رئيس التحرير
عصام كامل

هل يتوحد الخليج في قمة مجلس التعاون ضد الإسلام السياسي؟ ‏

رموز التطرف العالمي
رموز التطرف العالمي

رغم استياء البعض من عدم تعاون قطر بشكل كاف لإنجاح مساعي المصالح الخليجية ـ العربية إلا أن هناك محاولات ‏لاستدعاء روح الإخاء للاصطفاف من جديد أمام الاخطار المشتركة، وإعادة تجديد الثقة بما يضع الجميع أمام مسئولياتهم ‏لاجتثاث الفكر المتطرف الذي يمثل خطرًا على الجميع.‏



في نوفمبر عام 1981 كان العالم والمنطقة على موعد مع إنشاء مجلس التعاون الخليجي، كيان عبر بقوة عن الثفافة ‏الخليجية، وطرح وجهات نظرها للعالم، كما وحد مواقف دولها للتصدى لكل ما يهدد سكان الخليج، وبالفعل نجح المجلس في ‏مواجهة  تمدد الثورة  الإيرانية في الجزيرة العربية والكثير من التحديات الآخرى . ‏

تستضيف السعودية القمة المقبلة، وتحاول التقريب بين جميع وجهات النظر بما إنها تدعم جهود الصالحة بل وتتولى أمرها، ‏إلا أن هناك ملفا واحدًا تقول كل المؤشرات، إن التفاوض على التخلي عنه أصبح غير قابل للنقاش، "موقف الخليج من ‏الإسلام السياسي" .‏

اختراقات الإسلاميين للبيئة الخليجية وتأجيج الصراعات وتكريس فكر الإسلام السياسي والمتاجرة بقضايا الأمة الإسلامية ‏على حساب الدول والمؤسسات، كان أحد أسباب تصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية في المملكة وخارجها، واليوم ‏أصبح الرهان على كبح جماح الأفكار المتطرفة ونزع جذورها من المنطقة بأكملها للأبد، بعد أن باتت  تشكل تهديداً حقيقياً ‏على مستقبل الشعوب العربية .‏

يعرف الخليج أن الإخوان على وجه التحديد لاتؤمن بالدولة القومية، وسيادة الدول ليست من القضايا التي تعنيهم، بل إن ‏أحد أدوات وصولهم إلى الحكم لن يكون إلا من خلال تفكيك النظم الحاكمة وإحالتها إلى مجاهل التاريخ. ‏

يقول رامي العلي، الكاتب والباحث إن هناك ضرورة للعودة إلى أساس الأزمة بين التحالف العربي على وجه التحديد وقطر، ‏وحسم نقاط الخلاف الأساسية التي عصفت بالعلاقة بين الطرفين.‏

أشار العلي إلى أهمية حسم الموقف من الإسلام السياسي والجماعات المتطرفة وعلى رأسها جماعة الإخوان، لافتا إلى أن  ‏دول المقاطعة أعلنت بشكل واضح، أن هذه الجماعة هي الأساس لمعظم الحركات الإرهابية، فضلا عن أنها لم تثبت قدرتها  ‏يوما على التحول إلى جماعة سياسية أو منظمة اجتماعية أو حتى كيانا دعويا مسئولا أمام الدول والمجتمعات. ‏

أكد الباحث أن الإخوان تريد أن تفرض رؤاها وتصوراتها على الدول العربية بل والعالم بأكمله لافتا إلى أن هذا هو أسلوب  ‏الجماعات المتطرفة، مردفا: الإخوان على وجه التحديد تعبر الأساس الأيديولوجي لجماعات إرهابية مثل داعش والقاعدة ‏وغيرها ومن المستحيل إعادتها للحياة مرة آخرى. ‏

واختتم مؤكدا أن حظر الإسلام السياسي لم تعد رؤية قاصرة على دول المقاطعة بل أصبحت رؤية عالمية تتبناها كثير ‏من دول العالم من النمسا إلى الولايات المتحدة مرورا بألمانيا وفرنسا وغيرها، ولم يعد ممكنا التخلي عن حظرها كاملة.  ‏

الجريدة الرسمية