رئيس التحرير
عصام كامل

"الزراعة عن بعد" تشعل أزمة المياه في إفريقيا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قديما قال نابليون إن الجيوش تمشي على بطونها، واليوم يبدو أن البطون ستدفع الشعوب إلى التحول لجيوش لتخوض حروب الغذاء والمياه والأراضي، فزيادة الطلب العالمي على الغذاء والوقود أدى إلى التنافس على الأراضي الزراعية التي أصبحت محدودة في العالم نظرا للتزايد السكاني والتغيرات المناخية.


وأسهم ذلك في ظهور ظاهرة جديدة هي " تأجير الأراضي " حيث تسعى الدول الغنية إلى استئجار أو شراء مزارع شاسعة المساحة في الدول الفقيرة لتأمين إمدادتها المستقبلية من الطعام، وقد تكون النتيجة النهائية لهذه الظاهرة حدوث مزيد من التفاوت الاقتصادي بل و"حروب غذائية ".

وهذا التنافس على الحصول على الأراضي بغرض الزراعة يحمل في طياته التنافس أيضا على الموارد المائية، وربما كانت هذه الظاهرة هي لب الخلاف بين مصر وإثيوبيا على سد النهضة الذي تؤكد أديس أبابا أنه سيكون مخصصا فقط لتوليد الكهرباء، بينما تقول تقارير أخرى إنه يستهدف التوسع الزراعي في ضوء قيام شركات عالمية باستئجار أراض في إثيوبيا لإنتاج المحاصيل الغذائية والوقود الحيوي.

مجلة " المستقبلي " الأمريكية ألقت الضوء في دراسة نشرتها مؤخرا حول ظاهرة استئجار الأراضي والتي وصفتها بأنها نوع من الزراعة عن بعد وبأنها ترقى إلى مرتبة الشراء، حيث أن عقود الإيجار تصل أحيانا إلى 99 عاما، وتقول الدراسة إن نصف صفقات الإستئجار تقريبا بما يمثل نحو ثلثي مساحة الأراضي المعروضة تقع في المنطقة جنوبي الصحراء الأفريقية بسبب رخص أسعار الأراضي فيها.

ويشير تقرير لمركز الأبحاث الدولية حول الغابات إلى أن هذه الأراضي تقع أساسا في 7 دول هي إثيوبيا وغانا وليبيريا ومدغشقر وموزمبيق وجنوب السودان وزامبيا، ويمكن تأجير الفدان في إثيوبيا على سبيل المثال بأقل من دولار واحد في العام، بينما يرتفع هذا الرقم في قارة آسيا التي تعاني من ندرة الأراضي إلى مائة دولار أو أكثر.

الجريدة الرسمية