أحمد بهاء الدين يكتب: الحرية والحب في عام جديد
فى مجلة روز اليوسف ليلة رأس السنة عام 1956 كتب الكاتب الصحفى أحمد بهاء الدين مقالا حول ذهاب الرئيس عبد الناصر إلى مؤتمر باندونج وعودته مع قرب قدوم سنة جديدة وإطلاق الدعوة إلى الحياد الإيجابى وعدم الانحياز، وعن انقضاء عام سابق واستقبال عام جديد يقول فيه:
مر عام وجاء عام وحساب الأرباح هذا العام اكثر من الخسائر ، وزهور السلام تحتمل صقيع الحرب الباردة وتشق طريقها الى النماء والمستقبل المشرق .
أما عن وطننا الغالى فقد لعب دورا مشرقا فى إرساء قواعد الحب والسلام فى العالم ، فقد ذهب وطننا بزعامة زعيمنا ورئيسنا جمال عبد الناصر إلى باندونج وشارك مشاركة أساسية فعالة فى وضع مبادئ باندونج للحياد الإيجابى والسلام الدولى ، ووقف وطننا وقفة باسلة فى صف الحرية سواء فى هزيمتها فى بغداد أو نصرتها فى الأردن، وعقد وطننا صفقة الأسلحة الشهيرة التى غيرت ميزان القوى فى الشرق الأوسط لحساب العرب وضد إسرائيل. وكل ذلك بعد خروج أعدائنا الثلاثة إنجلترا وفرنسا وإسرائيل ومن ورائهم أمريكا.
وإلى جانب جنيف وباندونج سجلت المبادئ حرية كل شعب فى التجارة والتبادل والتعاون مع أى شعب آخر وأن كل شعب يعيش لنفسه لا لحساب معسكر معين وذلك بالحياد الإيجابي.
أحمد بهاء الدين يكتب : متعة لا تنسى فى غانا
أما العالم فقد عبر عاما كاملا بغير حرب فيما عدا نحن، وخرج السلام بعدد من الانتصارات أكبر من عدد الهزائم، وشهد باندونج مولد معنى هام جديد فى السياسة الدولية هو أن كل هذه الدول التى كانت وقود أى حرب ، والتى كانت حتى مطلع هذا القرن نهبا مباحا للغربان، وأصبحت لها إرادة مستقلة وتريد أن تقيم عالما جديدا مستقبل جديد على أساسين جديدين هما المساواة والحرية.
المهم انطفأت الأنوار لحظة وأضاءت وصفق الجميع وتبادلوا القبلات والأعناق لذهاب عام قديم واستقبال ميلاد عام جديد ومضى كل واحد يستقبل العام الجديد على هواه .. بطرطور على رأسه ، أو قبلة على ثغره أو بفكر سارح في ذكريات عام مضى بكل ما فيه وأحلام عام يجيء نتمنى أن يكون جميلا مرضيا.