رئيس التحرير
عصام كامل

د. تامر أحمد يكتب: شنطة سفر

د. تامر أحمد
د. تامر أحمد

عزيزي القارئ؛ عايزك تغمض عينيك وتتخيل معايا إنك مسافر لمدة سنة.. بتحضر شنطة السفر، وبتحاول تاخد معاك الحاجات الأساسية، والمهمة، خاصة أن شركة الطيران بتسمح بشنطة واحدة بس.. وبالتالي بتحاول ترتب أولوياتك؛ تاخد إيه وتسيب إيه.


فجأة بيقطع تركيزك جرس الباب، بتفتح تلاقي زيارة مفاجئة من إنسان سيئ بمعنى الكلمة، إنسان مالوش أي ذكرى إيجابية في حياتك.. بل بالعكس كل مواقفه السابقة معاك سلبية جدا.. طيب جاي ليه دلوقتي ؟!!، جاي علشان يسلم عليك يا أخي.. طيب يا سيدي الله يسلمه.. لأ مش بس كدة، الحقيقة هو كمان جاي يطلب منك طلب ظريف زيه كده بالظبط، وهو إنك تحط في شنطتك (اللي يادوبك مكفية حاجاتك المهمة).. صورة كبيرة بالبرواز ليه هو شخصيا علشان ما تنساهوش في السنة دي وساب لك الصورة، ونزل.

 شوية ورن جرس الباب تاني والمرة دي فتحت لقيت إنسان صاحب فضل عليك، وكان ليه دور إيجابي في حياتك، جاي برضه يسلم عليك قبل ما تسافر.. والغريبة إنه طلب منك نفس الطلب، إنك تحط في شنطتك صورة كبيرة بالبرواز.. ليه ؟! وبرضه ساب لك الصورة ونزل.

وبعد ما مشي انتهيت أخيرا من ترتيب شنطتك، واتأكدت إنك أخدت الحاجات الأساسية كلها، وفضل عندك مكان يكفي صورة واحدة بس.. ياترى هتاخد أنهي صورة منهم ؟!.

الحقيقة أن السؤال ده يبدو أقرب للسذاجة، والإجابة عليه بديهية جدا.. وهي إنك طبعا هتاخد صورة الإنسان الكويس صاحب الفضل والدور الإيجابي في حياتك.

بس في الحقيقة مش دايما ده اللي بيحصل، ولا دايما ده اللي احنا بنعمله في حياتنا.

واسمح لي عزيزي القارئ؛ أوضح وجهة نظري وإيه المقصود من القصة دي.

أما السفر لمدة سنة فهو رمز للسنة الجديدة اللي كلنا بنستعد علشان نبدأها، وشنطة السفر هي الحاجات اللي انت بتختار تشيلها في عقلك وقلبك من السنة القديمة، وتاخدها معاك للسنة الجديدة.. وبالنسبة بقى للشخص السيء فهو بيمثل كل الأشخاص والذكريات السلبية اللي حصلت معانا في السنة اللي فاتت، والعكس صحيح بالنسبة للشخص الإيجابي.
طيب جميل.. والمطلوب إيه ؟

المطلوب إننا نرتب نفسنا كويس، ونستعد لبداية سنة جديدة، وما نسمحش للأشخاص والأحداث السلبية باحتلال مكان في سنة كمان من عمرنا (سنتنا الجديدة).. وفي نفس الوقت ما ننساش أبدا كل الأشخاص اللي لعبوا دور إيجابي في حياتنا في السنة اللي فاتت همه دول اللي يستحقوا بجد مكان في شنطتنا.. قصدي في حياتنا.

دلوقتي أنا مش هاعطلك وهاسيبك ترتب شنطتك للسنة الجديدة، ولو رن جرس الباب بص من العين السحرية قبل ما تفتح ولو طلع الشخص السيء ده ما تفتحلوش.

وقبل ما تسافر ما تنساش تقفل محبس الذكريات المؤلمة، وتكلم كل من كان له دور إيجابي في حياتك وتقول له: شكرا.
أتمنى لك رحلة سعيدة لـ ٢٠٢١.
اللهم اجعل ٢٠٢١ عاما فيه يغاث الناس.

















الجريدة الرسمية