعلامية المتخصصة في مواجهة التشدد والتطرف.
وشدد مستشار مفتى الجمهورية على أن «دار الإفتاء تسعى من خلال مركزها الإستراتيجي أن تشكل إضافة قوية ومهمة لمواجهة التطرف والتشدد، خاصة وأنها ترتكز على تراث علمي أصيل ومناهج بحث موضوعية.
وذلك استنادًا إلى عدد من الأدوات والأوعية التي تنوي الدار الاستناد إليها، من بينها إصدار نشرات دورية تحوي ثمرة العمل البحثي والعلمي للمركز، إيمانا من الدار أن مواجهة التطرف والقضاء عليه لا يكون بمعزل عن مواجهة الأفكار والأطروحات التي يستند إليها الفكر المتشدد والداعين له، إضافة إلى إعداد الدراسات المستقبلية المتعلقة بتحديد بؤر التطرف المتوقعة، سواء في الواقع الفعلي أو الافتراضي، واقتراح الإجراءات والخطوات الواجب اتخاذها حيالها».
حلقات نقاشية
وكشف «نجم» أن الدار تسعى لعقد ندوات وورش عمل وحلقات نقاشية للخبراء والباحثين في مجالات مكافحة التطرف، من خلال إعداد عدد من الندوات وورش العمل والمؤتمرات العلمية الدافعة لهذا الهدف، والمفيدة له، والهادفة إلى تبادل الخبرات والمعارف اللازمة لمواجهة الظاهرة، والتواصل مع مختلف الخبراء والمتخصصين في هذا المجال في داخل مصر وخارجها لمواكبة التطورات والتغيرات الجارية في هذا المضمار.
كما يسعى المركز لتأسيس وتشبيك الجهات والمنظمات ومراكز الأبحاث العاملة في مجال مكافحة التشدد، وترسيخ هذا التعاون ليكون نواة لتكامل مؤسسي ودولي في مكافحة التشدد، وبداية فعلية لوضع مناهج وأدوات لمعالجة المشكلات المرتبطة بالتشدد والتطرف.
وتابع: تسعى الدار من خلال المركز الإستراتيجي لدراسات التشدد أن تقدم نماذج علمية وإستراتيجية لعلاج ظاهرة التشدد وتحديد أنجع السبل للتعامل معها والتقليل من خطرها، والدار أجرت حصرا لكافة المؤسسات والمراكز البحثية العاملة في مجال مكافحة التشدد والمجالات القريبة والمشابهة، لتحديد نقاط التكامل وعناصر التفرد والتميز، حيث توصلت إلى قناعة مهمة تتعلق بأهمية.
وضرورة إعداد دليل إرشادي ونموذج عمل لمعالجة ظاهرة التشدد بشكل عام، يراعي خصوصية الدول والشعوب، ويقف على السمات العامة والمشتركة لمشكلات التشدد حول العالم، ويقدم مخرجات تفيد الدول والمجتمعات في حصار مشكلات التشدد والتطرف المستشرية في أوساط العرب والمسلمين، والتي باتت الخطر الأكبر والأكثر إلحاحا على المنطقة بأكملها.
مواقع إلكترونية
كما يستهدف المركز إطلاق مواقع إلكترونية باللغات يساهم في نشر المواد العلمية والتعريف بدور المركز وأهدافه، وتدشين صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق أكبر تواصل ممكن ونشر هادف لمخرجات المركز ومنتجاته العلمية والبحثية الهادفة لاستئصال بئر التشدد ومصادر التطرف.
وأكد مستشار مفتي الجمهورية أن دار الإفتاء تسعى عبر مركز «سلام» إلى إطلاق أكبر قاعدة موسوعات فقهية وعلمية مبسطة في تفنيد وتصحيح المفاهيم والفتاوى التكفيرية التي تستخدمها التنظيمات الإرهابية سواء في التحريض على الدول والمؤسسات أو التحريض على المجتمعات وقيمها المجتمعية وأعرافها.
كما تعمل الدار على أن تكون تلك الموسوعات مبسطة وبلغة تستوعبها أجيال مختلفة متعاقبة، مع العمل على تحديث أدوات الخطاب الديني من خلال تلك الموسوعات، موضحًا أيضا أن الدار تسعى عبر مركز«سلام» إطلاق أول قاعدة بيانات عربية متعلقة بظاهرة التشدد والتطرف والإرهاب.
نقلًا عن العدد الورقي...
مركز سلام
فكرة «سلام» تقوم على أنه مركز بحثي وعلمي وفكري مستقل، يعمل تحت إشراف دار الإفتاء، ويرتكز على أسس علمية رصينة في تعميق المناقشات العامة والأكاديمية والدينية المتعلقة بقضية التشدد والتطرف، ودعم عملية صنع السياسات الخاصة بعملية مكافحة التطرف.
ويتشكل المركز من وحدات متخصصة لها وظائف محددة تتكامل فيما بينها لتصل إلى هدف واحد ألا وهو تعرية الجماعات الإرهابية والمتطرفة ونزع رداء الدين الذي تتخفى وراءه وتزور الحقائق من خلاله.
كما يعمل المركز على تحقيق شمولية مواجهة التطرف والإرهاب عبر تناول الأبعاد الدينية والإنسانية والاجتماعية والفكرية في عملية المكافحة، ويسعى المركز إلى تقديم توصيات وبرامج عمل لكيفية مواجهة تلك الظاهرة الآخذة في الزيادة، ومحاربتها والقضاء عليها، آخذًا في عين الاعتبار الخصوصيات والسياقات المرتبطة بتنوع الحالات وتعددها، واختلاف المناطق والبلدان، ويكون الذراع البحثية للمؤسسة الإفتائية، وتحديدًا فيما يتعلق بقضايا التشدد والتطرف التي تضرب العالم أجمع وتهدم الإنسان والعمران.
مواجهة التطرف
ويهتم مركز «سلام» بمكافحة التطرف على ثلاثة مستويات رئيسية، هي: أولًا: مستوى التعامل مع الفكر المتطرف، حيث أصبح من الواضح تقدم الإستراتيجيات التي تستخدمها الجماعات المتطرفة في تجنيد فئات المجتمع المختلفة خاصة الشباب والنشء، والتي تعتمد على الاستدلالات الفقهية والشرعية من أجل التعبير عن رؤيتها للآخر وللعالم، مثل وجوبية الجهاد والحكم بما أنزل الله والخلافة وحتمية المواجهة مع الكفار وغيرها.
ثانيًا : مستوى ضحايا التطرف، وهم الأسرة والأقارب والأصدقاء، على نحو يعكس الاهتمام بالبعد الإنساني والاجتماعي في مكافحة التطرف، حيث تظل هذه الدائرة من التفاعلات المحيطة بالمتطرف خط دفاع رئيسي في عملية المكافحة الفعالة.
ثالثًا: مستوى تحصين المجتمع من الأفكار المتطرفة، على نحو يحول دون استمرار انتشار الأفكار المتطرفة في المجتمع وانتقالها بين الأجيال المختلفة، وهو ما يتطلب سلسلة من إجراءات المكافحة التي لا تهتم بمعالجة الأسباب الجذرية للتطرف فقط أو تلك المتعلقة بالسياق المشجع على تبني الفكر المتطرف، وإنما أيضا بمعالجة العوامل المحفزة والتي تفسر سبب تبني شخص ما فكر متطرف في الوقت الذي يعزف شخص آخر له نفس الظروف الاجتماعية والاقتصادية عن تبني ذلك الفكر.
رؤية مصر
وأكدت الدار أن المركز يمثل انعكاسا لدور الدولة المصرية الرائد في مواجهة التطرف والإرهاب، وهو تعبير وتطبيق لرؤية الدولة المصرية، في المواجهة الشاملة للفكر المتطرف والمنحرف عبر بوابات تجديد الخطاب الديني ومواجهة الشائعات ومحاولات النيل من أمن واستقرار الدولة المصرية.
كما أنه يمثل انعكاسا لرؤية الدولة المصرية في التحول الرقمي عبر اعتماد أدوات وآليات تكنولوجية وإعلامية حديثة يتم توظيفها في مواجهة الفكر المنحرف.
وأشارت الدار إلى أن «سلام» يحمل رسالة تكامل بين المؤسسات الفاعلة، وشمولية في التعاطي مع التطرف والإرهاب، وإدراكا للظرف التاريخي الذي يحتم على المؤسسة الإفتائية الأعرق أن تضطلع بواجبها الديني والوطني في مواجهة فاعلة وناجعة في مواجهة التطرف والإرهاب، وخلق كيان يتسم بالمرونة والفاعلية.
ويجمع بين الجوانب المتعددة لظاهرة التطرف، انطلاقا من الجانب الديني، مرورا بالجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية والتربوية، لكي تكون الاستجابة متنوعة بقدر تنوع تعقد الظاهرة.
الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، أوضح أن «أهداف المركز تنبثق من رؤية ورسالة دار الإفتاء المصرية باعتبارها المؤسسة الأهم في مجال الفتاوى ومعالجتها، عبر استخدام عدد من الأدوات والآليات لتحقيق تلك الرسالة على المستوى العلمي والأكاديمي والفقهي، ونشرها على المستوى المجتمعي».
فتاوي التكفير
وأضاف أن «الأهداف تتركز في التصدي لظاهرة فتاوى التكفير والآراء المتشددة في مختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمي، وتقديم معالجات فكرية ودينية لتلك الظاهرة وآثارها، ومحاولة الوقوف على الأنماط التكفيرية والمتشددة في المجتمع لتكون محل مزيد من البحث والدراسة لتقديم تصور لعلاج الظاهرة والمرتبطين بها.
ومتابعة وتحليل وتفنيد الفتاوى والآراء المتشددة، وتقديم خريطة للموضوعات والفتاوى الدينية المنتشرة على وسائل الإعلام، وتحديد مصادر التشدد والتطرف وكيفية مواجهتها، والمساهمة في تحقيق رؤية الدولة المصرية ورؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي في المواجهة الشاملة للتطرف والتشدد والإرهاب عبر بوابات التجديد الديني».
تقدير موقف
وأشار «نجم» أيضا إلى أنه من ضمن أهداف المركز تقديم مخرجات علمية رصينة تسهم في دعم صنع السياسات المتعلقة بمواجهة التطرف والتشدد والإرهاب، عبر تقديم سلسلة من تقارير ودراسات «تقدير الموقف».
وتقديم إسهام علمي رصين لاستشراف ظاهرة التطرف والتشدد ومناطق الخطر عبر سلسلة من دراسات «الإنذار المبكر» والمتعلقة بخرائط التشدد ومصادرها وأدواتها وأنماطها مع تحديد أدوات وآليات مواجهته ومكافحته، وبناء قاعدة معلومات لكافة الفواعل الإرهابية والمتطرفة، وتحليل متواصل لكافة إصداراتهم وأفكارهم، بجانب توظيف الحداثة والذكاء الاصطناعي في تحديد مسارات الإرهاب والتطرف وتجفيف منابعه.
وتقديم النشرات الإخبارية الدينية والمركزة على الفتاوى والمقولات التكفيرية بشكل منتظم ودوري، وخلق ذاكرة رصدية لدى العالم الإسلامي بشكل عام، ولدى مؤسسة الإفتاء بشكل خاص يما يتعلق بمسائل الفتوى والآراء المتشددة، وتقديم الاستشارات الأكاديمية والفقهية والإعلامية المتخصصة في مواجهة التشدد والتطرف.
وشدد مستشار مفتى الجمهورية على أن «دار الإفتاء تسعى من خلال مركزها الإستراتيجي أن تشكل إضافة قوية ومهمة لمواجهة التطرف والتشدد، خاصة وأنها ترتكز على تراث علمي أصيل ومناهج بحث موضوعية.
وذلك استنادًا إلى عدد من الأدوات والأوعية التي تنوي الدار الاستناد إليها، من بينها إصدار نشرات دورية تحوي ثمرة العمل البحثي والعلمي للمركز، إيمانا من الدار أن مواجهة التطرف والقضاء عليه لا يكون بمعزل عن مواجهة الأفكار والأطروحات التي يستند إليها الفكر المتشدد والداعين له، إضافة إلى إعداد الدراسات المستقبلية المتعلقة بتحديد بؤر التطرف المتوقعة، سواء في الواقع الفعلي أو الافتراضي، واقتراح الإجراءات والخطوات الواجب اتخاذها حيالها».
حلقات نقاشية
وكشف «نجم» أن الدار تسعى لعقد ندوات وورش عمل وحلقات نقاشية للخبراء والباحثين في مجالات مكافحة التطرف، من خلال إعداد عدد من الندوات وورش العمل والمؤتمرات العلمية الدافعة لهذا الهدف، والمفيدة له، والهادفة إلى تبادل الخبرات والمعارف اللازمة لمواجهة الظاهرة، والتواصل مع مختلف الخبراء والمتخصصين في هذا المجال في داخل مصر وخارجها لمواكبة التطورات والتغيرات الجارية في هذا المضمار.
كما يسعى المركز لتأسيس وتشبيك الجهات والمنظمات ومراكز الأبحاث العاملة في مجال مكافحة التشدد، وترسيخ هذا التعاون ليكون نواة لتكامل مؤسسي ودولي في مكافحة التشدد، وبداية فعلية لوضع مناهج وأدوات لمعالجة المشكلات المرتبطة بالتشدد والتطرف.
وتابع: تسعى الدار من خلال المركز الإستراتيجي لدراسات التشدد أن تقدم نماذج علمية وإستراتيجية لعلاج ظاهرة التشدد وتحديد أنجع السبل للتعامل معها والتقليل من خطرها، والدار أجرت حصرا لكافة المؤسسات والمراكز البحثية العاملة في مجال مكافحة التشدد والمجالات القريبة والمشابهة، لتحديد نقاط التكامل وعناصر التفرد والتميز، حيث توصلت إلى قناعة مهمة تتعلق بأهمية.
وضرورة إعداد دليل إرشادي ونموذج عمل لمعالجة ظاهرة التشدد بشكل عام، يراعي خصوصية الدول والشعوب، ويقف على السمات العامة والمشتركة لمشكلات التشدد حول العالم، ويقدم مخرجات تفيد الدول والمجتمعات في حصار مشكلات التشدد والتطرف المستشرية في أوساط العرب والمسلمين، والتي باتت الخطر الأكبر والأكثر إلحاحا على المنطقة بأكملها.
مواقع إلكترونية
كما يستهدف المركز إطلاق مواقع إلكترونية باللغات يساهم في نشر المواد العلمية والتعريف بدور المركز وأهدافه، وتدشين صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق أكبر تواصل ممكن ونشر هادف لمخرجات المركز ومنتجاته العلمية والبحثية الهادفة لاستئصال بئر التشدد ومصادر التطرف.
وأكد مستشار مفتي الجمهورية أن دار الإفتاء تسعى عبر مركز «سلام» إلى إطلاق أكبر قاعدة موسوعات فقهية وعلمية مبسطة في تفنيد وتصحيح المفاهيم والفتاوى التكفيرية التي تستخدمها التنظيمات الإرهابية سواء في التحريض على الدول والمؤسسات أو التحريض على المجتمعات وقيمها المجتمعية وأعرافها.
كما تعمل الدار على أن تكون تلك الموسوعات مبسطة وبلغة تستوعبها أجيال مختلفة متعاقبة، مع العمل على تحديث أدوات الخطاب الديني من خلال تلك الموسوعات، موضحًا أيضا أن الدار تسعى عبر مركز«سلام» إطلاق أول قاعدة بيانات عربية متعلقة بظاهرة التشدد والتطرف والإرهاب.
نقلًا عن العدد الورقي...