الجامعة العربية.. واقع أليم ومستقبل غامض.. وتقارير عبرية تتوقع تشكيل ناتو شرق أوسطي برئاسة إسرائيل قريبًا
حُمَّى التطبيع مع الكيان الصهيونى، التي أصابت على حين غفلة، عددًا من الدول العربية، فتحتْ بابًا للتساؤلات والاستفسارات والتخمينات والاجتهادات، عمّا يحمله المستقبل للمنطقة العربية بشكل عام، والقضية الفلسطينية بشكل خاص.
العرب لم ولن يكونوا يومًا قوة واحدة ولا يدًا واحدة، تحسبهم جميعًا وقلوبهم وعقولهم وضمائرهم شتى، تجتاحهم النزاعات والخلافات والاختلافات، لا يجمعهم عقل، ولا يوحِّدهم رأى.
الفلسطينيون أنفسهم نموذج لهذه الحالة المتفاقمة، وكأن العرب اتفقوا على ألا يتفقوا، حتى في أدنى أمورهم وأبسطها. الجامعة العربية، كانت ولا تزال، انعكاسًا للحالة العربية المتردية، حيث لا صوت لها ولا رأى ولا موقف ولا تأثير، وجاءت حمى التطبيع الأخيرة، لتنكئ الجراح وتزيد الأوجاع، وتفاقم الآلام، حتى خرجت أصوات تطالب بضم الكيان الصهيونى وإيران إلى الجامعة، مع تغيير اسمها إلى "جامعة الشرق الأوسط".
دعاوي نكراء
دعوات نكراء، لا تحمل في باطنها أي نوايا طيبة أو حسنة، ولكنها تبدو استكمالًا لمسلسل الفُرقة وإضعاف العرب وتشتيت صفوفهم، وإهدار ما تبقى من من مظاهر الوحدة، ولو بدت صورية، كما هو حال الجامعة العربية.
أصحاب هذه الدعوات لم يفكروا يومًا في إعادة العضوية المجمدة لبعض الدول العربية التي تمزقها الحروب الأهلية، ولكنهم وضعوا أنفسهم في خدمة الأجندات العدوانية المغرضة.
"فيتو" تفتح هذا الملف، لقراءة واستشراف مستقبل الجامعة العربية في ضوء الأحداث الأخيرة المتلاحقة التي أربكت المشهد العربى بشكل عام، مهما اكتنفه من تصريحات وردية ودبلوماسية لا تغير من الواقع الأليم شيئًا مذكورًا.
عام إسرائيل
العام الجاري يمكن وصفه بأنه عام إسرائيل، حيث لم تكتف بعض الدول العربية فقط بإعلان التطبيع معها بل خرجت دعوات مطالبة بإخراج إسرائيل من عزلتها، لدرجة صدور دعوة تطالب بضمها إلى جامعة الدول العربية، وتغيير اسمها إلى جامعة الشرق الأوسط ،فكيف تنظر إسرائيل إلى هذا الكم من التقارب، وهل من الممكن أن تنضم إسرائيل يوما ما بالفعل لجامعة العرب؟.
ما زالت ردود الأفعال الإسرائيلية تتوالى حول عمليات التطبيع الأخيرة، إذا ترى إسرائيل أنها تعيش أزهى العصور الذهبية، وأن المنطقة أمام العصر الذهبي للسلام في الشرق الأوسط، وترى أن الفضل في طفرة التطبيع الأخيرة مع الدول العربية يرجع إلى الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب معتبرة إياه رئيسًا أمريكيًا مبتكرًا للغاية ومفاجئًا لأنه تمكن من تحطيم الأسطورة الرئيسية حول الشرق الأوسط، وخاصة في سياق العلاقات العربية الإسرائيلية.
وأضافت التقارير العبرية أن ترامب أحدث تغييرًا بعيد المدى في الشرق الأوسط وصنع عصر السلام المباشر، وقرر أن يلقي بثقله وراء إستراتيجية إقليمية جديدة، موضحة إلى أي مدى يمكن لـ الولايات المتحدة، عندما تريد إحداث تغيير إقليمي، أن تكون قوة عظمى حقًا.
بدوره، صرح كبير المحللين الإسرائيلين يوم الجمعة الماضي في مقابلة مع صحيفة "معاريف" العبرية قائلا إن اتفاقات التطبيع تعني انهيار الجدار العربي، كما أن كل دولة تريد شيئًا من الولايات المتحدة الأمريكية اختارت التطبيع مع إسرائيل.
ولفت بين السطور إلى أن الجزائر هي الدولة المستهدفة في المرة القادمة، مشيرا إلى أن هناك تقاربا في الآونة الأخيرة بينها وبين الولايات المتحدة على خلفية صفقات النفط والغاز، لافتا إلى أن اعتراضها على الاتفاق مع المغرب يرجع إلى وجود منافسة تاريخية بينها وبين المغرب لكن الجزائر وفقا له أضعف من أن تفعل أي شيء.
اسرائيل في جامعة الدول العربية
الدكتور أيمن سمير، المتخصص في العلاقات الدولية أوضح لـ فيتو أن فكرة انضمام إسرائيل إلى الجامعة العربية مستبعدة ولكنها ليست مستحيلة، لأن السياسة لا يوجد بها مستحيل.
والدليل على ذلك أنه قبل 10 سنوات لم يكن أحد يتوقع ما جرى الآن من توقيع اتفاقات بين دول عربية وإسرائيل، وكذلك هناك دول جرت فيما بينها حروب طاحنة ثم تحولت إلى أصدقاء بعد ذلك.
وأشار إلى أن الدول العربية نفسها التي أعلنت مؤخرا التطبيع مع إسرائيل لن تطرح فكرة انضمام إسرائيل إلى الجامعة على الأقل في المستقبل القريب، وبالنسبة لدعوة ضاحي خلفان فهذا كلام غير رسمي وأمر مستبعد.
وتابع أن إسرائيل تولي أهمية كبرى لمشروع الشرق الأوسط الكبير أو الشرق الأوسط الواسع، ولكن كل يوم يثبت أن هذه الفكرة تبدو أكثر بعدًا، لأن التدخلات التركية والإيرانية في الشئون العربية واضحة للغاية.
وحول أسباب إقدام الدول العربية على التطبيع مع إسرائيل أكد أيمن أنها أسباب سياسية حقيقية تتعلق بوجود هذه الدول، وهذا ما دفعها إلى التطبيع، على سبيل المثال فكرة انسحاب القوات الأمريكية من منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي ستترك المنطقة لقوى إقليمية مثل إيران وتركيا؛ فدولة مثل الإمارات لن تستطيع بالقدرات الذاتية أن تقف أمام إيران وتركيا وجماعات الشر مثل الإخوان.
وبالتالي تبحث هذه الدول عن بقائها ووجودها وهذا طبيعي ومن حقها، مثال آخر المغرب منذ 40 عاما تحاول أن تثبت وجودها في الصحراء المغربية، ولكن اليوم تستطيع عن طريق التطبيع أن تحصل على كل الصحراء المغربية، فمن الناحية العملية التطبيع مصلحة مغربية كبيرة وهكذا وهكذا.
وشدد على أن الربيع العربي هو الذي جعل القضية الفلسطينية تتراجع إلى الخلف، فقبل 2011 كانت كل النشرات ووكالات الأنباء تتحدث عن القصية لكن لا يمكن اليوم لمواطن في صنعاء مثلا أن يذكر فلسطين أو قضيتها، لذا كان هذا الربيع هدية لإسرائيل.
وكان السبب الأول والأخير وراء التطبيع الذي يجري حاليا، علما بأنني لا أبرر ولا أدعم عمليات التطبيع، ولكن أوضح أسباب ذهاب بعض الدول العربية نحو هذا الاتجاه.
ناتو شرق أوسطي
بدوره، قال الدكتور أيمن الرقب السياسي الفلسطيني وعضو حركة فتح لـ فيتو: إن جامعة الدول العربية واضح من اسمها لذا من المستبعد أن تنضم لها إسرائيل ولكن ما نخشاه أن يتم خلال هذه الفترة تشكيل ناتو شرق أوسطي تقوده إسرائيل.
وهذا ما تسعى إليه تل أبيب خلال الفترة القادمة، خاصة أنها تعتبر أنها نجحت سياسيا وحققت نجاحات اقتصادية أيضًا، إلى جانب إعادة ترسيم الحدود مع كثير من الدول العربية وحتى مع الأراضي الفلسطينية، وطبعا هناك استغلال للطاقة الجديدة التي تكتشف وهى الغاز في حوض البحر المتوسط، والاحتلال لاعب كبير جدًا وأساسي في هذا الأمر.
وكل ما سبق نخشى أن يساعد في تشكيل ناتو كما أشرنا تقوده الدول التي تمتلك أسلحة ونفوذا أكثر في العالم، وإن لم تكن إسرائيل ستقود هذا الناتو فستكون على الأقل صاحبة تأثير كبير جدًا به ، وهذا اعتقد هو أهم المتغيرات في هذا الأمر والرهان على الفلسطينيين أولا ثم الأمة العربية ثانيًا.
وأشار إلى أن عملية التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل انقلاب على المبادرة العربية لعام 2002 ، باعتبار أنها تراجع من جانب العرب عن موقف اتخذوه منذ عام 2002 كخطوة مركزية وموقف عربي موحد تجاه الصراع العربي الإسرائيلي.
صحيح أن هناك بعض المتغيرات التي حدثت في المنطقة، ولكن من لعب دورا في تغيير القضايا الخلافية في المنطقة، وخاصة تغيير القيم هو الاحتلال الإسرائيلي حيث أصبحت إيران مصنفة لدى دول الخليج العدو رقم واحد في حين تراجعت إسرائيل لتتحول إلى صديق، أنا في هذا الصدد أحمل جزء من ذلك لإيران عندما لم تتعامل بانفتاح أكبر مع الدول العربية وتركتها طبعا للابتزاز الأمريكي الإسرائيلي وحدث ما حدث.
إيران
ولكن إيران سوف تخسر بالتأكيد من هذا الأمر لأن الدول ستبحث عن ملاذها الخاص ومصالحها الخاصة، وتابع: بغض النظر عن رغبة الإمارات في امتلاك طائرات "إف 35" أو حتى السودان برفع اسمها من قائمة الإرهاب أو حتى البحرين وحمايتها من أي حرب قادمة والمغرب والاعتراف بشرعيتها على الصحراء المغربية؛ اعتقد كل هذه الأمور قضايا كان يمكن حلها داخل البيت العربي، ولكن واضح أن الكل بحث عن مصالحه على حساب القضية الفلسطينية.
ونوه إلى أن عالم السايبر في إسرائيل كبير جدًا وهناك وحدات استخبارتية تعمل منذ سنوات طويلة على تغيير المزاج داخل المجتمعات الخليجية ومن بينها الوحدة الاستخباراتية الصهيونية 8200، ولفت إلى أن الدول التي ذهبت للتطبيع مع إسرائيل ستندم عندما تكتشف حقيقة هذا العدو ، ومن يتابع الإعلام العبري يدرك أن الاحتلال يتعامل مع دول الخليج أنها تنهار اقتصاديا، ولديها مشكلات وتحتاج إلى مساعدة إسرائيل، كما يُصور العربي بصورة سيئة في الإعلام العبري.
نقلًا عن العدد الورقي...،
العرب لم ولن يكونوا يومًا قوة واحدة ولا يدًا واحدة، تحسبهم جميعًا وقلوبهم وعقولهم وضمائرهم شتى، تجتاحهم النزاعات والخلافات والاختلافات، لا يجمعهم عقل، ولا يوحِّدهم رأى.
الفلسطينيون أنفسهم نموذج لهذه الحالة المتفاقمة، وكأن العرب اتفقوا على ألا يتفقوا، حتى في أدنى أمورهم وأبسطها. الجامعة العربية، كانت ولا تزال، انعكاسًا للحالة العربية المتردية، حيث لا صوت لها ولا رأى ولا موقف ولا تأثير، وجاءت حمى التطبيع الأخيرة، لتنكئ الجراح وتزيد الأوجاع، وتفاقم الآلام، حتى خرجت أصوات تطالب بضم الكيان الصهيونى وإيران إلى الجامعة، مع تغيير اسمها إلى "جامعة الشرق الأوسط".
دعاوي نكراء
دعوات نكراء، لا تحمل في باطنها أي نوايا طيبة أو حسنة، ولكنها تبدو استكمالًا لمسلسل الفُرقة وإضعاف العرب وتشتيت صفوفهم، وإهدار ما تبقى من من مظاهر الوحدة، ولو بدت صورية، كما هو حال الجامعة العربية.
أصحاب هذه الدعوات لم يفكروا يومًا في إعادة العضوية المجمدة لبعض الدول العربية التي تمزقها الحروب الأهلية، ولكنهم وضعوا أنفسهم في خدمة الأجندات العدوانية المغرضة.
"فيتو" تفتح هذا الملف، لقراءة واستشراف مستقبل الجامعة العربية في ضوء الأحداث الأخيرة المتلاحقة التي أربكت المشهد العربى بشكل عام، مهما اكتنفه من تصريحات وردية ودبلوماسية لا تغير من الواقع الأليم شيئًا مذكورًا.
عام إسرائيل
العام الجاري يمكن وصفه بأنه عام إسرائيل، حيث لم تكتف بعض الدول العربية فقط بإعلان التطبيع معها بل خرجت دعوات مطالبة بإخراج إسرائيل من عزلتها، لدرجة صدور دعوة تطالب بضمها إلى جامعة الدول العربية، وتغيير اسمها إلى جامعة الشرق الأوسط ،فكيف تنظر إسرائيل إلى هذا الكم من التقارب، وهل من الممكن أن تنضم إسرائيل يوما ما بالفعل لجامعة العرب؟.
ما زالت ردود الأفعال الإسرائيلية تتوالى حول عمليات التطبيع الأخيرة، إذا ترى إسرائيل أنها تعيش أزهى العصور الذهبية، وأن المنطقة أمام العصر الذهبي للسلام في الشرق الأوسط، وترى أن الفضل في طفرة التطبيع الأخيرة مع الدول العربية يرجع إلى الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب معتبرة إياه رئيسًا أمريكيًا مبتكرًا للغاية ومفاجئًا لأنه تمكن من تحطيم الأسطورة الرئيسية حول الشرق الأوسط، وخاصة في سياق العلاقات العربية الإسرائيلية.
وأضافت التقارير العبرية أن ترامب أحدث تغييرًا بعيد المدى في الشرق الأوسط وصنع عصر السلام المباشر، وقرر أن يلقي بثقله وراء إستراتيجية إقليمية جديدة، موضحة إلى أي مدى يمكن لـ الولايات المتحدة، عندما تريد إحداث تغيير إقليمي، أن تكون قوة عظمى حقًا.
بدوره، صرح كبير المحللين الإسرائيلين يوم الجمعة الماضي في مقابلة مع صحيفة "معاريف" العبرية قائلا إن اتفاقات التطبيع تعني انهيار الجدار العربي، كما أن كل دولة تريد شيئًا من الولايات المتحدة الأمريكية اختارت التطبيع مع إسرائيل.
ولفت بين السطور إلى أن الجزائر هي الدولة المستهدفة في المرة القادمة، مشيرا إلى أن هناك تقاربا في الآونة الأخيرة بينها وبين الولايات المتحدة على خلفية صفقات النفط والغاز، لافتا إلى أن اعتراضها على الاتفاق مع المغرب يرجع إلى وجود منافسة تاريخية بينها وبين المغرب لكن الجزائر وفقا له أضعف من أن تفعل أي شيء.
اسرائيل في جامعة الدول العربية
الدكتور أيمن سمير، المتخصص في العلاقات الدولية أوضح لـ فيتو أن فكرة انضمام إسرائيل إلى الجامعة العربية مستبعدة ولكنها ليست مستحيلة، لأن السياسة لا يوجد بها مستحيل.
والدليل على ذلك أنه قبل 10 سنوات لم يكن أحد يتوقع ما جرى الآن من توقيع اتفاقات بين دول عربية وإسرائيل، وكذلك هناك دول جرت فيما بينها حروب طاحنة ثم تحولت إلى أصدقاء بعد ذلك.
وأشار إلى أن الدول العربية نفسها التي أعلنت مؤخرا التطبيع مع إسرائيل لن تطرح فكرة انضمام إسرائيل إلى الجامعة على الأقل في المستقبل القريب، وبالنسبة لدعوة ضاحي خلفان فهذا كلام غير رسمي وأمر مستبعد.
وتابع أن إسرائيل تولي أهمية كبرى لمشروع الشرق الأوسط الكبير أو الشرق الأوسط الواسع، ولكن كل يوم يثبت أن هذه الفكرة تبدو أكثر بعدًا، لأن التدخلات التركية والإيرانية في الشئون العربية واضحة للغاية.
وحول أسباب إقدام الدول العربية على التطبيع مع إسرائيل أكد أيمن أنها أسباب سياسية حقيقية تتعلق بوجود هذه الدول، وهذا ما دفعها إلى التطبيع، على سبيل المثال فكرة انسحاب القوات الأمريكية من منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي ستترك المنطقة لقوى إقليمية مثل إيران وتركيا؛ فدولة مثل الإمارات لن تستطيع بالقدرات الذاتية أن تقف أمام إيران وتركيا وجماعات الشر مثل الإخوان.
وبالتالي تبحث هذه الدول عن بقائها ووجودها وهذا طبيعي ومن حقها، مثال آخر المغرب منذ 40 عاما تحاول أن تثبت وجودها في الصحراء المغربية، ولكن اليوم تستطيع عن طريق التطبيع أن تحصل على كل الصحراء المغربية، فمن الناحية العملية التطبيع مصلحة مغربية كبيرة وهكذا وهكذا.
وشدد على أن الربيع العربي هو الذي جعل القضية الفلسطينية تتراجع إلى الخلف، فقبل 2011 كانت كل النشرات ووكالات الأنباء تتحدث عن القصية لكن لا يمكن اليوم لمواطن في صنعاء مثلا أن يذكر فلسطين أو قضيتها، لذا كان هذا الربيع هدية لإسرائيل.
وكان السبب الأول والأخير وراء التطبيع الذي يجري حاليا، علما بأنني لا أبرر ولا أدعم عمليات التطبيع، ولكن أوضح أسباب ذهاب بعض الدول العربية نحو هذا الاتجاه.
ناتو شرق أوسطي
بدوره، قال الدكتور أيمن الرقب السياسي الفلسطيني وعضو حركة فتح لـ فيتو: إن جامعة الدول العربية واضح من اسمها لذا من المستبعد أن تنضم لها إسرائيل ولكن ما نخشاه أن يتم خلال هذه الفترة تشكيل ناتو شرق أوسطي تقوده إسرائيل.
وهذا ما تسعى إليه تل أبيب خلال الفترة القادمة، خاصة أنها تعتبر أنها نجحت سياسيا وحققت نجاحات اقتصادية أيضًا، إلى جانب إعادة ترسيم الحدود مع كثير من الدول العربية وحتى مع الأراضي الفلسطينية، وطبعا هناك استغلال للطاقة الجديدة التي تكتشف وهى الغاز في حوض البحر المتوسط، والاحتلال لاعب كبير جدًا وأساسي في هذا الأمر.
وكل ما سبق نخشى أن يساعد في تشكيل ناتو كما أشرنا تقوده الدول التي تمتلك أسلحة ونفوذا أكثر في العالم، وإن لم تكن إسرائيل ستقود هذا الناتو فستكون على الأقل صاحبة تأثير كبير جدًا به ، وهذا اعتقد هو أهم المتغيرات في هذا الأمر والرهان على الفلسطينيين أولا ثم الأمة العربية ثانيًا.
وأشار إلى أن عملية التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل انقلاب على المبادرة العربية لعام 2002 ، باعتبار أنها تراجع من جانب العرب عن موقف اتخذوه منذ عام 2002 كخطوة مركزية وموقف عربي موحد تجاه الصراع العربي الإسرائيلي.
صحيح أن هناك بعض المتغيرات التي حدثت في المنطقة، ولكن من لعب دورا في تغيير القضايا الخلافية في المنطقة، وخاصة تغيير القيم هو الاحتلال الإسرائيلي حيث أصبحت إيران مصنفة لدى دول الخليج العدو رقم واحد في حين تراجعت إسرائيل لتتحول إلى صديق، أنا في هذا الصدد أحمل جزء من ذلك لإيران عندما لم تتعامل بانفتاح أكبر مع الدول العربية وتركتها طبعا للابتزاز الأمريكي الإسرائيلي وحدث ما حدث.
إيران
ولكن إيران سوف تخسر بالتأكيد من هذا الأمر لأن الدول ستبحث عن ملاذها الخاص ومصالحها الخاصة، وتابع: بغض النظر عن رغبة الإمارات في امتلاك طائرات "إف 35" أو حتى السودان برفع اسمها من قائمة الإرهاب أو حتى البحرين وحمايتها من أي حرب قادمة والمغرب والاعتراف بشرعيتها على الصحراء المغربية؛ اعتقد كل هذه الأمور قضايا كان يمكن حلها داخل البيت العربي، ولكن واضح أن الكل بحث عن مصالحه على حساب القضية الفلسطينية.
ونوه إلى أن عالم السايبر في إسرائيل كبير جدًا وهناك وحدات استخبارتية تعمل منذ سنوات طويلة على تغيير المزاج داخل المجتمعات الخليجية ومن بينها الوحدة الاستخباراتية الصهيونية 8200، ولفت إلى أن الدول التي ذهبت للتطبيع مع إسرائيل ستندم عندما تكتشف حقيقة هذا العدو ، ومن يتابع الإعلام العبري يدرك أن الاحتلال يتعامل مع دول الخليج أنها تنهار اقتصاديا، ولديها مشكلات وتحتاج إلى مساعدة إسرائيل، كما يُصور العربي بصورة سيئة في الإعلام العبري.
نقلًا عن العدد الورقي...،