دار الإفتاء تعلن إطلاق تطبيق "FatwaPro" للهواتف الذكية
اعتمدت دار الإفتاء المصرية منظومة تكنولوجية في مجالات الفتوى المتنوعة لديها وذلك خلال السنوات القليلة الماضية، الأمر الذي وضعها في طليعة المؤسسات الإفتائية المواكبة للتطورات التكنولوجية، والساعية لجعلها رافدًا من روافد آليات إصدار الفتوى لديها.
وقالت إن تطبيقات الهواتف الذكية أحدثت خلال السنوات القليلة الماضية طفرة كبيرة في عالم التكنولوجيا والتواصل الرقمي في مختلف مجالات الحياة وفي أرجاء العالم كافة، وبالرغم من أنها بدأت بمجالَي التسويق والترفيه فقط؛ غير أنها أصبحت حاليًّا وسيلة مهمة للتواصل الدائم بين الأشخاص، وتسهيل وصول المعلومات، وتيسير الحياة اليومية، وإنهاء الأعمال والمهام الروتينية في أي وقت ومن أي مكان، وفي مختلف مجالات الحياة، فجعلت العالم كله قرية صغيرة، وشهدت الأعوام الماضية تزايدًا وارتفاعًا في معدلات استخدام الهواتف الذكية؛ مما أدى إلى تزايد الاعتماد على تلك التطبيقات في عمليات الشراء والبيع، وفي التعليم والصحة والاقتصاد وإدارة الأعمال.. وغيرها.
وأشارت الى أن وجود أكثر من 5 مليارات هاتف ذكي حول العالم كان لا بدَّ أن يقابله تطبيقات في كافة المجالات، العلمية والاجتماعية والاقتصادية والدينية، كما تمثل تلك التطبيقات ضرورة لمواجهة واقع معيش حول قضاء وقت أطول على الهاتف مقارنةً بأجهزة الكمبيوتر الشخصية.
وقالت الدار : من هذا المنطلق، وفي إطار الإعلان عن مشروعاتها المستقبلية أعلنت دار الإفتاء أنها سوف تقوم بإطلاق مشروعات تكنولوجية عدة، خاصة بعدما أدركت التنظيمات الإرهابية أهمية هذه التطبيقات، حيث كشفت مؤخرًا عن تفاصيل مشروعها الإلكتروني المستقبلي وهو تطبيق الهواتف الذكية FatwaPro.
من جانبه قال الدكتور إبراهيم نجم -مستشار مفتي الجمهورية، الأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: "إن التنظيمات الإرهابية وجدت في التطبيقات الهاتفية أداة مناسبة لوضعها القائم على التخفي والسرية والاختراق لعقول المسلمين لجذب الأتباع والسيطرة على تفكيرهم؛ فنجد تنظيمَي "داعش" و"القاعدة" يعتمدان بصورة كبيرة على تطبيق "تليجرام"، وبعد شعورهما بإمكانية اختراقه اتجها إلى استخدام تطبيقات أخرى مثل Hoop Messenger لتحقِّق لنفسها قدرة أكبر على عدم الاختراق والتعرض للتجسس.
وأكد ان جماعة الإخوان الإرهابية التي تستخدم أسلوبًا ظاهريًّا يوحي بالاعتدال والسماحة لتضمن قبول المسلمين لأفكارها ومبادئها، ثم ما تلبث أن تبدأ في تقديم تشددها وأفكارها المشوهة والمغلوطة؛ ويمكن الاستدلال على ذلك بتطبيق "يورو فتوى" الذي أطلق عام 2019 معتمدًا على خدعة في توصيف رسالته باعتباره "دليلًا فقهيًّا مبسطًا وموجزًا لتمكين المسلمين الأوروبيين من الالتزام بتعاليم الشريعة الإسلامية، وأداء واجباتهم كمواطنين مسلمين، مع الحرص على اتباع الأنظمة القانونية والعرفية والثقافية للمجتمعات الأوروبية"، حتى أصبح خلال فترة قصيرة من بين أكثر 100 تطبيق تحميلًا على الهواتف على مستوى العالم؛ ولكنه في الحقيقة حمل أفكارًا متطرفة هادمة وضد المجتمعات المسلمة في الغرب مثل: أسلمة أوروبا، عودة الخلافة الراشدة، تفجير المجاهدين أنفسهم.. وغيرها من الأفكار.
ولفت الدكتور إبراهيم نجم إلى أن كل هذه الأسباب مثَّلت دافعًا مهمًّا في رؤية دار الإفتاء المصرية ضرورة إطلاق تطبيق إفتائي يخدم المجتمعات المسلمة ويظهر صحيح الدين ووسطيته، وهو تطبيق (FatwaPro) حيث يواجه المسلم في المجتمعات المسلمة بالخارج عددًا غير محدود من المشكلات والضغوط في كل جوانب حياته اليومية، فيمكننا القول إنه الآن يعيش بين شقي رحى؛ فمن ناحية يعاني في بعض الأحوال من إنكار المجتمع الغربي له باعتباره كيانًا غريبًا دخيلًا عليه بثقافة ودين مختلفين، بل ينظر إلى المسلم باعتباره عدوًّا لهذه الثقافة الغربية، هدفه القضاء عليها ونفي هويتها ومبادئها التي قضت سنوات طويلة لبناء قيمها.
وقال: المجتمع يعاني من التنظيمات الإرهابية التي لا هدف لها سوى مصالحها حتى لو كان على حساب تشويه صورة الإسلام وهدمه، أو على حساب القضاء على التعايش المجتمعي وبقاء قيم الإنسانية، أو القضاء على المسلم نفسه، فلا تترك فرصة إلا وتحاول من خلالها تشويه أفكار المسلم في الغرب وتحويله لأداة طيعة لديها لتنفيذ عملياته الدموية والعنيفة.
وأوضح مستشار مفتي الجمهورية، أنه في ظل هذه الضغوط، بات المسلم مضطرًا في بعض الأحوال بصورة جبرية للانعزال، وفي ظل هذا الانعزال يكمن التساؤل: كيف يستطيع المسلم الحصول على الفتاوى والمعلومات الدينية الصحيحة؟ هل يتراجع عن إسلامه ويفقد دينه وهويته؟ أم يلجأ إلى الفتاوى المتطرفة عمدًا أو المغلوطة جهلًا في ظل غياب البديل المعتدل على الساحة؟
وأكد أن تضارب الفتاوى من الأمور الشائعة جدًّا في المجتمعات المسلمة بالخارج، ودائمًا ما يُحدث خلافًا بين أبناء الجاليات المسلمة ممن هاجروا إلى الغرب، أو من الغربيين الذين اعتنقوا الإسلام، وينتج عن ذلك معاناة ومشاكل للمسلمين مع أي خلافات أو مستجدات فقهية طارئة.
وأضاف نجم أن من أبرز هذه القضايا التي سيهتم بها التطبيق الجديد هي قضايا الشؤون والعادات، والعبادات، والمعاملات المالية، وكذلك أحكام الأسرة والمواريث وفقه المواطنة والاندماج في المجتمعات الغربية، موضحًا أنه وسط كل هذه الأزمات التي يعانيها المسلم، يبرز دور المؤسسات الإفتائية المعتدلة، والتي على رأسها دار الإفتاء المصرية بما لها من رصيد فقهي عبر العصور، كان الهادي والمرشد لكل مسلم والمنقذ له من الوقوع في براثن الجهل والتطرف أو الإلحاد، وقد كانت للدار بصمات بارزة ومضيئة في ذلك ونشاط واضح لحماية المسلم الغربي من الفتاوى المتطرفة وتقديم البديل المعتدل له.
وأشار الدكتور إبراهيم نجم إلى أن دار الإفتاء المصرية بادرت إلى إطلاق تطبيق "الفتوى الإلكتروني" (FatwaPro) المقدم للمسلم في الغرب مشتملًا على عدد من اللغات: (الإنجليزية والفرنسية والألمانية)، بهدف تقديم كافة الفتاوى التي تهم المسلم وتجيب عن تساؤلاته داخل المجتمعات الإسلامية، وكذلك تقديم الإرشاد الديني لهؤلاء المسلمين لضمان حفاظهم على هويتهم الإسلامية والحيلولة دون وقوعهم في براثن الفكر المتطرف وجماعاته الإرهابية، فضلًا عن تقديم كافة سبل الدعم العلمي والديني لتعزيز اندماجهم في المجتمعات المسلمة.
وحول الرؤية والرسالة التي يسعى تطبيق "FatwaPro"إلى تقديمها قال د. نجم: "إطلاق تطبيق "Fatwa Pro" للمجتمعات المسلمة لا يعد من الكماليات؛ إذ أصبح ضرورة ملحة في ظل حاجتهم للدعم من الدول الإسلامية ومؤسساتها العريقة، وعلى رأسها المؤسسات المصرية بما لها من رصيد علمي كبير، وفي ظل الاضطرابات والجوائح (مثل كورونا) وما تفرضه من ظروف اجتماعية جديدة ظهرت الحاجة إلى وجود تطبيق إلكتروني يكون بمثابة المفتي المعتدل والدائم والمتاح في أي وقت للمسلم في الغرب، يعوضه عن اللجوء للمراكز الإسلامية أو المساجد التي قد يديرها أفراد يحملون أفكارًا مغلوطة ومتطرفة، والتجربة أثبتت من خلال تطبيق Fatwa "euro" الإخواني كيف يساهم في ترسيخ أفكار هذه الجماعة المتطرفة، ويكون سببًا في جنوح طائفة كبيرة عن جادة الصواب".
وتابع: "تتمثل رسالة تطبيق "FatwaPro" في توفير المفتي المتخصص والمعتدل بصورة آنية لحماية عقيدة المسلمين في هذه المجتمعات، وتوفير الفتاوى التي تهم المسلم في هذه المجتمعات في مختلف التخصصات، وأيضًا حماية المسلم في هذه المجتمعات من الفكر المتطرف أو الإلحادي، وضبط الخطاب الإفتائي وتلبية حاجة المجتمعات من فتاوى تخص الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها، وكذا المساهمة في تذليل سبل الاندماج لهذه الفئة داخل المجتمعات، إلى جانب القضاء على الأفكار الدينية المغلوطة، والتصدي لأفكار الجماعات الإرهابية والمتطرفة".
أما عن رؤية التطبيق، أكد مستشار مفتي الجمهورية أنه يطمح إلى خلق بديل معتدل للمجتمعات المسلمة يغنيها عن التطبيقات المتطرفة، وكما يطمح إلى حماية المسلم من الوقوع في براثن التطرف أو انهيار عقيدته، ويسعى لتصدير رؤية معتدلة عن الإسلام لنشر الصورة الإيجابية التي تهدف إلى القضاء على التعصب ضد الإسلام في صوره المختلفة.
وأضاف: كذلك يهدف التطبيق إلى "حماية المسلم في الغرب"، وهي الحماية التي تحمل في معناها العميق والرئيسي الحفاظ على دينه وعقيدته سليمة، وقيامه بشعائره الدينية، وتعليمه أحكام دينه بصورة صحيحة دون تعرضها لأي فكرة مشوهة تفقده قدرته على التعايش، أو تفقده عقيدته، أو تجعله مجرد أداة للفكر المتطرف، وتقديم الفتاوى الصحيحة والوسطية في مختلف مجالات الفتوى وعرضها بصور ثابتة على التطبيق بأسلوب سهل للوصول إلى أي تساؤل يشغل المسلم في الغرب، والسماح باستقبال تساؤلات المستفتين من كل أنحاء العالم وبأكثر من لغة والرد السريع والعاجل على مختلف التساؤلات.
واشار الى وقوف نخبة من كبار المفتين المتخصصين في مختلف جوانب الفتوى لبحث وتمحيص بيئة الفتوى في الغرب، والاجتهاد في قضايا النوازل للخروج بفتاوى على أكبر قدر من المواكبة للواقع والزمان والمكان والأشخاص، والتركيز على وضع أقسام ثابتة في التطبيق تتضمن الإرشاد الديني والاجتماعي والنفسي للمسلم في الغرب بشكل يجعله قادرًا على مواجهة مختلف المشكلات والأزمات التي تقابله في دائرته الاجتماعية ومساعدته على الاندماج في المجتمع الذي يقيم فيه، وكذلك التركيز بشكل كبير على الفتاوى الاجتماعية التي تمثل محور اهتمام المسلم في الغرب، ومن ذلك قضايا الزواج والطلاق والعلاقات الأسرية والمواريث.. وغيرها من القضايا.
وعن آلية عمل هذا التطبيق أوضح الدكتور إبراهيم نجم أن ذلك يتم من خلال دورة عمل منتظمة تبدأ باستقبال السؤال من خلال الأبلكيشن الذي يتضمن عددًا من الحقول لتسهيل تبويب الفتاوى وتحديد المختصين بها، ثم تكويد السؤال وترقيمه، وانتقاء الأسئلة وتنقيتها.
وقال :يعمل فريق المحررين على تجميع الإجابة الشرعية والإجابة الواردة من قِبل المتخصصين وتحريرها ثم رفعها لفريق الترجمة مرة أخرى، بحيث يقوم فريق المترجمين بترجمة الإجابة إلى لغات متعددة (إنجليزية – فرنسية – ألمانية) ورفعها لفريق البرمجة، ثم تأتي مرحلة التحرير الأخيرة، والتي تتضمن مناسبة الفتوى وملاءمتها للسياقات الثقافية والاجتماعية والقانونية في البلاد التي تأتي الأسئلة منها، وأخيرًا رفع الإجابة عبر التطبيق، فيقوم فريق البرمجة بتصدير الفتوى وعرضها عبر التطبيق بالرقم المحدد لها سلفًا ووفقًا لمجالها في القسم الخاص بها.
وأضاف أن التطبيق سيعتني أيضًا بالرد على الشبهات والفتاوى المتطرفة في أحد أقسامه، حيث يعرض هذا القسم أبرز الفتاوى المتطرفة والشبهات المنتشرة في المجتمعات المسلمة في الخارج بحكم سيطرة بعض الإخوان والمتشددين على بعض المؤسسات والجمعيات في الغرب، والتي تساهم في ارتفاع نسب الإسلاموفوبيا، ومحاولة تفنيدها والرد عليها وفقًا للأحكام الفقهية الصحيحة، كما يهتم قسم آخر بشأن دور وهيئات الإفتاء، فيعرض هذا القسم أحدث الأخبار المتعلقة بدور وهيئات الإفتاء في العالم وآخر المؤتمرات والبيانات ذات العلاقة بالمجتمعات المسلمة في الخارج.
وقالت إن تطبيقات الهواتف الذكية أحدثت خلال السنوات القليلة الماضية طفرة كبيرة في عالم التكنولوجيا والتواصل الرقمي في مختلف مجالات الحياة وفي أرجاء العالم كافة، وبالرغم من أنها بدأت بمجالَي التسويق والترفيه فقط؛ غير أنها أصبحت حاليًّا وسيلة مهمة للتواصل الدائم بين الأشخاص، وتسهيل وصول المعلومات، وتيسير الحياة اليومية، وإنهاء الأعمال والمهام الروتينية في أي وقت ومن أي مكان، وفي مختلف مجالات الحياة، فجعلت العالم كله قرية صغيرة، وشهدت الأعوام الماضية تزايدًا وارتفاعًا في معدلات استخدام الهواتف الذكية؛ مما أدى إلى تزايد الاعتماد على تلك التطبيقات في عمليات الشراء والبيع، وفي التعليم والصحة والاقتصاد وإدارة الأعمال.. وغيرها.
وأشارت الى أن وجود أكثر من 5 مليارات هاتف ذكي حول العالم كان لا بدَّ أن يقابله تطبيقات في كافة المجالات، العلمية والاجتماعية والاقتصادية والدينية، كما تمثل تلك التطبيقات ضرورة لمواجهة واقع معيش حول قضاء وقت أطول على الهاتف مقارنةً بأجهزة الكمبيوتر الشخصية.
وقالت الدار : من هذا المنطلق، وفي إطار الإعلان عن مشروعاتها المستقبلية أعلنت دار الإفتاء أنها سوف تقوم بإطلاق مشروعات تكنولوجية عدة، خاصة بعدما أدركت التنظيمات الإرهابية أهمية هذه التطبيقات، حيث كشفت مؤخرًا عن تفاصيل مشروعها الإلكتروني المستقبلي وهو تطبيق الهواتف الذكية FatwaPro.
من جانبه قال الدكتور إبراهيم نجم -مستشار مفتي الجمهورية، الأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: "إن التنظيمات الإرهابية وجدت في التطبيقات الهاتفية أداة مناسبة لوضعها القائم على التخفي والسرية والاختراق لعقول المسلمين لجذب الأتباع والسيطرة على تفكيرهم؛ فنجد تنظيمَي "داعش" و"القاعدة" يعتمدان بصورة كبيرة على تطبيق "تليجرام"، وبعد شعورهما بإمكانية اختراقه اتجها إلى استخدام تطبيقات أخرى مثل Hoop Messenger لتحقِّق لنفسها قدرة أكبر على عدم الاختراق والتعرض للتجسس.
وأكد ان جماعة الإخوان الإرهابية التي تستخدم أسلوبًا ظاهريًّا يوحي بالاعتدال والسماحة لتضمن قبول المسلمين لأفكارها ومبادئها، ثم ما تلبث أن تبدأ في تقديم تشددها وأفكارها المشوهة والمغلوطة؛ ويمكن الاستدلال على ذلك بتطبيق "يورو فتوى" الذي أطلق عام 2019 معتمدًا على خدعة في توصيف رسالته باعتباره "دليلًا فقهيًّا مبسطًا وموجزًا لتمكين المسلمين الأوروبيين من الالتزام بتعاليم الشريعة الإسلامية، وأداء واجباتهم كمواطنين مسلمين، مع الحرص على اتباع الأنظمة القانونية والعرفية والثقافية للمجتمعات الأوروبية"، حتى أصبح خلال فترة قصيرة من بين أكثر 100 تطبيق تحميلًا على الهواتف على مستوى العالم؛ ولكنه في الحقيقة حمل أفكارًا متطرفة هادمة وضد المجتمعات المسلمة في الغرب مثل: أسلمة أوروبا، عودة الخلافة الراشدة، تفجير المجاهدين أنفسهم.. وغيرها من الأفكار.
ولفت الدكتور إبراهيم نجم إلى أن كل هذه الأسباب مثَّلت دافعًا مهمًّا في رؤية دار الإفتاء المصرية ضرورة إطلاق تطبيق إفتائي يخدم المجتمعات المسلمة ويظهر صحيح الدين ووسطيته، وهو تطبيق (FatwaPro) حيث يواجه المسلم في المجتمعات المسلمة بالخارج عددًا غير محدود من المشكلات والضغوط في كل جوانب حياته اليومية، فيمكننا القول إنه الآن يعيش بين شقي رحى؛ فمن ناحية يعاني في بعض الأحوال من إنكار المجتمع الغربي له باعتباره كيانًا غريبًا دخيلًا عليه بثقافة ودين مختلفين، بل ينظر إلى المسلم باعتباره عدوًّا لهذه الثقافة الغربية، هدفه القضاء عليها ونفي هويتها ومبادئها التي قضت سنوات طويلة لبناء قيمها.
وقال: المجتمع يعاني من التنظيمات الإرهابية التي لا هدف لها سوى مصالحها حتى لو كان على حساب تشويه صورة الإسلام وهدمه، أو على حساب القضاء على التعايش المجتمعي وبقاء قيم الإنسانية، أو القضاء على المسلم نفسه، فلا تترك فرصة إلا وتحاول من خلالها تشويه أفكار المسلم في الغرب وتحويله لأداة طيعة لديها لتنفيذ عملياته الدموية والعنيفة.
وأوضح مستشار مفتي الجمهورية، أنه في ظل هذه الضغوط، بات المسلم مضطرًا في بعض الأحوال بصورة جبرية للانعزال، وفي ظل هذا الانعزال يكمن التساؤل: كيف يستطيع المسلم الحصول على الفتاوى والمعلومات الدينية الصحيحة؟ هل يتراجع عن إسلامه ويفقد دينه وهويته؟ أم يلجأ إلى الفتاوى المتطرفة عمدًا أو المغلوطة جهلًا في ظل غياب البديل المعتدل على الساحة؟
وأكد أن تضارب الفتاوى من الأمور الشائعة جدًّا في المجتمعات المسلمة بالخارج، ودائمًا ما يُحدث خلافًا بين أبناء الجاليات المسلمة ممن هاجروا إلى الغرب، أو من الغربيين الذين اعتنقوا الإسلام، وينتج عن ذلك معاناة ومشاكل للمسلمين مع أي خلافات أو مستجدات فقهية طارئة.
وأضاف نجم أن من أبرز هذه القضايا التي سيهتم بها التطبيق الجديد هي قضايا الشؤون والعادات، والعبادات، والمعاملات المالية، وكذلك أحكام الأسرة والمواريث وفقه المواطنة والاندماج في المجتمعات الغربية، موضحًا أنه وسط كل هذه الأزمات التي يعانيها المسلم، يبرز دور المؤسسات الإفتائية المعتدلة، والتي على رأسها دار الإفتاء المصرية بما لها من رصيد فقهي عبر العصور، كان الهادي والمرشد لكل مسلم والمنقذ له من الوقوع في براثن الجهل والتطرف أو الإلحاد، وقد كانت للدار بصمات بارزة ومضيئة في ذلك ونشاط واضح لحماية المسلم الغربي من الفتاوى المتطرفة وتقديم البديل المعتدل له.
وأشار الدكتور إبراهيم نجم إلى أن دار الإفتاء المصرية بادرت إلى إطلاق تطبيق "الفتوى الإلكتروني" (FatwaPro) المقدم للمسلم في الغرب مشتملًا على عدد من اللغات: (الإنجليزية والفرنسية والألمانية)، بهدف تقديم كافة الفتاوى التي تهم المسلم وتجيب عن تساؤلاته داخل المجتمعات الإسلامية، وكذلك تقديم الإرشاد الديني لهؤلاء المسلمين لضمان حفاظهم على هويتهم الإسلامية والحيلولة دون وقوعهم في براثن الفكر المتطرف وجماعاته الإرهابية، فضلًا عن تقديم كافة سبل الدعم العلمي والديني لتعزيز اندماجهم في المجتمعات المسلمة.
وحول الرؤية والرسالة التي يسعى تطبيق "FatwaPro"إلى تقديمها قال د. نجم: "إطلاق تطبيق "Fatwa Pro" للمجتمعات المسلمة لا يعد من الكماليات؛ إذ أصبح ضرورة ملحة في ظل حاجتهم للدعم من الدول الإسلامية ومؤسساتها العريقة، وعلى رأسها المؤسسات المصرية بما لها من رصيد علمي كبير، وفي ظل الاضطرابات والجوائح (مثل كورونا) وما تفرضه من ظروف اجتماعية جديدة ظهرت الحاجة إلى وجود تطبيق إلكتروني يكون بمثابة المفتي المعتدل والدائم والمتاح في أي وقت للمسلم في الغرب، يعوضه عن اللجوء للمراكز الإسلامية أو المساجد التي قد يديرها أفراد يحملون أفكارًا مغلوطة ومتطرفة، والتجربة أثبتت من خلال تطبيق Fatwa "euro" الإخواني كيف يساهم في ترسيخ أفكار هذه الجماعة المتطرفة، ويكون سببًا في جنوح طائفة كبيرة عن جادة الصواب".
وتابع: "تتمثل رسالة تطبيق "FatwaPro" في توفير المفتي المتخصص والمعتدل بصورة آنية لحماية عقيدة المسلمين في هذه المجتمعات، وتوفير الفتاوى التي تهم المسلم في هذه المجتمعات في مختلف التخصصات، وأيضًا حماية المسلم في هذه المجتمعات من الفكر المتطرف أو الإلحادي، وضبط الخطاب الإفتائي وتلبية حاجة المجتمعات من فتاوى تخص الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها، وكذا المساهمة في تذليل سبل الاندماج لهذه الفئة داخل المجتمعات، إلى جانب القضاء على الأفكار الدينية المغلوطة، والتصدي لأفكار الجماعات الإرهابية والمتطرفة".
أما عن رؤية التطبيق، أكد مستشار مفتي الجمهورية أنه يطمح إلى خلق بديل معتدل للمجتمعات المسلمة يغنيها عن التطبيقات المتطرفة، وكما يطمح إلى حماية المسلم من الوقوع في براثن التطرف أو انهيار عقيدته، ويسعى لتصدير رؤية معتدلة عن الإسلام لنشر الصورة الإيجابية التي تهدف إلى القضاء على التعصب ضد الإسلام في صوره المختلفة.
وأضاف: كذلك يهدف التطبيق إلى "حماية المسلم في الغرب"، وهي الحماية التي تحمل في معناها العميق والرئيسي الحفاظ على دينه وعقيدته سليمة، وقيامه بشعائره الدينية، وتعليمه أحكام دينه بصورة صحيحة دون تعرضها لأي فكرة مشوهة تفقده قدرته على التعايش، أو تفقده عقيدته، أو تجعله مجرد أداة للفكر المتطرف، وتقديم الفتاوى الصحيحة والوسطية في مختلف مجالات الفتوى وعرضها بصور ثابتة على التطبيق بأسلوب سهل للوصول إلى أي تساؤل يشغل المسلم في الغرب، والسماح باستقبال تساؤلات المستفتين من كل أنحاء العالم وبأكثر من لغة والرد السريع والعاجل على مختلف التساؤلات.
واشار الى وقوف نخبة من كبار المفتين المتخصصين في مختلف جوانب الفتوى لبحث وتمحيص بيئة الفتوى في الغرب، والاجتهاد في قضايا النوازل للخروج بفتاوى على أكبر قدر من المواكبة للواقع والزمان والمكان والأشخاص، والتركيز على وضع أقسام ثابتة في التطبيق تتضمن الإرشاد الديني والاجتماعي والنفسي للمسلم في الغرب بشكل يجعله قادرًا على مواجهة مختلف المشكلات والأزمات التي تقابله في دائرته الاجتماعية ومساعدته على الاندماج في المجتمع الذي يقيم فيه، وكذلك التركيز بشكل كبير على الفتاوى الاجتماعية التي تمثل محور اهتمام المسلم في الغرب، ومن ذلك قضايا الزواج والطلاق والعلاقات الأسرية والمواريث.. وغيرها من القضايا.
وعن آلية عمل هذا التطبيق أوضح الدكتور إبراهيم نجم أن ذلك يتم من خلال دورة عمل منتظمة تبدأ باستقبال السؤال من خلال الأبلكيشن الذي يتضمن عددًا من الحقول لتسهيل تبويب الفتاوى وتحديد المختصين بها، ثم تكويد السؤال وترقيمه، وانتقاء الأسئلة وتنقيتها.
وقال :يعمل فريق المحررين على تجميع الإجابة الشرعية والإجابة الواردة من قِبل المتخصصين وتحريرها ثم رفعها لفريق الترجمة مرة أخرى، بحيث يقوم فريق المترجمين بترجمة الإجابة إلى لغات متعددة (إنجليزية – فرنسية – ألمانية) ورفعها لفريق البرمجة، ثم تأتي مرحلة التحرير الأخيرة، والتي تتضمن مناسبة الفتوى وملاءمتها للسياقات الثقافية والاجتماعية والقانونية في البلاد التي تأتي الأسئلة منها، وأخيرًا رفع الإجابة عبر التطبيق، فيقوم فريق البرمجة بتصدير الفتوى وعرضها عبر التطبيق بالرقم المحدد لها سلفًا ووفقًا لمجالها في القسم الخاص بها.
وأضاف أن التطبيق سيعتني أيضًا بالرد على الشبهات والفتاوى المتطرفة في أحد أقسامه، حيث يعرض هذا القسم أبرز الفتاوى المتطرفة والشبهات المنتشرة في المجتمعات المسلمة في الخارج بحكم سيطرة بعض الإخوان والمتشددين على بعض المؤسسات والجمعيات في الغرب، والتي تساهم في ارتفاع نسب الإسلاموفوبيا، ومحاولة تفنيدها والرد عليها وفقًا للأحكام الفقهية الصحيحة، كما يهتم قسم آخر بشأن دور وهيئات الإفتاء، فيعرض هذا القسم أحدث الأخبار المتعلقة بدور وهيئات الإفتاء في العالم وآخر المؤتمرات والبيانات ذات العلاقة بالمجتمعات المسلمة في الخارج.