ثورة العبيد
فلتكن ثورة للعبيد ضد السادة.. سادة قريش كما حاولوا أن يصنفوها في جمعتهم التي دعت إلى اللاعنف بأكثر من عنف المسدسات والخناجر.
في جمعة «لا للعنف»، كشفت الأزمة عن مارد المؤمنين القادم ضد كفرة ٣٠ يونيو، وأنا واحد منهم حسب التصنيف الإخوانى للقوم، الذين تم تقسيمهم إلى عبيد وإماء من ناحية، وأحرار مؤمنين من ناحية أخرى، وحسب هذا التصنيف -وحسبما أطلق قادتهم من أمثال الفارس المغوار صفوت بن حجازى، ورفيقه في الجهاد عاصم بن عبد الماجد، ومن على شاكلتهم من صنوف البشر الذين لا لون لهم ولا طعم ولا رائحة- فإن الأحد المقبل هو يوم النصرة .. نصرة «النبى» محمد بن مرسي علي كفرة مصر.
وإذا كان أحرار القوم أمثال صفوت الذي يقبل يد الحاكم عن رضا وقناعة، يخططون للإيقاع بعبيد ٣٠ يونيو، فإن طبقة العبيد من عمال تمرد، ومهمشى الثورة، إضافة إلي فلاحي الليبرالية، ومتمردى حزب التجمع، وأحزاب الشيوعيين الكفرة، ومن على شاكلتهم في حزب الوفد، وكل اتحادات الثوار الشاردين خارج نطاق الأمة - كل هؤلاء - خططوا أيضا لملاقاة سحرة الاتحادية، فماذا نحن صانعون في يوم الثلاثين من هذا الشهر؟!
أرسلت لى صديقة من إماء مصر، رسالة عبر الواتس آب بعد أن طاردوا كل صنوف الحمام الزاجل التي كنا نستخدمها في التراسل، فيما بيننا نحن طبقة العبيد، قالت فيها إن أهم أماكن تجمعات حشود العبيد من أمثالى وأمثالها تبدأ من أمام دار القضاء العالى الذي يقيم فيه أحد أكابر طبقة السادة طلعت بن عبد الله قاضي قضاة السلطان محمد بن مرسى، وفيها سيحتشد الناس من صحفيين، ومحامين، ومواطنين وشباب.
ومن أمام مسجد الفتح، يحتشد عبيد وسط القاهرة ليلاقوا عبيد شبرا، منطلقين إلى طبقة العبيد من أبناء أطراف القاهرة عند مسجد النور بالعباسية، وإمعانا فى التمويه سينطلق قادة من ثوار العبيد من أمام مسجد السيدة زينب، في ذات التوقيت الذى تتحرك فيه جموع من خليط الإماء والعبيد من ميدان التحرير، وهو ذات الوقت الذى تتحرك فيه جموع أخرى من روكسى إحدي ضواحي الكفار التى أسسها أحد كفرة الغرب.
أما العسكريون المتقاعدون فإن مسيرتهم ستنطلق من أمام وزارة الدفاع، ويترافق معها مسيرة ضباط الشرطة من أمام نادى الشرطة، وسينطلق الجميع يوم ٢٨ يونيو بعد صلاة الجمعة طبعا جمعة المسلمين من الإخوان ورفاقهم!
أما نحن الكفرة فقد نصلى في معابد آمون، وقد يصلى بعضنا للشمس، أو النار إضافة إلى أن معظمنا كفرة فجرة حسب وصف السادة المؤمنين من أمثال على ونيس، والبلكيمي، وصفوت حجازى.
على أني لم أفهم لماذا نبهت على صديقتى في رسالتها بألا نحمل أعلام الأحزاب، أو صور الأشخاص بمن فيهم محمد مرسي طبعا، وألا نهاجم الشرطة، أو الأقسام، أو الأفراد، أو الهتاف العنصرى، وحذرتني من استخدام الألعاب النارية، أو أى وسائل تعبر عن العنف، وحذرتني باعتبارى واحدا من عتاة المجرمين، من مهاجمة قوات الجيش، أو وحداته، أو أفراده، وطالبتني بأن أمنح الإماء من أمثالها السير وسط المسيرات، وليس علي أطرافها، أو فى مؤخرتها، حماية لهن من عبث إخوان مجرمين .
وقالت الصديقة فى رسالتها: ممنوع الاستجابة لأى استفزاز، وممنوع الهتاف لصالح أفراد، أو ضد أفراد، لتفويت الفرصة على مكتب الإرشاد من النجاح في شق الصف، وأن يكون الهتاف فقط ضد السلطان محمد مرسى، وجماعة النبلاء في مكتب الإرشاد، علما بأن النزول هذه المرة هو نزول النفس الطويل، بمعني أنه لا عودة دون إسقاط حكم الإخوان ورفاقهم في واشنطن .
انتهت رسالة صديقتى التى تحلم بتحرير نفسها يوم الثلاثين من الشهر الجارى، وأحسب أن السيناريو القادم لهذا اليوم العصيب هو جزء من مشاهد يوم القيامة - مشاهد مصغرة - بعد أن فهمت من تحركات اللحظات الأخيرة أن الإخوان إنما يعتبرونها مباراة فاصلة بينهم كمؤمنين وبيننا ككفار، وبالتالى تصبح هذه المظاهرات السلمية حرب وجود لا حدود !!
لا أعرف لماذا أرى صفوت حجازي يقود ميمنة قوات محمد مرسى، بينما يحمل البلتاجى لواء الميسرة، باعتباره أشول أو هكذا يبدو، حيث تخرج كلماته في معظم الأحيان كلمات شمال، في حين يتولى عاصم عبد الماجد إدارة قلب الجيش الإسلامى .
وأمام فرض الأمر الواقع أرى وكأنى أشاهد فيلما سينمائيا كيف سقط صفوت أسيرا في أيدى الثوار، وكيف أذاعوا له اعترافات قال فيها إن الإخوان هم خوارج العصر، وإن الرئيس القادم هو من تنبأت به الكتب السماوية، أما عاصم عبد الماجد فإنه سيقاتل حتى آخر رمح، في حين يولي جيشه الدبر هاربا من جحيم الثوار، وفي المقابل سيقول الدكتور محمد البلتاجي إنه ليس إخوانيا، وإنه لم يكن يوما من الأيام عضوا بهذه الجماعة المارقة الفاجرة .
في النهاية سنري علم مصر مرفوعا خفاقا، بعد هروب محمد مرسى، واختفاء المرشد، وغموض موقف الشاطر، واستسلام حسن مالك، وحبس عبد المقصود فى أحد استوديوهات ماسبيرو، وتسليمه للثوار !!